رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رجل أوقف الشمس بكلمة.. يشوع بن نون تلميذ موسى النبي

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى نياحة يشوع بن نون.

ويشوع اسم عبري معناه "يهوه خلاص". واسمه في الأصل هوشع يهوشوع. ثم دعاه موسى يشوع وهو خليفة موسى، وابن نون من سبط أفرايم ولد في مصر. وكان أولًا خادمًا لموسى ذكر أولًا عند معركة رفيديم، لأن موسى كان وقتئذ قد عينه لقيادة بني إسرائيل  وكان عمره آنئذ 44 سنة، وبعد ذلك تعين جاسوسًا لسبطه وقد قدم هو وكالب Caleb رفيقه تقريرًا صحيحًا عن البلاد التي تحسسوها.

ثم أقامه موسى أمام اليعازار الكاهن وكل الشعب وعينه خليفة له. ودعى المشترع العظيم يشوع قبيل وفاته وسلمه العمل الذي كان عليه أن يقوم به وفقًا لإرادة الله وبعد موت موسى مباشرة أخذ يشوع في الاستعداد السريع لعبور الأردن. ومنح الشعب ثلاثة أيام لإعداد الزاد  وذكر الرؤوبينيين والجاديين ونصف سبط منسى بضرورة إمداد أخوتهم وتقديم المساعدة المسلحة لهم في أثناء المعركة  وفي الحال أرسل جاسوسين إلى أريحا ليستقصوا الأمور العسكرية فيها. ثم تحرك بمعسكره نحو النهر وأعطى المحاربين تعليمات دقيقة للزحف.

أظهر بخشوع مهارته وحنكته العسكرية في الخطة الاستراتيجية التي اتبعها الاحتلال أرض كنعان، إذ أقام معسكرًا مركزيًا في الجلجال في السهل شرقي أريحا وبفي المركز في الجلجال، لأن يشوع لم يكن يخشى عدوًا في تلك البقعة يهاجمه من الوراء، ولأن الماء كان متوفرًا فيها، ولأنها كانت مكانًا أمينًا لإخفاء الذخيرة والغنائم.

وفي غضون ذلك أتاه وفد من جبعون يطلبون منه عقد صلح مع بلدتهم، ففعل ذلك دون أن يطلب إرشادًا من الله. وهذه الخطوة الخاطئة جرت عليه كثيرًا من المتاعب والمشقات فيما بعد. وبعد أن رسخت قدماه في البلاد التي احتلها قام بغزوتين لاحتلال أرض كنعان كلها. حلف الملوك الخمسة: ملك أورشليم، وحبرون، ولخيش، وعجلون، ويرموث ضد أهل جبعون، لنهم عقدوا صلحًا مع يشوع، قرر مصير معركة الجنوب، لأنه حمل يشوع على نجدة الذين عقد معهم صلحًا، والإجهاز على الملوك الخمسة المتحالفين. ثم زحف نحو الغرب واحتل مقيدة على الساحل واقام فيها محلة مؤقتة. ثم احتل لبنة، ولخيش، وعجلون، وحبرون. ثم عاد من حبرون وضرب دبير في الجبال. وبعدما احتل القطاع بين جبعون وغزة وقادش برنيع رجع إلى الجلجال. وفي أثناء هذه الحملة أمر يشوع الشمس بالوقوف.

ويقول الكتاب المقدس أن الله الذي خلق الكون يستطيع أن يحفظ الكون حتى ولو وقفت الشمس، أو بمعنى أدق لو وقف الأرض على محورها، فبدت الشمس كأنها واقفة لا تتحرك. ويقولون أيضًا أن المدقق في النص العبري يتضح له أنه لم يقل عن الشمس أنها وقفت لا تتحرك.
فلأمر الذي وجهه يشوع ، هو "يا شمس دومي" ومعنى ذلك، اسكتي. وقوله: وقفت الشمس، يعني حرفيًا: سكتت.

ويتضح أن الشمس والقمر تأخر غروبهما، أي أنهما لم يقفا بغير حركة، بل تأخر أفولهما عن المعتاد.

في آخر حياته دعا كل بني إسرائيل وألقى عليهما كل خطابه الوداعيوكان إيمانه بالله مفتاح نجاحه. وكان كل قصيده أن يرضي الرب، ويمهد سبل الراحة لشعبه. ولكن بني إسرائيل كانوا متقلبين وسريعي الانفعال. وكان يشوع يعرف تقلبهم وضعفهم. وما أجمل القول الذي اختتم به حياته: "أما أنا وبيتي فنعبد الرب"