رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإدارة والقيادة في مفهوم الكنيسة: «استنارة وليست فهلوة وشطارة»

الكنيسة
الكنيسة

قال القس أثناسيوس رزق، راعي كنيسة البابا شنودة الثالث، بمدينة زهور 15 مايو: «إنه لا أحد ينكر أن كل أمور الحياة تحتاج إدارة من أول البيت، مرورًا بالعمل والخدمة والأنشطة والهوايات والمشروعات».

راعي كنيسة البابا شنودة

وأضاف حمل شعار «الإدارة استنارة»: «لا شيء يخلو من الإدارة، وكلما كانت الإدارة ناجحة، كلما كان كل شيء ناجحًا، وهنا يظن البعض أن الإدارة فهلوة وشطارة، وقوة ذراع وصوت عالي، ولكننا نوضح أنها استنارة، يعني علم وفكر ودراسة وصلاة واستشارة، فلا تتكل على ذراعك وشطارتك في إدارتك لأي شيء، ولكن اخضع ذاتك لله، وفكره فتحصد النجاح والتميز وراحة البال».

مدير مدرسة تيرانس

كما تحدث عن الأمر نفسه، القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، فقال: «إن نجاح أي قيادة يتوقف على الاتصال ووضوح المفاهيم ونضوج الرؤىَ. لذلك القائد الناجح يختار الالتصاق بالحكماء؛ لأنه بصُحبتهم قد اختار مشورة الصلاح لا الغباء... فمُساير المختبرين يكون خبيرًا، ومشير الحكماء يقود بالفطنة والشفافية وبراهين الاستقامة، أمَّا القائد الفاسد أو المعوجّ يقرِّب منه المنافقين والمنتفعين».

وأضاف: «صدق القيادة في أداء دورها بأمانة لحساب المسيح وحده، حتى لا تصبّ أعمالها لخدمة الكرامات والنجومية والمنافسة مع النظراء، من أجل مجد الذات واستدرار المديح. فلا يكفي إنجاز العمل؛ إلا بقدر ما يكون فيه الحق ظاهرًا؛ ليس فقط أمام الناس؛ إذ يمكننا خداعهم وتضليلهم بأنصاف الحقائق كي نعظم ذاتنا ونبدو صادقين؛ لكن بحفظ الحق أمام الله من غير غش ولا تدليس، في بركة الإنجاز ثمر البر المزروع في السلام والخالي من المنافقة والمناكدة والمخادعة».

وتابع: «القائد القِزم عندما تستحيل عليه رؤية واقعه يسعى لتقزيم أدوار المساعدين ليحولهم لأُجراء تابعين من الصُم والبُكم. لذلك لا بُد عدم الالتفات لإسقاطاته بل اكتشاف مقاصد الله الشخصية في حياة كل نفس؛ لأنها مخلوق مميز لها رسالتها التي لا تتوقف عند الإتباع السلبي؛ بل منجزة بالإطلاع والإبداع؛ حسب الموهبة المعطاة للجميع، لا وفقًا لرؤى عجائزية شائخة أنتجتها عقول ونفوس متحوصلة حول رؤىً أحادية ذاتية واهية».

وأكمل: «كل قائد يريد النجاح عليه أن يشارك بإيجابية في الأعمال الجماعية؛ ويساهم في أعمال الشركة التي تحترم العقول الإنسانية؛ وتقدس الدور الحركي الوظيفي لكل عضو في الكنيسة من دون استئساد أو استبعاد؛ حيث أن كنيستنا الأرثوذكسية كنيسة جموعية لا تأخذ بعصمة أحد ولا تُختزل أبدًا في شخص؛ لأنها كنيسة اقتفاء وإرشاد وتشاور وحوار وهارموني، وهي ترفض العزف المنفرد، فالقائد الضعيف والمهتز يتصرف انطلاقا من جحيم الاامان فتكون أعماله عشوائية متضاربة وفاشلة؛ حتى ولو بدت غير ذلك؛ لأن نتاجها اصطناعي لا طبيعي».