رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين الطاقة والمناخ والأزمة العالمية.. خبراء: لقاء العلمين فرصة لتحقيق التضامن العربي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد خبراء وسياسيون عرب أن لقاء العلمين الذي يضم 5 دول هي “مصر والأردن والعراق والإمارات والبحرين”، يأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة لدول المنطقة، مشددين على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة التغيرات العالمية التي تقلقى بظلالها على دول المنطقة خاصة في ظل التحولات الدولية الجارية. 

«الدستور» يرصد في السطور التالية تعليقات الخبراء على لقاء العلمين وتأثيراته على الرؤى العربية المشتركة..

خلفان: ملفات مهمة تحتاج إلى رؤية عربية مشتركة

المحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصواف، قال إن هناك الكثير من الملفات العربية التي تحتاج إلى مناقشة سياسية عربية للخروج منها برؤية مشتركة، مشيرًا إلى أن ما تشهده المناطق الشمالية العراقية والسورية من تدخلات عسكرية أجنبية كما ان هناك أوضاع عربية داخلية تحتاج إلى وقفة حقيقية كما هو الوضع العراقي الذي سيكمل الشهر العاشر بدون تشكيل حكومة بل الوضع هناك ملتهب، وكذلك الوضع الفلسطيني والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وأوضح "الصواف" أن اللقاء بمثابة إعداد بشكل عام للقمة العربية المقبلة في نوفمبر المقبل التي هي الأخرى تحتاج إلى تضامن عربي كامل من خلال مشاركة الجميع.

وأوضح أن أهم المخرجات المتوقع للقاء العلمين، التأكيد على أهمية العمل العربي المشترك في حماية مصالحها، لأنه لا بديل عربي عن ذلك في ظل التدخلات الإقليمية التي لا تتوقف، كما أن اللقاء ستؤكد أيضاً على وجهة النظر العربية في الأزمات العالمية وهي  أن الحوار والنقاش هو أفضل الطرق لمعالجة الأزمات خاصة أزمتي أوكرانيا وتايوان باعتبار أن تصعيدها ليس في مصلحة العالم وليس العرب فقط، وكذك أزمتي الطاقة والغذاء ستكونان على رأس الأجندة في النقاش فالدول التي تعقد القمة فاعلة في إقليمها وفي العالم ولديها رؤيتها في القضايا العالمية.

وحول  التعاون بين مصر والإمارات في مجال الطاقة والعلاقات الثنائية بشكل عام، قال “الصواف” إن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا في مجال الطاقة بشكل عام والطاقة المتجددة بشكل خاص وهي كما يبدو تنمو باستمرار خاصة في إطار استضافة مصر لقمة المناخ "كوب 27" والتي تستضيف الإمارات نسختها التالية "كوب 28" .

وعن الغاز الإفريقي وقدرته على لعب دور البديل للغاز الروسي،  قال “الصواف" إن الاهتمام بالثروات الطبيعية ومنها الغاز في القارة الأفريقية ليس جديداً وإن كان وتيرة الاهتمام زاد في فترة ما بعد الأزمة الأوكرانية- الروسية وكما هو حق لروسيا أن تدير الأزمة مع الغرب بالطريقة التي تراها مناسبة، فإن للأوروبيين حقهم أيضاً في إيجاد بدائل كي لا يكونوا أسرى قرارات روسيا وغيرها.

وأضاف "أما عن الدول الأفريقية أعتقد أن مثلما هي أزمة فإنها يمكن أن تكون فرصة أيضاً لهم في زيادة الدخل في بلدانهم مع تأكيدنا دائما بأهمية الحوار لخلق أرضية للتفاهم وبالطريقة التي لا تؤذي البشرية".

وأضاف" الصواف" أن استضافة مصر لـ"|كوب 27" يعقد من خلاله العالم آمالًا كبيرة على اللقاء في نشر الوعي أولاً حول أهمية المحافظ على البيئة وكذلك في محاولة إيجاد بعض الحلول للحد من الأعمال الإنسانية التي تهدد المناخ، خاصة وأن هذه القمة هي الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتابع: "المصريون قادرون على إنجاح القمة العالمية وسيساعدون قادة العالم والمهتمين بالمناخ من منظمات وأفراد في الخروج بقرارات وتوصيات تساهم في وضع حد لارتفاع الحرارة وبما يحافظ على استمرار الحياة الطبيعية. كما أن الدولة المصرية اطلقت مبادرات لها علاقة بالحدث العالمي وأطلقت استراتيجيتها الوطنية 2050 لتغيير المناخ".

