رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«له ألحان لا يدركها كل من في الأرض من المنشدين والعازفين».. كيف وصف العقاد سيد درويش؟

سيد درويش
سيد درويش

في ذكرى الموسيقار سيد درويش يونيو 1992، كتب الأديب عباس العقاد مقالا وصفه بأنه "الإمام المفرد". 

وصف عباس العقاد سيد درويش، بأنه أمام الملحنين، ونابغة الموسيقى المفرد في هذا الزمان، فقد مات ولا يزال الوطن العربي كله يستمع إلى صوته وموسيقاه، وبموته فقد فجعوا في رجل من الرجال الأفذاذ المعدودين. 

وأشار "العقاد" في مقاله المنشور بمجلة "أدب ونقد"، إلى سيد درويش نبه قبل موته بعامين تقريبا، فقد اشتهر اسمه وذاعت أغانيه وألحانه وطافت القطر كله  وأضفى البهجة والسرور على جمهوره، أضاف: "كان لكل قلب في عالم السماع نصيب قلب صاحبها ولكل لسان حظ من وحي لسانه ولكل مستمع خبر من أخبار روحه الهائم في أسعد ساعاته وأجمل أوقاته". 

ولفت، إلى أنه عندما كان سيد درويش يرسل اللحن في الرواية أو القصيدة أو الأغنية الصغيرة فما هي إلا أيام حتى تتجاوب بها الأصداء في أنحاء البلاد فيهتف بها المنشدون على الملاعب وتتغنى بها العازفات في أندية الأسر ومجالس البيوت ويغنيها الصبية في الأسواق، وتبدو مصر وكأناه فرقة موسيقية واحدة وقف منها سيد درويش في منصة يملي عليها وتسمع وهو يبدأ لها وتتبعه.

ووصف "العقاد" الموسيقار سيد درويش بأنه "الرجل المفرد"، الذي يزود أمة كاملة بمؤنة حية تجلب عليهم السرور، وتهدي إليهم ساعات صفو وأريحية ترتفع بها إلى ملأ الغبطة والنعيم بأعوام تنقضي في شقاء العيش وأعمار تمضى في أسر كأسر الأنعام وقيود كقيود السجناء، مضيفًا: "إي والله إن ساعة سرور واحدة لهي ساعة حياة، بل هي ساعة خلود".

وأشار إلى أن موت سيد درويش لهو مصيبة قومية، لم تبال حكومة الأمة أن تشترك في تشييع جنازته وإحياء ذكره كما تبالي بتشييع جنازات الموتى الذين ماتوا يوم ولدوا والمشيعين الذين شيعتهم بطون أماتهم إلى قبر واسع من هذه الدنيا.

وتساءل:" أنقول مع هذا؟ بل مالنا لا نقول إن الرجل قد أهمل في حياته وبعد مماته ذلك القبيح لأجل هذا؟، أوليست آدابنا هي تلك آداب الشرق الجامد الذليل؟، أوليست آداب هذا الشرق المكسين تعلمنا أن العزيز العظيم يسئ إلى ناس أو المهين الحقير من يتوخى لهم الرضى ويواطئ لهم أسباب السرور؟". 

وأكد عباس العقاد، على أنه أن كان قد فات سيد درويش أن يسبح في آفاق الموسيقى العالمية وأن يهبط إلى سراديب أسرارها الخفية فإن له الحسنات في بعض الأغاني والألحان الصغار لا ندري كيف كان يسبقها السابقون ولو اجتمع لها كل من في الأرض من المنشئين والعازفين".