رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحف فرنسية: حجر رشيد جزء أصيل من الثقافة المصرية واستعادته أمر حتمي

حجر رشيد
حجر رشيد

سلطت الصحف الفرنسية، الضوء على مبادرة عالم الآثار زاهي حواس لاستعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني والتي انطلقت بالتزامن مع احتفال مصر والعالم، بالذكرى المئوية الثانية لنجاح العالم الفرنسي فرانسو شامبليون بفك رموز الحجر وبالتالي حل ألغاز الحضارة الفرعونية.

- حجر رشيد سيعود لمصر في نهاية المطاف

وقالت صحيفة "آرت كرتيكو" الفرنسية، أنه نظرًا لما شهدته بعض الدول التي وقعت ضحية الاستعمار من نهب وسرقة وممارسات استعمارية وحشية، تزايدت المطالب الآن باستعادة هذه القطع الأثرية التي خرجت من موطنها بطرق غير مشروعة، ولن تكون مصر الدولة الوحيدة التي تطالب باستعادة آثارها من أوروبا.

وتابعت أن مبادرة مصر لاستعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني أمر مشروع للغاية، حيث دعى "حواس" إلى إعادة العديد من القطع الأثرية من المواقع الأوروبية التي تنتمي إلى مصر، والتي تتضمن سقف "دندرا زودياك" في متحف اللوفر، وتمثال نصفي لنفرتيتي في متحف برلين، وحجر رشيد في المتحف البريطاني.

وأضافت أن هذه ليست المحاولة الأولى لمحاولة جعل القادة الأوروبيين يعترفون بارتكاب أخطاء تاريخية وإعادة القطع الأثرية المسروقة، حيث كان حواس قد طلب ذلك منذ عام 2003.

وأشارت إلى أن الآمال زادت باستعادة مصر لآثارها المنهوبة بعد عقدين من الزمن، خصوصًا بعد إعلان عدد من الدول إعادة بعض الأعمال الفنية لموطنها الأصلي، بالإضافة إلى سلسلة الفضائح التي هزت متحف اللوفر بعد اتهام مديره السابق جان لوك مارتينيز بالمساعدة في تهريب بعض الآثار الفرعونية خارج مصر.

وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن حجر رشيد بالطبع هو الأداة الأسطورية التي استخدمها علماء اللغة وعلماء الآثار لفهم لغة الهيروغليفية المصرية القديمة، والذي استولى عليه في البداية جيش نابليون، قبل أن يسلمه هدية إلى البريطانيين بعد هزيمته ومنذ عام 1802 والحجر موجود في المتحف البريطاني.

وأكدت أنه لا يمكن إنكار أهمية حجر رشيد، فهو جزء من الهوية الثقافية لمصر وقد سُرقت، ولا يوجد سبب حقيقي لبقائها في حوزتهم الدول الأوروبية الظالمة بعد الآن. 

وتابعت أنه مهما طال الزمن واستمرت مبادرة "حواس"، فبالتأكيد هذه القطعة ستعود لمصر في نهاية المطاف، فحجر رشيد يعتبر أحد أكثر كنوز التاريخ المذهلة في العالم والتي يجب إعادتها لمصر مرة أخرى.

- قصة العثور على حجر رشيد

وبحسب صحيفة "لا جورنالا" الفرنسية، فإنه تم العثور على حجر رشيد الذي صنع عام 196 قبل الميلاد في مصر، من قبل ضابط عسكري فرنسي في 15 يوليو 1799، على بعد 7 كيلومترات من رشيد في الدلتا.

وتابعت أنه  بعد ذلك بعامين، استولت عليه القوات البريطانية في الإسكندرية وأرسلته إلى إنجلترا، وفي عام 1802 ، تم التبرع  به للمتحف البريطاني، وهو عبارة عن كتلة من البازلت الأسود نقش عليها مرسوم تكريما للفرعون بطليموس الخامس إبيفانيس المكتوبة بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية والتي سمحت بفك رموز الهيروغليفية.

وأضافت أن مصر تسعى أيضًا لاستعادة رأس نفرتيتي التي نحتت حوالي 1340 قبل الميلاد، واكتشفها عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت في العمارنة عام 1912، وهي موجود في متحف برلين للآثار، بالإضافة إلى سقف زودياك وهو عبارة عن نقش بارز من الحجر الرملي مع خريطة النجوم والتي صنعت عام 50 قبل الميلاد، ومعهم جزء من سقف بروناوس للمصلى المخصص لأوزوريس في معبد حتحور، في دنديرا من قبل عالم الآثار الفرنسي فيفانت دينون في 1798، وفي عام 1822 تم إزالته وإحضاره إلى باريس للمكتبة الوطنية الفرنسية ، ثم بعد قرن، في عام 1922، تم نقله إلى متحف اللوفر.

وقال "حواس" إنه يعتزم إطلاق عريضة "موقعة من قبل مجموعة من المثقفين المصريين" سيبدأ إرسالها إلى المتاحف الأوروبية المشاركة في أكتوبر المقبل.