رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد «2»

عزيزي عمر خورشيد
تمر الأيام وتأخذنا هنا وهناك، تبعدنا عمن نحب، وتشغلنا عمن نعتز بوجودهم. حتى يفاجئنا القدر، بقرارات صادمة، ورحيل مفاجئ، لنكتشف كم أبعدتنا الظروف، وكم خسرنا بسبب ركضنا، في مضمار الحياة، خلف هذا وذاك.
يظل عزاؤنا، أن من رحلوا.. رحلوا بسلام وحُب، وتركوا أثرا كبيرًا طيبًا في نفوسنا.

عزيزي عمر خورشيد
لم أكن أدري أن للسعادة ضرورة.!!

 لا أخفي عليك، مررت بفترات كثيرة حزينة، رتيبة، وباهته.
فترة من فترات حياتنا، التي تتقاطع وتتشابه مع الآخرين، من منا لم يمر بتلك الفترات في حياته.؟!
من منا لم يتوقف لحظة، ونظر خلفه، وتساءل إلى متى سأظل هكذا.؟!

تاركاً نفسي للحياة.
للأيام تتقاذفني كالكرة.
كلما اصطدمت بجدار ارتدت وأعادت الكرة من جديد...!

من منا لم يتسلل شعور الندم لداخله .. مرددا لو عاد بي الزمن ما فعلت هذا أو خضت تجربة كذا؟!

 عمر خورشيد

 من منا لم يعش خذلانا،
لم يعاني من إحباط، وفشل في خطط المستقبل،
لم يشعر بحزن لفقد لأحلام وحُب ونجاح..!

لم يشعر بأن أجمل  سنوات عمره سلبت منه. في غفلة منه لا يدري كيف مرت ولا فيما مرت!. 
كل ما نملكه من تلك السنوات بضع صور
والقليل من السعادة والكثير من الذكريات  الباهتة- المؤلمة!.
لكل من عانى... أدعوه للبحث عن سعادته أولاً-
البحث عمن يحُب- عما يهوي.!
فليس للسعادة موعد وكذلك الحُب ..!
لا تكونوا حالمين، كونوا واقعيين، أضعنا الكثير ومضى قطار العمر، فلنبحث عن الحُب، عن الحياة، فيمن حولنا..! 
مسببات السعادة كثيرة، يكفي أن تعثر على أحدها وتكون سببًا في نشر عبقها حولك.

عزيزي عمر خورشيد

أتعجب حقًا من ظاهرة بدأت تجتاح المجتمع .. إنهم يقتلون باسم؟!

هل تتخيل أن هناك من يسلب روح إنسان بريء، شخص شاركه الأحلام يومًا..لأنه قال لا... أو اختلف  معه في وجهات النظر  وابتعدا..!

فيقرر إنهاء حياة من يحُب ببساطة، ووسط دهشة الجميع..!

 هل كنت تعتقد أن من آمنت به يومًا قد يكون هو صاحب طعنة الغدر القاتلة..؟!

 ينهي حياة شريكه ويقضى على مستقبله هو ذاته..!!

 لم تكن  تلك الحوادث من عاداتنا وتقاليدنا .. لكنها تكررت على مدار الأشهر القليلة الماضية..أندهش حقاً..!

فأنا ممن ينبهر بقصص الحب العالمية، لكنها تظل من وحي خيال المؤلف.. انبهاري لا يتعدى حدود الكتاب..لكن أن أخطط بالقتل تحت شعار الحُب.. هذا أمر مرفوض ..

 عمر خورشيد

أفقد الحُب معناه السامي.. وقضى على أجمل شعور نولد به ونقضي حياتنا ركضًا خلفه، بعد أن نقضي نصف عمرنا في البحث عنه.. متعة رحلته في صعوبة إيجاده، لا العثور عليه..!

فمن يعثر على حُبه، بعد رحلة بحث شاقة، يحافظ عليه، لأنه وحده يدرك حقيقة الأمر، حقيقة العثور على حُب حياته مرة أخرى.. لذا أتعجب مما يحدث؟ 

ما يحدث نوع من الأنانية، لا علاقة له بالحُب من الأساس.

قام أحدهم بحرق مدرسة حبيبته لأنها رسبت ..!!

ارتكب جريمة كبيرة بحق نفسه، وبلده، وحبيبته، بتصرف أحمق، واندفاع وحماس طفولي.. 

نسى تقصير حبيبته بحق نفسها، وحق أسرتها.. بتكاسل  ربما أو إهمال في تحصيل دروسها.. وتذكر أن المدرسة ذلك الكيان الذي يبني أمماً هو السبب في حزن حبيبته..!!

تصرف أهوج تسبب في هدم أحلام أسرة.. وتشويه مفهوم الحُب أمام أبناء جيله.. لاسيما طلبة مدرسته.!

 من الوارد والمتوقع أن يعتبروه قدوة.. ومثالًا للحُب وهو أبعد ما يكون عن ذلك.. 

إنهم يسيئون للحُب؟!

يصرون على تلويث أسمى المشاعر الإنسانية. لماذا.. لا أدري؟

عزيزي عمر خورشيد
لا يمكن أن أختم رسالتي إليك دون أن أخبرك بأنني أدين بالفضل لك وللحنك الذي أعشق، فبسببه عثرت على حلم ظننته وهمًا..
حُب ظننته أسطورة.. 
نجاح ظننته محال...
اطمئنان اعتقدت أنه يستحيل الشعور به.
 لمست أمنيات كانت بعيدة المنال صارت في متناول يدي..!
سعادة  أعيشها كنت أظنها درب من الخيال..!!
نعم كثيرة ظننت أنها ليست معي لتنكشف الغشاوة فأتنعم بها. !!
عزيزي عمر خورشيد،
دام وجودك حتى أظل أكتب لك
محبتي

 عمر خورشيد