رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هناك حيث ينتهى النهر» لـ مريم عبد العزيز جديد «الكتب خان»

غلاف الرواية
غلاف الرواية

“هناك حيث ينتهي النهر”، رواية للكاتبة مريم عبد العزيز، والصادرة حديثا عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع، حيث من المقرر أن تطلق الدار الرواية في لقاء يعقد في السابعة من مساء الأربعاء الموافق 14 سبتمبر الجاري، ويناقش الرواية الكاتب عادل عصمت.

وبحسب الناشر عن رواية "هناك حيث ينتهي النهر"، أولى تجارب الكاتبة مريم عبد العزيز السردية، تدور أحداثها حول “سلمى”، وهي فتاة تعيش بمفردها في شقة فى القاهرة بعد أن فقدت والديها، تعانى من تجربة خذلان وانفصال عن حبيبها، تحمل غضبا شديدا تجاه القاهرة، يظهر غضبها من خلال وصفها لما تشمئز منه بسبب رائحة البول اللاذعة فى الشوارع و أسفل الكبارى، فتقول "أننا نسكن فى مدينة تتبول فوق رؤوسنا كل يوم" .

 كما أن “سلمي” تحمل إرثا عائليا مؤلما، ففقدت والدها و بسبب مشاكل عائلية لم تعرف أين قبره؟ فتذهب إلى مدينة رشيد فى رحلة للبحث عنه ، لا زاد لها فى هذه الرحلة سوي صورة فوتوغرافية وجدتها في صندوق جدها، ليدلها على عائلتها، و عندما تذهب إلى رشيد تتقابل بالصدفة مع أربعة شخصيات: “جميلة”، “أم بطة”، “حامد”، و"مصطفى"، كل منهم يحمل بداخله حزن، ويبحث عن حلم ضائع و شخص مفقود.
 

ــ كيف تلتهم الهجرة غير الشرعية شباب رشيد
“هناك حيث ينتهى النهر” فى رشيد، وتنتهي كل الأحلام، فرشيد كما تصفها الكاتبة بأنها مدينة كئيبة ورمادية، وأرض تضيق بمن عليها بسبب قسوة الحياة و الفقر، يهرب الأطفال و الشباب من المدينة للهجرة غير الشرعية بالمراكب، فيتسع لهم البحر، و يستقبلهم بالغدر و الموت، و يقتل أحلامهم قبل أن تكتمل فى البلدة التى كانوا يرغبون فى الهجرة لها، فيكونوا بين ثلاث اختيارات لا رابع لهم: إما أن يطحنهم الفقر، و تقسو عليهم الظروف، و تجعلهم يعيشون كأنهم موتى، أو يهربون من خلال هجرة غير شرعية فيلتهمهم البحر، و من ينجو منهم و يصل إلى شواطئ إيطاليا يلقى القبض عليه.

تسلط الكاتبة مريم عبد العزيز، في روايتها “هناك حيث ينتهي النهر”،  الضوء على الهجرة غير الشرعية التى تلتهم المدينة و تجعل سكانها "وجوه ذابلة و قلوب أحرقها الانتظار"، سأمت سلمى من رتابة و قسوة القاهرة و حزنها لكونها وحيدة، فمنذ أن وطأت قدمها مدينة رشيد، وجدتها كملاذ لها تهرب إليه، و وجدت الدفء التى تبحث عنه، لكنها مدينة يحوم حولها الموت...، فهل ستصل سلمى إلى هدفها؟ أم ستزداد الغربة داخلها.

ومما جاء في رواية “هناك حيث ينتهى النهر” لـ مريم عبد العزيز نقرأ: "مَن منَّا بقي على حاله؟ رفعتنا أمواج فظنَنَّا أن أحلامنا في متناول كفوفنا الممدودة، ثم هبطت بنا نفس الأمواج إلى أسفل سافلين، فاصطدمت روؤسنا بأسفلت الرصيف مرَّةً، وبأخشاب المراكب مرَّةً، ثم فقدنا الاتجاه، وحده البحر بقي على حاله وكما ترقد مدن قديمة فى أحشائه يفتح فمه لالتهام مدن جديدة.