رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقلية وجدى العربى!

شاهدت بالصدفة جزءا من برنامج تليفزيوني يقدمه الممثل الإخواني الهارب وجدي العربي، كان البرنامج بمناسبة وفاة السيناريست المبدع وحيد حامد، لم ألتفت إلى صوته ولم أهتم بسماع أي من كلامه  الذي لا يطاق أصلا  إلا عندما قال:

 لن أترحم على الفنان حسن يوسف – أطال الله عمره -  حين يموت، كما لم أترحم على الفنان ممدوح عبدالعليم حين مات، مبرراً موقفه بأنهما كانا ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي، - رحم الله جميع أمواتنا. 
فكرت فيما قاله وجدي العربي وفيما حدث له حتى يصل إلى هذه الدرجة من التطرف الأحمق والحقد الأسود الذي يملأ قلبه.

فقد نسى هذا المتخلف أن الأعمار بيد الله وأنه لا يملك من نفسه شيئًا ولا يعلم من سيسبق من في الموت، فمن أدراه أنه سيعيش حتى لحظة وفاة أي إنسان آخر، ليرفض الترحم عليه.

ما تسبب في صدمتى أكثر هو ما جاء في ذاكرتى فور مشاهدتي له من طفولة العربي وما قام بأدائه من أدوار وهو طفل صغير، وكيف لم يحصن هذا الطفل من التطرف رغم وجوده في بيئة فنية المفترض أن تكون هى حائط الصد ضد التطرف والإرهاب في مجتمع وجدي العربي وكل المجتمعات عموماً، فالفن أداة مهمة من أدوات تقدم المجتمعات وتحضرها.

والحقيقة أن وجدى العربي وخلال طفولته التي كانت في بداية السبعينيات وما تلاها من انتشار للتيار الإسلامي المتطرف قد تعرض بالفعل لحملات تشويه العقول خاصة الأطفال وقد تعرض معظم جيلنا لتلك الحملات والمحاولات، التي قادها التيار الإسلامي المتطرف الذي يتواجد بيننا بأشكال متعددة، باللحية والجلباب مرة. وبالبدلة والابتسامة الكاذبة مرة أخرى، في المسجد والمدرسة والحضانة مرات ومرات، يطل علينا عبر شاشات تليفزيونية وبرامج ومواقع السوشيال ميديا وما أكثرها وأسهلها انتشارا.

فقد اعتاد تيار التطرف والإرهاب على اختراق عقول الأطفال من الصغر وفقا لنصائح وتعاليم مؤسس الإرهاب الأول حسن البنا، واستمر منهجه وتناقلته كل الفرق المتطرفه حتى تحول بعض أفكارهم إلى مسلمات، فتجد التفسير الشعبي المسلم به عند عموم الناس للوصف القرآني "المغضوب عليهم والضالين" أنهم اليهود والنصاري.

وتجد وصفا لقتلة وإرهابيين كحسن البنا وسيد قطب بالشهيدين، وتكتشف من أفكارهما، أن النساء أقرب طريق إلى النار، وأن حجاب المرأة هو المنجي والنقاب عفة وطهارة، وأن يد الله مع الجماعة وعليك أن تفسر لوحدك من تكون الجماعة، وهكذا يدور مجتمعنا في أفكار متداولة، يقولها ويرددها شيوخ البدلة والكرافته كما يرددها شيوخ الجلباب واللحى الطويلة، رحم الله شعب مصر ونجاه من هذا التطرف.