الشتاء قادم.. هل تعود أوروبا لخمسينيات القرن الماضى بسبب حرب الغاز؟

حذرت مجلة «energy industry review» الأوروبية، من تداعيات نقص الغاز الروسي على أوروبا، خاصة في فصل الشتاء القادم، وسط اضطراب أسواق الطاقة وارتفاع الأسعار.

بريطانيا تعود للخلف 50 عامًا 

واعتبرت المجلة الأوروبية أن التاريخ يعيد نفسه الآن في أوروبا، حيث إن أوروبا سوف تتخذ عددا من الإجراءات من أجل توفير الغاز لاستخدامه في أغراض التدفئة في فصل الشتاء.

ووفقا للمجلة، فإنه في 1 يناير 1974 أطفأت المملكة المتحدة الأنوار على الأقل لمدة نصف أسبوع، حيث قدم الوزير المحافظ في ذلك الوقت، إدوارد هيث، اقتراحا بإطفاء الأنوار لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع الواحد لتوفير الطاقة.

وفي الربع الأول من ذلك العام، اقتصر استهلاك الكهرباء للمؤسسات على ثلاثة أيام متتالية في الأسبوع، وتوقفت البرامج التليفزيونية عند الساعة 22:30، وأغلقت معظم الحانات في نفس الوقت، وكان ذلك الإجراء وقتها إجراء لمحاربة التضخم وتوفير النفط والفحم في مواجهة إضراب عمال المناجم الذين كانوا يطالبون بزيادات هائلة في الرواتب بسبب ارتفاع الأسعار.

ولكن الآن، وبعد ما يقرب من 50 عامًا، يعيد التاريخ نفسه، حيث أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغاز ومن المتوقع حدوث نقص خطير في الإمدادات.

كما خفضت روسيا تدريجياً عمليات التسليم إلى أوروبا، لذلك فإن القلق يتزايد بشأن الشتاء المقبل، لا سيما وقد بلغ معدل تعبئة وحدات تخزين الغاز الأوروبية 55%، مقارنة بالمتوسط ​​العادي البالغ 57% في هذه الفترة.

أوروبا تتخذ تدابير احتياطية 

وقالت المجلة إن أوروبا قد تلجأ إلى قطع الكهرباء لفترات محددة من أجل توفير الكهرباء والغاز، حيث تعتزم أوروبا إعادة فتح محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. 

كما أعلنت الحكومة السويسرية، الأسبوع الماضي، عن خطتها فى استخدام محطات توليد الطاقة بالغاز والوقود الأحفوري لمواجهة النقص المحتمل في الطاقة خلال أشهر الشتاء المقبلة.

وفي المجر، أعلنت الحكومة عن تخفيف  قيود قطع الأشجار سعياً إلى زيادة مخزون الحطب وسط معارضات من مناصري حماية البيئة.

بينما منعت إسبانيا  المباني التجارية من ضبط منظم الحرارة الخاص بها على أقل من 80 درجة في الصيف.

وفي ألمانيا، أنهت العديد من المدن الألمانية الإنارة الخارجية للمباني العامة وأغلقت النوافير العامة.

اقتراحات المفوضية الأوروبية

وفي رسالتها بشأن أمن الإمداد وأسعار الطاقة المعقولة، المنشورة في 23 مارس الماضي، اقترحت المفوضية الأوروبية (EC) تدابير لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة في سوق الغاز وضمان أمن الإمداد بأسعار معقولة لفصل الشتاء القادم.

وتشمل هذه الإجراءات التزامًا بمستوى تخزين الغاز بنسبة 80% كحد أدنى بحلول 1 نوفمبر 2022، ويرتفع إلى 90% للسنوات التالية، مع أهداف وسيطة من فبراير إلى أكتوبر، كما  يجب على مشغلي مواقع التخزين الإبلاغ عن مستويات الملء إلى السلطات الوطنية.