رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنان إيطالي سر تعارفهما.. تفاصيل أول لقاء بين بديع خيري وسيد درويش

بديع خيري
بديع خيري

129 عامًا مرت على ميلاد المؤلف المسرحي بديع خيري، الذي ولد في 17 أغسطس لعام 1893 بحي المغربلين بالقاهرة، لأب كان يشغل مديرًا لحسابات دائرة الوالدة باشا أم "الخديوي عباس"، وحيد أمه، وله أخان غير شقيقين محمود ومصطفى، نشأ نشأة شعبية، يقضي الفراغ كله ما بين مقاهي الجمالية والبغالة والإمام الشافعي، يستمع إلى الربابة وإنشاد الشعر الشعبي، إلى أن أصبح أحد أبرز كتاب المسرح المصري في القرن العشرين، اشتهر بتقديم الكثير من الأعمال المسرحية مع نجيب الريحاني في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين.

يعد بديع خيري أحد أبرز كتاب المسرح المصري في القرن العشرين، وأول من كتب للسينما المصرية، كان خيري فنانًا متعدد المواهب، فكان زجالا وكاتبا مسرحيا، وممثلا وملحنا، وشكل بديع خيري مع نجيب الريحاني أهم ثنائي مسرحي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، ليس هذا فحسب؛ بل جمعته بسيد درويش علاقة وثيقة، وهو ما كشفه الفنان الموسيقي حسن درويش وسجلها في "مذكرات" سردت تفاصيل أول لقاء بين سيد درويش وبديع خيري، موضحا أنه يرجع إلى موسيقي إيطالي اسمه "ألبرتو بياتشي"، هذا الفنان الإيطالي كان صديقا لبديع خيري، وكان دائما يصارحه بأن الموسيقى الشرقية متخلفة فنيا.

وتابع: ذات يوم نصحه بأن يذهب إلى تياترو جورج أبيض، لكي يستمتع بألحان أوبريت فيروز شاه، فقال له: "إذن هل غيرت رأيك في الألحان الشرقية؟"، فأجابه "أنا أعترف لأول مرة بأن الشرق فيه ملحن لا يقل عن زملائه في أوروبا"، ويستطرد بديع خيري في مذكراته: أن ألحان هذا الأوبريت أصابته بذهول، وصمم على مقابلة ملحنها، ولهذا وقف على باب المسرح والتقى بمؤلف هذا الأوبريت "عبد الحليم المصري" وطلب منه أن يكون واسطة التعارف بينه وبين سيد درويش، وتعارفا، بعد ذلك - يقول بديع خيري - لم نفترق.

جدير بالذكر أن بديع خيري وصف بأنه "صانع ثورة في عالم الزجل"، حيث كتب في القصيدة الواحدة عدة بحور شعرية بدلًا من النظام التقليدي الذي كان سائدًا وهو نظم الرجل على بحر شعري واحد، ويرى حسن درويش في كتابه "بديع خيري، الأزجال البديعية والألحان الريحانية: دراسة فنية سياسية اجتماعية" أن أزجال بديع خيري كانت "تأريخا واقعيا دون تزييف للحقبة الزمنية التي عاصرها بما تخللها من أحداث"، كما قال خيري شلبي أن "بديع خيري هو الند الوحيد لبيرم التونسي في كتابة الزجل بنكهة مصرية أصيلة حريقة".