 

النايل: لقاء العلمين يُعقد في ظروف حساسة 

ومن جانبه، قال المحلل الأردني عبد القادر النايل، إن توقيت انعقاد اللقاء في مصر يأتي في الوقت الذي يعاني فيه العالم من ظروف شديدة الحساسية خاصًة في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وتابع أن مخرجات اللقاء ستهتم باستكمال الربط الكهربائي ولاسيما مع العراق  والطاقة بين الدول المجتمعة مما سيعزز التنسيق والتكامل الاقتصادي ودمج الشعوب والتواصل وتعزيز التعاون مما سينعكس حالة جديدة من الوحدة والعمل المشترك الذي غاب عن الدول العربية لعقود من الزمن وهو سيكون حالة إيجابية ولاسيما أمام تنامي قدرة أي أن وإسرائيل في المنطقة

وأكد “النايل” أن الغاز الافريقي والعربي سيكون البديل لأوروبا الأمر الذي يتطلب تكاتفًا عربيًا وتنسيقًا كاملًا لمساعدة الدول الإفريقية العربية المنتجة للغاز إلى أن لعب دور هام في المعادلة العالمية.

البيدر: الاصطفاف العربي هو الخيار الوحيد لمواجهة التحديات العالمية 

ومن جانبه، قال علي البيدر، المحلل السياسي العراقي، إن الدول العربية المشاركة في لقاء العلمين تحتاج إلى التعاون والوقوف سويا في هذه الظروف العالمية، وتحتاج إلى توحيد الصف الان لاسيما في مجال الطاقة معتبرا أن الدول المشاركة في اللقاء قد تشكل كتلة أو جبهة جديدة للطاقة في المنطقة لتكون أحد مصدري الطاقة على المستوى العالمي، لاسيما وأن الدول المشاركة تمتلك  الموارد البشرية والمساحة الجغرافية، وصولا إلى خزين هائل من الطاقة يمكن استثماره في المشاريع المستقبلية.

وأوضح السياسي العراقي، أن اللقاء يؤكد على ضرورة توحيد الصف فيما يتعلق بمواجهة تغير المناخ وملف الطاقة ومساعدة  الدول التي بحاجة الى مصادر تمويل خاصة بالطاقة والاستفادة من الخبرات والامكانيات.

وتابع انه من المحتمل أن تصبح مصر من الوجهات العالمية لتصدير الغاز والطاقة لاسيما وأن مصر لديها بالفعل إمكانيات كبيرة في هذا المجال فضلا عن أنها أسست بالفعل العديد من المشاريع في مجال الطاقة، معتبرًا أن مصر قد تاخد مكان الغاز الروسي في التصدير لاوروبا وأن تصبح في مصاف الدول العالمية لاسيما وأن مصر تمتلك خبرات وامكانيات كبيرة.

 الجوابرة: لقاء العلمين ستعزز العمل العربي المشترك

 وأكد نايل الجوابرة، المحلل الاقتصادي الاماراتي، تعليقا على لقاء العلمين، ان من اهم المخرجات الني ينتظرها جميع الشعوب العربية من لقاء العلمين هو تعزيز العمل العربي المشترك خاصة التعاون والتكامل الاقتصادي العربي وتحقيق التنمية المتكاملة لمواجهة مشكلات الفقر والبطالة واستعادة الانتعاش الاقتصادي في جميع الدول العربية

وأوضح “الجوابرة” أن التعاون بين الامارات ومصر يتمثل في شراكات وعلاقات أخوية متنامية، تحولت الى نموذج يحتدى به في كثير من العلاقات الدولية، وبسبب وجود إرادة بين قيادتين دولة الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر الحبيبة لتوفر دعم هذة العلاقات بشكل كبير جدا، وهذا ما يبحث عنه كل مواطن عربي بوجود تكامل وتعاون عربي

وأشار المحلل الإماراتي إلى ان استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ “كوب 27” في نوفمبر المقبل، يدعم التحول الى التنفيذ في الدول النامية والدول الناشئة للتحول الى الاقتصاد الاخضر والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخيىة في السنوات المقبلة.