رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيرم التونسى يبيع الأغنية بمليم وينام فى وصلة «الست».. ما القصة؟

بيرم التونسي
بيرم التونسي

بيرم التونسي يبيع الأغنية بمليم وينام في وصلة "الست"، عنوان حمله الحوار الذي نشرته مجلة الكواكب المصرية، في عددها الـ 69  بتاريخ 25 نوفمبر من العام 1952 مع الشاعر بيرم التونسي. 

 

ومن الذائع عن كوكب الشرق أم كلثوم، أن سهرة “الخميس”، حين تبث الإذاعة المصرية حفلها الشهري، يتحلق جمهورها من المحيط إلي الخليج حول أجهزة المذياع، خاصة في مصر. إلا أن بيرم التونسي كان له طقس آخر تكشفه مجلة الكواكب.

 

يستهل كاتب الحوار لطفي رضوان قائلا: “هل تصدق أن هناك من ينام ملء جفنيه في الليالي التي تحمل فيها أسلاك الأثير صوت أم كلثوم؟ أمر بعيد الاحتمال قطعا خاصة إذا كان هذا الشخص هو الذي تجري كلماته أغاريد علي شفتيها”.

 

وإذا كان بيرم التونسي صاحب "الآهات" و "أنا وأنت"، و"كل الأحبة اتنين اتنين"، ولكن هذا هو الواقع فإن بيرم التونسي ناظم الأغاني لا يكره شيئا قدر الغناء ولله في خلقه شئون.

 

وعن كواليس الحوار قال لطفي رضوان: "طلبت إليه أن أزوره في منزله، فقال لي في التليفون: "ربنا أمر بالستر، عاوز تفضحني ليه؟" وألححت عليه فقبل أن أزوره، علي أن أتحمل ما قد يصيبني في الطريق من طوب أولاد الحارة وعربدة شبابها فقبلت".

 

ــ البحث عن منزل بيرم التونسي

وأضاف “رضوان": "بحثت طويلا عن شارع "النواوي" في حي السلخانة حتي وجدت المنزل. وسألت عن بيرم التونسي، فقيل لي أنه ذهب إلي الاستديو ليشاهد إحدي الراقصات التي سترقص علي أغنية له. وانتظرت طويلا أمام المنزل، وتأملت في الحي الذي يقطنه أشهر زجالي مصر وأقدمهم وأرقهم معني، وأقواهم سخرية. وعاد بيرم التونسي ليقول لي: "أن ثلاث حجرات لا تكفي لكي أعيش فيها وأتنفس فالأولاد كثيرون، والدوشة لا تنقطع، لهذا آثرت أن أنقل لحافي ومرتبتي ومكتبتي إلي هذه الحجرة الصغيرة لأكون إلى جوار "باب الخروج".

 

ــ زوجة بيرم التونسي لا تعرف أنه شاعر وزجال

وتابع “رضوان”: “سألته: ماذا يقولون عنك في هذا الحي القديم؟ فأجاب: أن لا أحد يعرف مهنتي، حتي زوجي لا تعرف مهنتي، فإذا سألتها إحدي جاراتها: النبي حارسه بيعمل إبه؟ فتقول: والله مانا عارفة أهه بيشتغل وخلاص وبيجيب فلوس ده المهم.. وقد حدث أن دق التليفون في منزلي وردت زوجي وسألها المتحدث من اسم صاحب التليفون، فسألتني: أقوله اسمك إيه؟".

 

ــ الأماكن المفضلة للكتابة عند بيرم التونسي

وعن الأماكن التي يكتب فيها بيرم التونسي قال: “في الطريق، وعلي المقاهي، فأنني أهرب من المنزل مع الفجر، وأستلقي علي أول مقعد يقابلني في ركن مقهي وأبدأ عملي. وياويلي إذا تقدم مني أحد معارفي وحياني، فإن سلسلة أفكاري تنقطع علي الفور وأضطر إلي لم أوراقي وأنتقل إلي مقهي آخر”.

 

وتابع: “ويا ويلي إذا ما فتح المقهي الراديو، أهرب بدون أوراقي إلي الطريق، وأظل أسير علي غير هدي، حتي أجد مقهي يديره أجنبي لا يملك مذياعا، وعندئذ أحط رحالي وأتم ما بدأته وأكمل أغنيتي، ولذلك فأن أغلب أغاني جاء مولدها بين أحضان المقاهي الأجنبية”.

 

ــ أغنياتي هذه تساوي مليما واحدا

وعن حال المؤلفين والشعراء وما يقابلونه من شظف العيش قال بيرم التونسي في اللقاء الذي أجرته معه مجلة الكواكب تحت عنوان “بيرم التونسي يبيع الأغنية بمليم”: "يجب أن يعلم المشتغلون بالفن، أن الفن كالعلم وكالدواء لا يمكن احتكاره. ولكنهم لا يعرفون هذا في مصر، أما في الخارج فالمؤلف يأخذ أجرة التكليف الأولي حتي ينتهي من عمله ثم له بعد ذلك  حقوق أخري كثيرة من التسجيل الميكانيكي والأداء العلني ولكننا في مصر لا نعترف حتي اليوم بهذا كله، فمثلا أن وصديقي زكريا أحمد قمنا بتأليف وتلحين أغاني فيلمي "فاطمة" و"سلامة" وهما أعز ما كتبت في حياتي.. وأصبحت كل هذه الأغاني ملكا لشركة الأسطوانات دون أن تدفع مليما وأصبحت كل أغنية من أغنياتي هذه تساوي مليما واحدا".

بيرم التونسي