رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب يجيب.. هل يحل الروبوت مكان الطبيب فى المستشفيات؟

الروبوت في المستشفيات
الروبوت في المستشفيات

قال الدكتور أحمد صبحي، مدير وحدة علاج وجراحات القصور الكلوي في مستشفيات قصر العيني، اليوم الأحد، إنه رغم دخول الروبوت الجراحي إلى مصر في العام الماضي بمستشفى عين شمس التخصصي، إلا أنه تقنية غير مستحدثة، حيث إنه معروف عالميًا منذ ما يزيد على 15 عامًا.

وأوضح أنه يتم الآن تدريب الأطباء بقصر العيني على تقنية الروبوت الجراحي، وذلك على مرحلتين (كيفية استخدام الروبوت، والإجادة في الاستخدام التي تأتي مع الخبرة)، فما أهميته؟ وما المخاطر المحتملة من استخدامه؟ وهل يمكن أن يحل الروبوت مكان الطبيب في يوم من الأيام؟

في هذا السياق، تحدث «الدستور» مع عواطف فرغلي، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة المنوفية، التي أكدت أن "الروبوت الجراحي بمثابة تقدم علمي هائل، لكن مهما كانت درجة تقدمه فإنه لن يلغي دور الجراح، وذلك لأنه أولًا وأخيرًا يتم توجيه الروبوت بواسطة العقل البشري والمهارة البشرية، لكن في بعض الحالات يمكننا استخدام هذا الروبوت، وذلك كالحالات التي يمكن أن تسبب عدوى للطبيب أثناء إجراء العملية. كما أنه يتمتع بتقنية ودقة مطلوبين في إجراء بعض العمليات."

 

أخطاء متوقعة

وأضافت "وفيما يخص احتمال حدوث أخطاء منه أثناء إجراء العمليات الجراحية فإنه احتمال قائم بالتأكيد فسفينة تايتنك على سبيل المثال عندما تم تنفيذها لم يكن بها خطأ واحد، ومع هذا فإرادة الله أن تغرق، فنحن لا نعول على هذه الآلة ألا يكون بها أخطاء، فبالتأكيد يمكن أن تحدث بعض الأخطاء، لكن هل ستتمثل هذه الأخطاء في الأخطاء الفعلية التي يمكن أن تحدث أثناء العملية الجراحية ويستطيع الطبيب تفاديها، أم أنها ستظهر بعد الانتهاء من العملية وإفاقة المريض؟! وفي الحقيقة لا نستطيع حتى الآن الإجابة عن هذا السؤال لأن الروبوت مازال في طور الفكرة التي تتحول إلى مشروع ينفذ." 

وأكدت «فرغلي» في تصريحات خاصة لـ الدستور  أنه "لكي يستطيع الطبيب استخدام الروبوت في العمليات الجراحية بمهارة، يجب أن يتم تدريب الجراحين عليه بإتقان بالغ. لكنه بالتأكيد لن يحل محل الجراح سوى يدويًا فقط. لكن من يجري العملية هو الطبيب الجراح ومن يستخدمه ويوجهه هو الطبيب نفسه."

قلب أسد وعين صقر و hand of a lady

وتابعت “ عُرف في الماضي وحتى الآن عن الطبيب الجراح أنه يتميز بقلب أسد وعين صقر وhand of a lady فقلب الأسد لا يخاف؛ وعيون الصقر قوية ودقيقة تستطيع التقاط ما بالمريض؛ ويد سيدة تستطيع أن تشعر بأدق ما تلمسه. فمهما تم تصنيع روبوتات فإنها لن تستطيع أن تمتلك هذه الصفات بنفس الدقة التي يمتلكها الطبيب الجراح”.

وأشارت إلى أن للروبوت الجراحي أهمية أخرى وهي إمكانية استخدامه محل الطبيب في أماكن الحروب أو المناطق التي من الممكن ألا يوجد بها أطباء. كما أنه يمكن استخدامه في بعض الأنواع من العمليات الجراحية التي تمت برمجته عليها وليس أنواع محددة من العمليات. فيمكن أن يتم برمجة الروبوت على إجراء عملية الزائدة على سبيل المثال إذا كان مبرمج على هذا من الأساس".

واستكملت “أنني أعتقد أنه مع التطور العلمي الهائل الذي نشهده الآن أن يتم برمجة الروبوتات على فعل أي شيء. فيمكن أن يستطيع الروبوت على الوصول لأماكن بالجسم لا يستطيع الجراح أن يدخلها”.

 

التقليل من العنصر البشري

أما عن عيوب استخدام الروبوت الجراحي فقد أكدت (فرغلي) للدستور أنه "سيتسبب في قلة استخدام العنصر البشري. كما أنه لن يتمتع بالإبداع الذي يكون لدى الجراح ولن يتمكن من أن يكون ذو نظرة قوية وصائبة مثل الجراح. كما سيتحول الأمر إلى الآلية. فالطبيب الجراح لا يتعامل بيده فقط، بل أنه يتجاوب مع الحالة بشكل كامل، بصريًا ويدويًا وشعوريًا وهو ما سيفيد المريض بالنهاية.

كما أن الحالة المرضية لكل مريض تختلف عن الآخر، وهو ما لا يتم تدريب الروبوت عليه، فإنه مبرمج على فعل خطوات معينة غير قابلة للتغير من أجل التكيف مع الحالة المرضية للمريض."