رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة: القصف الجوى على تيجراى الإثيوبية أصاب روضة أطفال

الامم المتحدة
الامم المتحدة

أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) السبت الغارة الجوية التي استهدفت الجمعة إقليم تيجراي الإثيوبي، مشيرة إلى أنها أصابت "روضة أطفال" وقتلت وجرحت العديد من الأطفال.


وهو أول تأكيد دولي على إصابة روضة أطفال اتهمت قوات تيجراي الجيش الإثيوبي باستهدافها، في حين قالت الحكومة الإثيوبية إنها لم تقصف سوى "أهداف عسكرية".


واتهمت الحكومة السبت، بعد ثلاثة أيام على استئناف القتال الذي أنهى هدنة استمرت خمسة أشهر، التيجراي "بتكثيف هجماتهم"، كما أعلنت عن انسحابها من مدينة كوبو التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة وتقع على بعد حوالى 15 كيلومترًا من نهر تيجراي، وعلى بعد مئة كيلومتر من موقع لاليبيلا السياحي.


من جهتهم، أعلنت قوات تيجراي عن "الانتقال إلى الهجوم المضاد" منذ مساء الجمعة وأنهم سيطروا على عدد من المناطق - من بينها كوبو - الواقعة في منطقتي أمهرة وعفر والمتاخمة للطرف الجنوبي الشرقي من تيجراي، التي يتركّز حولها القتال إلى الآن.


وغداة الهجوم على ميكيلي عاصمة تيجراي، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل في تغريدة إن "يونيسف تدين بشدة الغارة الجوية التي تعرضت لها ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي في إثيوبيا".


وأضافت أن "الضربة أصابت روضة أطفال مما أسفر عن مقتل العديد من الأطفال وإصابة عدد منهم".


وأشارت إلى أن "الأطفال دفعوا مرة أخرى ثمنًا باهظًا لتصعيد العنف في شمال إثيوبيا. منذ ما يقرب من عامين، يعاني الأطفال وعائلاتهم في المنطقة من أهوال هذا النزاع. يجب أن يتوقف".


لم ترد الحكومة الإثيوبية على التصريحات الصادرة عن الأمم المتحدة.


قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس المتحدر من إقليم تيجراي في تغريدة إنه "يعجز عن التعبير" أمام "هذا الحدث الرهيب وخسارة أرواح بريئة" واصفًا الضربة بأنها "وحشية".


وأدان المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش الضربة "التي أسفرت عن مقتل مدنيين" داعيًا إلى "احترام القانون الدولي الإنساني"، من دون الإشارة إلى المكان الذي استهدفته الغارة.


وكتب في تغريدة "المدنيون ليسوا أهدافًا".


من جهتها، أشارت وزيرة الشئون الإفريقية البريطانية فيكي فورد إلى "التقارير المروّعة عن الغارات الجوية في تيجراي التي تسبّبت في خسائر مدنية". وقالت "يجب على جميع الأطراف احترام القانون الإنساني الدولي وجعل حماية المدنيين من أولوياتها".


وتتبادل الحكومة وقوات جبهة تحرير شعب تيجراي الاتهامات بشأن المسئولية عن استئناف القتال على الحدود الجنوبية الشرقية للإقليم، الذي أنهى الأربعاء هدنة استمرت خمسة أشهر.


اقتصر القتال على منطقتين حول الحدود الجنوبية الشرقية لتيجراي، لكن الجمعة شنت الطائرات الإثيوبية غارة جوية على ميكيلي.


وأكد المتمردون أن طائرة "ألقت قنابل على منطقة سكنية وروضة أطفال في ميكيلي".
وردت الحكومة الإثيوبية بأن سلاح الجو الإثيوبي لم يستهدف سوى "مواقع عسكرية" متهمة قوات تيجراي بأنهم "وضعوا أكياس جثث زائفة في مناطق مدنية للقول إن الطيران استهدف مدنيين".
وليس باستطاعة الصحفيين الوصول إلى شمال إثيوبيا ما يجعل التحقق المستقل مستحيلًا. كما أن شبكة الاتصالات في هذه المناطق غير منتظمة.
واتهمت الحكومة مساء السبت التيجراي بالهجوم على كوبو من "عدّة اتجاهات". وقالت "من أجل تجنّب خسائر فادحة داخل المدينة أثناء تبادل إطلاق النار، اضطرّت قوات الدفاع إلى مغادرة مدينة كوبو واتخاذ مواقع دفاعية على أطرافها".
كذلك، أكدت الحكومة الفيدرالية أنه "إذا ظلّ عرض السلام الذي قدّمته الحكومة ساري المفعول، فإنّ قوات الدفاع الوطني البطولية ستنسّق وستردّ بكفاءتها الكاملة وقدراتها الكاملة".
وقالت قوات جبهة تيجراي مساء السبت إنّهم "صدّوا عدّة هجمات للعدو خلال الأيام الثلاثة الماضية وشنّوا هجومًا مضادًا مساء (الجمعة)" ليضمنوا "اختراق دفاعات العدو".
ويثير استئناف المعارك مخاوف من عودة الصراع على نطاق واسع ويبدد الآمال الضعيفة التي أثارتها في يونيو احتمالات تفاوض لم تتحقق.
ودعت دول كثيرة ومنظمات من بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى وقف النزاع وإيجاد حل سلمي للصراع المتواصل منذ 21 شهرًا.
واندلعت الحرب في نوفمبر 2020 عندما شن رئيس الوزراء أبي أحمد عملية عسكرية على تيجراي لطرد السلطات المحلية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي لاتهامها بشن هجمات على معسكرات للجيش الفيدرالي.
وبعد انسحابهم في مرحلة أولى، استعادت قوات تيجراي السيطرة على معظم أنحاء المنطقة في هجوم مضاد في منتصف 2021، تمكنوا خلاله من دخول أمهرة وعفر.
وتسببت الحرب بسقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص، فيما تحذر الأمم المتحدة من أن آلاف الإثيوبيين في وضع أشبه بالمجاعة.