رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حرقوها حية».. أبناء الشيطان قتلا والدتهما للاستيلاء على غرفتها بالبحيرة

ارشيفية
ارشيفية

سيطر الشيطان على عقليهما وسوس لهما بضرورة الاستيلاء على ممتلكات والدتهما.. الميراث الذي طمع به الابنان لم يكن شقة فارهة أو أموالا طائلة بل غرفة صغيرة تحمي الأم العجوز من غدر الزمان لكن الغدر كان من الأقربين. 

في أحد مقاهي قرية المناشلة بمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة جلس رمضان ومحمد على يفكران في طريقة لإخراج والدتهما من الغرفة التي تقيم بها للاستيلاء عليها ربما يستطيعان بيعها والاستفادة من ثمنها، تحدث أحدهما لشقيقه قائلا: أمك داخلة على 80 سنة ومش باينلها موت واحنا زهقنا عايزين الأوضة عشان نخلص". 

كان الشيطان يراقب حيرة الشقيقين فنفث وساوسه في آذانهما لتتفق أفكار الشقيقين ولفظا ما يفكرا به سويا قائلين: "يبقى نخلص عليها احنا وننجز".. بدأ الشقيقان في التخطيط لإنهاء حياة والدتهما بطريقة لا تكشف جريمتهما حتى يتمكنا من الحصول على مبتغاهما ليلعب الشيطان دورا جديدا في الإيحاء لهما بفكرة "النيران" التي ستلتهم كل شيء وتخفي أي أدلة على الجريمة. 

قررا أن يخالفا العرف بأن "الجنة تحت أقدام الأمهات" ليستبدلاها بـ"جهنم"، وقررا إشعال النيران في جسد والدتهما أثناء نومها وبالفعل اشترى أحدهما البنزين اللازم لتنفيذ الخطة وذهبا لغرفة والدتهما التي اسقبلتهما بحرارة وحنان الأم المعتاد وانتظرا استغراقها في النوم وسكب أحدهما كمية البنزين على جسدها وفراشها بينما أشعل الآخر النيران بها وفرا هاربين بعد إغلاق باب الغرفة خلفهما حتى إذا استيقظت لا تتمكن من الهرب. 

بدأت أعمدة الدخان والسنة اللهب تخرج من الغرفة واختلطت بصرخات العجوز ليهرع إليها الجيران مرددين: "الحاجة وداد جوه لوحدها اتصل بالمطافي بسرعة".

نجح أحد الشباب الشجعان في اقتحام النيران وحمل السيدة التي التهمت النيران أجزاء كبيرة من جسدها ونقلها الى المستشفى إلا أنها لم تحتمل آلامها وجروحا ولفظت أنفاسها الأخيرة في الطريق قبل إسعافها، اتصل الجيران بنجليها في محاولة لإخبارهما بمصابهما معتقدين أن وفاة الأم ستؤثر فيهما، إلا أن المفاجأة ألجمت الجميع عندما فجر فريق المباحث الذي حضر بعد تحرير محضر بالحريق ووفاة الأم بأن الحريق مفتعل وتوجد آثار مادة مساعدة على الاشتعال بما يؤكد وجود شبهة جنائية. 

فريق المباحث عكف على إجراء التحريات اللازمة للكشف عن غموض الجريمة خاصة بعدما أكد الجيران على عدم وجود خصومة للسيدة العجوز أو خلافات مع أحد مرددين: "دي حتى معندهاش حاجة تتسرق".

كاميرات المراقبة كانت الشاهد الصامت التي كشفت الجناة حيث رصدت خروج الابنين مسرعين من منزل الأم وقت اشتعال النيران بإلقاء القبض عليهما ومواجهتهما بالأدلة التي تثبت تورطهما انهارا واعترفا بالجريمة طمعا في "الغرفة" التي كانت تقيم بها الأم المجني عليها. 

شهد قرية المناشلة، التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، جريمة بشعة، بعدما أقدم شقيقان، بقتل والدتهما المسنة، عن طريق سكب البنزين عليها، وإشعال النيران بها، من أجل الحصول على المنزل الخاص بها.

تفاصيل الواقعة:

البداية عندما تلقى اللواء أحمد خلف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة، إخطارا من العقيد مصطفى النمر، مأمور مركز شرطة شبراخيت، يفيد بوصول "وداد ر م" 76 سنة إلى مستشفى شبراخيت العام ادعاء حريق من الدرجة الأولى، وتم تحويلها إلى مستشفى حوش عيسى للحروق وتوفيت قبل وصولها، وتم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة.

وعلى الفور أمر اللواء عمرو الشامى، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن البحيرة، بتشكيل فريق بحث برئاسة العقيد هانى صبحى مفتشى فرع البحث والمقدم أحمد حمدى رئيس مباحث مركز شرطة شبراخيت، وذلك لسرعة كشف غموض الواقعة.

وبالانتقال وبالفحص تبين أن وراء ارتكاب تلك الواقعة نجلى المجني عليها "رمضان م ا" عامل، و"محمد م ا"، سائق، وذلك من أجل الاستيلاء على غرفة خاصة بالمجني عليها.

وعقب استئذان النيابة العامة، تمكن ضباط مباحث مركز شبراخيت من ضبط المتهمين وبمواجهتهما، اعترفا بارتكابهما الواقعة عن قيام المتهم الأول بإحضار جركن بنزين وانتظر حتى تأكد من نوم المجنى عليها وقام بسكب البنزين عليها وعلى محتويات الغرفة ثم قام بإشعال النيران، بتحريض من المتهم الثانى وذلك من أجل الحصول على الغرفة التى تسكن بها المجنى عليها.

وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتباشر النيابة العامة برئاسة المستشار محمد الجندى مدير النيابة العامة بمركز شبراخيت، تحت إشراف المستشار الدكتور أحمد التهامى المحامي العام لنيابات جنوب دمنهور التحقيقات.