رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس معركة انتخابات نقابة الموسيقيين بين أم كلثوم وعباس فؤاد

أم كلثوم
أم كلثوم

معركة حامية في انتخابات نقابة الموسيقيين، والمنشورة في عدد 20 مايو لسنة 1952 بمجلة الكواكب، وبه رصد ملاسنات وصراع مكتوم بين كوكب الشرق أم كلثوم، وعازف الكونترباص في فرقتها، الفنان عباس فؤاد.

يستهل كاتب المقال الإشارة إلى أنه: "كانت المعركة الانتخابية التي أجريت يوم الأحد الماضي، لانتخاب مجلس إدارة نقابة الموسيقيين، معركة شديدة تعلن صراحة عن أن "الوعي النقابي" قد عرف طريقه إلى نقابة الموسيقيين، وأن أعضاء النقابة يريدون أن ينفذوا الفكرة النقابية إلى أبعد حدود التنفيذ، كما نقرأ في المقال.

ــ انقسام بين أعضاء نقابة الموسيقيين

ويمضي كاتب المقال موضحًا: كان واضحًا يوم الانتخابات أن أعضاء النقابة ينقسمون إلى ثلاثة أحزاب.. أحدها بزعامة الأستاذ محمد حسن الشجاعي، وهو يضم الموسيقيين الموظفين الذين أفتى مجلس الدولة بجواز انضمامهم إلى النقابة، وقد اتفقت كلمتهم على أن يحتلوا مجلس الإدارة ليستطيعوا قيادة النقابة بأسلوب جديد كما يقولون.

والحزب الثاني: هو الذي يتزعمه الأستاذ "بخيت" السكرتير السابق للمجلس، الذي استقال احتجاجًا على بعض التصرفات.. وقد انتهز فرصة المعركة الانتخابية وجاء يهاجم أعضاء المجلس وطالب بإخراجهم.

والحزب الثالث، حزب بلا زعيم، حزب حائر لا يدري ماذا يفعل وسط هذا الخضم من الآراء والخطب والكلمات الحماسية، وكان أعضاء هذا الحزب يصفقون مع المصفقين ويهتفون مع الهاتفين.

ــ الموسيقيون الموظفون

ويضيف المقال: وكان قانون الموظفين والقانون المالي يحرمان الموسيقيين الموظفين من أن ينضموا إلى عضوية النقابة، ولكن بعض هؤلاء الموظفين تقدموا إلى النقابة يطلبون منها أن تحصل على رأي مجلس الدولة في هذا الموضوع فأفتى المجلس بأن الموظفين الذين يعملون في وظائف فنية يجوز لهم الانضمام لعضوية النقابة والسير على قوانينها، فتقدم الموسيقيون الموظفون يطلبون الانضمام لعضوية النقابة، ولقد أثار انضمامهم ضجة بين الأعضاء غير الموظفين، وأخذ التوتر يزداد حدة.

ــ أم كلثوم نقيبة مدى الحياة

ويلفت المقال إلى أنه: وقبل انعقاد الاجتماع، قام أحد الأعضاء بالدعوة إلى فكرة انتخاب أم كلثوم نقيبة للموسيقيين مدى الحياة، ورحب أغلب الأعضاء بالفكرة، ولكن أحدهم أعلن عن أن القانون "8" الذي تخضع له النقابة يمنع تنفيذ هذه الفكرة، وبدأ الاجتماع بتلاوة آيات الذكر الحكيم من الشيخ عبدالله البدرشيني، ثم وقفت أم كلثوم وألقت كلمتها وقد قالت فيها: "يسرني ويسعدني أن أرحب بعودة إخواننا وزملائنا الموسيقيين الموظفين. حيث نكون جميعًا أسرة واحدة، ونتجه اتجاهًا واحدًا لما فيه مصلحة الجميع. وبذلك يلتئم شمل طائفة واحدة طالما تمنينا جميعًا أن تلتئم فأجاب الله الرجاء".

وقوبلت كلمتها بعاصفة من التصفيق، وتعاقب أعضاء النقابة بعدها في إلقاء كلمات مناسبة، ثم اقترح الأعضاء إعادة طرح الثقة بالمجلس القديم. فاعترض البعض علي هذا الاقتراح، لأن قانون النقابة ينص علي أن يبقي نصف الأعضاء ويخرج النصف الثاني عن طريق القرعة. وقامت ضجة وثارت مناقشة، ووقفت أم كلثوم تحاول تهدئة الجو فطلبت من صاحب الاقتراح "عباس فؤاد" عازف الكونترباص أن يجلس، فصاح قائلًا: "أقعد إزاي؟ أنا عضو في النقابة ومن حقي أتكلم". فقالت أم كلثوم: "يا أفندي أقعد دلوقتي أحسن أخرجك بره"، فقال العضو ــ عباس فؤاد ــ مفيش مخلوق في الدنيا يقدر يخرجني"، فقالت أم كلثوم: "أنا أقدر أخرجك حالًا"، فرد العضو: "ولا البوليس يقدر يخرجني". وتكهرب الجو وشعر بعض الأعضاء أن الأمور تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، فوقف أحدهم وهتف بحياة أم كلثوم زعيمة الموسيقيين، فردد الجميع الهتاف وهكذا عاد الهدوء ثانية. وأجريت عملية القرعة فاعترض نفس العضو "عباس فؤاد" على طريقة إجرائها، وتكهرب الجو مرة أخرى وانتهى بالهتاف بحياة أم كلثوم. ثم أجريت عملية الانتخاب فأسفرت عن انتخاب 15 عضوًا أغلبهم من الموسيقيين الموظفين.

301803586_3300636646890388_7121712479536991876_n
301803586_3300636646890388_7121712479536991876_n