رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير إسبانى: تغيرات المناخ وجفاف الأنهار أضرا بالاقتصاد العالمى وخلقا أزمة غذاء

الجفاف
الجفاف

قالت مجلة «اتالير» الإسبانية، إن جفاف الأنهار الرئيسية شكّل مشكلة لوجستية واقتصادية دولية، حيث يمر العالم حاليًا بأزمة اقتصادية عامة بسبب قضايا مثل ارتفاع التضخم وغلاء أسعار الغذاء في العديد من البلدان، أو أزمة الطاقة الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، والعقوبات التي فُرضت لاحقًا على روسيا وأثرت على الغاز والنفط.

وأشارت إلى أن أسوأ جفاف منذ عقود تسبب في إحداث دمار في العديد من الأنهار، وخلق عددا من المشاكل التي تعمق الوضع الاقتصادي العالمي الحساس.

وأوضحت المجلة الإسبانية أن الانخفاض الحاد في تدفق العديد من أهم الأنهار في العالم يخلق تحديًا اقتصاديًا كبيرًا، يمثله تغير المناخ الذي نشهده حاليًا، مشيرة إلى أن موجة الحر والجفاف التي تعاني منها العديد من البلدان والتي تؤثر على مجاريها المائية الأكثر أهمية لها تأثير سلبي. 

انخفاض تدفق الأنهار يثير القلق 

الأنهار ذات الأهمية الكبيرة في العالم، مثل نهر اليانغتسي في الصين أو نهر الراين في أوروبا الوسطى، شهدت تدفقاتها انخفاضا بشكل مثير للقلق، وهذا يؤثر على نقل الإمدادات بالقوارب، على سبيل المثال. 

حالة نهر الراين مثال على هذا الأمر، لأن مستوى النهر انخفض بمقدار الثلث، كما انخفض النقل بالقوارب بنسبة 30%، مما أجبر الناس على البحث عن وسائل أخرى أكثر تكلفة أو أقل فاعلية لتزويد الأحمال الكبيرة، مثل النقل البري. 

وقد يتسبب هذا الموقف في مشاكل كبيرة في سلسلة التوريد، ويعني أن بعض المنتجات لا تصل في الوقت المحدد في بلدان أخرى، أو لا تصل إلى وجهتها على الإطلاق.

ومن المعروف أنه إذا زادت تكاليف الإنتاج في الصناعة أو كان هناك نقص في بعض المنتجات بسبب نقص المعروض من المواد الخام أو ما شابه ذلك، فإن السعر النهائي يرتفع بشكل كبير، مشيرة إلى أن هذا يجعل الوضع التضخمي الحالي المرتفع أسوأ.

كما يؤثر انخفاض منسوب مياه الأنهار بشكل خاص على شحن إمدادات الوقود في وسط أوروبا. 

وتؤثر الصعوبات التي تواجهها سفن الشحن على نهر الراين على وصول الفحم والنفط إلى ألمانيا ودول مجاورة أخرى في وقت عصيب يتسم بقطع الغاز الطبيعي الروسي بعد العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي رداً على غزوها أوكرانيا. 

كما تعتبر السفن الكبيرة التي تستخدم طرق وسط أوروبا حيوية لنقل مختلف السلع والمواد الخام اللازمة للوجهات العالمية.

انخفاض إنتاج الكهرباء 

كذلك أدت موجات الحرارة وقلة تدفق مياه الأنهار إلى انخفاض في إنتاج الكهرباء، كما هو الحال مع محطات الطاقة الكهرومائية. 

كذلك تعتمد محطات الطاقة النووية، والتي تعتبر أيضًا أساسية لنظام الطاقة في العديد من البلدان، على تدفق الأنهار من أجل التبريد المناسب.

نهر لوار فى فرنسا 

وأشارت المجلة إلى أن نهر لوار في فرنسا، والذي يعتبر أطول نهر في البلاد، شهد انخفاضًا حادًا في منسوبه ​​بعد أن جفت جميع روافده، مما أثر على الزراعة والسياحة وصيد الأسماك، وكذلك إنتاج الكهرباء فقد أثر على أربع محطات للطاقة النووية، حيث تستخدم مياهه من أجل التبريد.

كما يواجه نهر بو، الذي يتدفق عبر شمال إيطاليا لمسافة تزيد على 650 كيلومترًا، في المناطق التي تنتج معظم محاصيل البلاد انخفاضًا حادًا في مستويات المياه، مما أثر على ري المحاصيل ومياه الشرب.

وقد انخفض أكبر نهر في البلاد إلى أدنى مستوى له منذ 70 عامًا، مما أثر على جزء كبير من الإنتاج الزراعي في البلاد.

وينضم نهر الدانوب إلى هذه القائمة، وهو أمر مهم للغاية بالنظر إلى أنه ثاني أكبر نهر في أوروبا بعد نهر الفولغا، ويعبر أو يحد 10 دول أوروبية. 

ويجري تكريك نهر الدانوب، وهو أطول ممر مائي في أوروبا الغربية، من قبل السلطات البلغارية والرومانية والصربية في محاولة لتحسين الوضع الملاحي لعبور سفن الشحن.

لكن أزمة جفاف النهر لا تقتصر على أوروبا، حيث يعاني نهر كولورادو في الولايات المتحدة، الذي يزود الغرب الأمريكي بالمياه ويتدفق إلى المكسيك، من انخفاض حاد في تدفق المياه.

انخفاض تصدير الغلات الزراعية 

كما تصدر أوروبا وأمريكا الشمالية الغذاء إلى العالم، وهي مهددة بانخفاض الغلات الزراعية، والتي تفاقمت بفعل الجفاف الحالي، الأمر الذي له تأثير سلبي للغاية على حالة الدول التي تحتاج إلى استيراد المواد الغذائية المنتجة هناك، مثل الدول العربية التي تستورد القمح والحبوب من هذه المناطق بدرجة أكبر أو أقل.

ويؤثر ذلك بشكل خاص على الدول الأكثر هشاشة، والتي تعاني من أزمات وحروب اقتصادية، أو التي لا تملك موارد كبيرة مثل النفط والغاز لتحمل ارتفاع أسعار المواد الغذائية. 

يذكر أن الصومال واليمن هما أكثر الدول العربية تضرراً من أزمة الغذاء، حسب تقرير لمنظمة الأغذية العالمية. 

وحسب المجلة، أثرت الحرب في أوكرانيا بشكل حاد على ملايين الدولارات التي كانت تذهب لعلاج الأزمات الإنسانية.

كما أشارت إلى انتظار العديد من البلدان وصول موسم الأمطار في الخريف والشتاء من أجل إحداث زيادة كبيرة في منسوب مياه الأنهار، الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى العودة إلى الملاحة النهرية العادية، واستعادة قطاع الطاقة الكهرومائية، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لقطاع الطاقة وتوليد الطاقة، وتحسين حالة المحاصيل والإنتاج الزراعي أمر حيوي لكثير من البلدان، خاصة تلك الأكثر عرضة للأزمات الغذائية.