رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على الوجه اللاهوتي لعيد رقاد السيدة العذراء

السيدة العذراء
السيدة العذراء

احتفلت الكنائس الغربية في مصر بعيد السيدة العذراء الذي يحتفل به الأقباط في 22 من الشهر الجاري وعلى خلفية الاحتفالات نشرت صفحة «إيماننا الأرثوذكسي القويم»، المنبثقة عن كنيسة الروم الأرثوذكس، دراسة حملت عنوان «لاهوتية عيد رقاد السيدة العذراء».

لاهوتية عيد رقاد السيدة العذراء

وقالت الدراسة « لابد من الاشارة إلى أن كلمة رقاد اختيرت إشارة إلى وفاة مريم العجيبة المجيدة؛ لأن وفاة أم ابن الله لا يمكن أن تكون وفاة عادية مثل وفاة سائر الناس! ويشير عيد رقاد السيدة إلى حدثين يصعب فصلهما في إيمان الكنيسة: موت العذراء وثانيهما قيامتها وصعودها إلى السماء غير أن إعلان مريم والدة الاله في مجمع أفسس الأول (431) مهّد الطريق لتفهم وفاتها مع العلم أن كنيسة أورشليم أقامت عيد ذكرى السيدة مريم نحو عام (425) قبل بت مجمع أفسس، فمن الأكيد إذاً أنه كانت ترى مريم في المجد السماوي».

أضافت: «لذا فهمت الكنيسة منذ مجمع افسس الأول أن بين الأم والابن وحدة مطلقة، مع أن مريم هي في الأرض وفي الزمان، في حين أن المسيح هو في السماء وفي الأبدية! إذاً تؤمن الكنيسة بأنه لا بد لابن الله الذي اتخذ طبيعته البشرية في حشا البتول أن يًدخل خادمة التجسد أمه في مجده، فقد تجسد ابن الله من والدة الإله واصبح ابناً للإنسان قابلاً للموت، أما مريم فصارت أما لابن الله، وحصلت على المجد وعلى هذا الأساس لم تنل مريم العذراء فساد القبر والموت وهكذا لم يستطع أي شيء أن يفصل بين الأم والابن حتى في الجسد، فانتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها هو نتيجة لعمل الروح القدس فيها فهو الذي حل عليها وأحيا جسدها لتصير أما لابن الله الذي هو نفسه يكمل عمله فيها، فهو الذي حل عليها وأحيا جسدها لتصير أما لابن الله هو نفسه يكمل عمله فيها ويحي جسدها المائت وينقله إلى المجد».

وتابعت «والروح القدس هو قدرة الله المحيية التي لا يوقفها أي شدة، وبهذه القدرة كان يسوع يشفي المرضى ويخرج الشياطين ويقيم الموتى وبهذه القدرة أيضاً قام هو نفسه من الموت وبهذه القدرة سيقيم الأموات؛ ولأن مريم العذراء كانت مستسلمة استسلاماً كاملاً لعمل الروح القدس آمن المسيحيون الأوائل أنها حصلت حالاً بعد موتها على قيامة الجسد التي هي مصير كل المؤمنين في نهاية الزمن». 

أضافت أن صعود مريم العذراء إلى السماء هو تكريم مباشر للبشرية كلها التي صار لها مثل هذا الاستحقاق بأن ينال جسدها، وهو مثيل لأجسادنا، هذه الكرامة والمجد المسبق ويكون عربون وبرهان لقيامة عتيدة تجوزها أجسادنا جميعاً حينما ننال تغييراً مماثلاً برحمة الله ونعمته لنكون على صورة جسد تواضع الرب القائم من الأموات، فكل مؤمن سيخلص بالجسد وسيضمه الرب إليه ويرفعه من الهلاك والفساد، هكذا يعوضنا الرب يوم الافتقاد عوض أنين ودموع وعوض مرارة التوبة وأحزانها أن يرفعنا إليه بروح نعمته وبقوة قيامته بأن نشترك في ملكوته».