رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عيد النيروز».. ابتكرته الحضارة الفرعونية وسفك فيه الرومان دماء الأقباط

عيد النيروز
عيد النيروز

"المصريون يصنعون التاريخ كالعادة"، كلمات دلفت على لسان سيلفسو برلسكونى، واحد من أغني رجال الأعمال في إيطاليا، وشغل منصب رئيس وزرائها عدة مرات، حينما بدأ الحديث عن تاريخ مصر، إلا أنه كان ذكيًا في اختيار مصطلحاته، لأنه بالفعل الفراعنة هم أول من ابتكروا التاريخ أو التقويم في العالم.

يستعد المصريون وبالأخص الفلاحين والأقباط للاحتفال بعيد النيروز، وهو رأس السنة المصرية القديمة، والذي يطلق عليه لقب التقويم المصري أو التقويم القبطي، واتخذ من حرفي الشين والقاف رمزًا له، إذ يعد غدًا أول أيام عام 1733 ش، رمزًا للشهداء الذين سالت دماؤهم، أو قاف، نسبة للسنة القبطية.

لا زال يحتفل الفلاح المصري بعيد النيروز، والذي تشكل اسمه بتجمع 3 لغات، الهيروغليفية والعربية والفارسية، إلا أنه اختلط مع عيد الربيع لدي أبناء المذهب الشيعي وإيران، إلا أن العيدين يؤشران إلى بدء العام الزراعي، الأمر الذي جعل للتقويم المصري مكانته الكبيرة في الكنيسة الأرثوذكسية التي تنسق عليه مواعيد الصلاة والأعياد، والفلاحون المصريون يستخدمونه لترتيب مواعيد الري والزراعة والحصاد.

التقويم المصري له 13 شهرًا، أحدهم عدد أيامه 5 أيام فقط، وهو شهر نسيء، استمر العمل بالتقويم المصري حتى احتلت مصر من قبل الرومان، الذين أوقفوا العمل بالتقويم القبطي، واستخدموا تقويمهم الخاص لمدة وصلت لـ 284 عام، إلا أنه عاد مرة للعمل في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس، الذي نفذ مذابح كبيرة جدًا لأقباط مصر، ليطلق على التقويم المصري اسم تقويم الشهداء.

وتوقف الاحتفال بعيد النيروز حتى العصر الفاطمي، الذي كان يحتفل به، ويعتبره من أكبر الأعياد الوطنية، وكانت تجوب فيه الاحتفالات والعروض الفنية والغنائية الشوارع، في كل بقاع مصر، وحتى اليوم تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية من خلال إقامة الصلاة وقراءة الترانيم على أرواح الشهداء الذين سفكت دمائهم، فيتناول الأقباط بهذا اليوم البلح الأحمر، إشارة لدماء الضحايا، والجوافة لتكون دليلًا على طهارة قلوبهم.