رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فشل السيطرة على حرائق الغابات.. فرنسا تنتظر حلول السماء لمواجهة الكارثة

حرائق غابات فرنسا
حرائق غابات فرنسا

وقف هيرفي ترينتين، المخضرم البالغ من العمر 34 عامًا في قسم الإطفاء في جيروند بفرنسا، على حافة جزء متفحّم من الغابة يمسح الدموع من خديه، حيث كانت هذه هي المرة الثانية التي يبكي فيها ترينتين ذلك الصباح.

قال وهو يؤلف ويلوم نفسه: "أنا آسف، هذه غابتنا، إنه لمن المحزن أن نشاهدها تحترق".

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن "ترينتين" وفريقه الصغير كانوا يتنقلون في منطقة جنوب مدينة بوردو الفرنسية، في منطقة جيروند، صباح أمس السبت، في محاولة لمواجهة الحرائق الضخمة.

وتابعت أن مهمتهم كانت مواجهة حريق الغابة، وإنشاء حواجز للحرائق، وهو تكتيك تدربوا عليه لسنوات لإتقانه ووضعهم في فرقة صغيرة من رجال الإطفاء في المنطقة القادرين على القيام بهذه المهمة، لكن ترينتين نشأ أيضًا على طول الطريق في هذه الغابة، وهو ما جعله عاطفيًا بعد احتراق أرض منزله.

وقال: "من الصعب بالنسبة لي أن أعتقد أنني لن أرى هذه الغابة مرة أخرى كما كانت، أبلغ من العمر 53 عامًا، وستحتاج هذه الغابة إلى أكثر من 30 عامًا للتعافي".

وبكى هيرفي ترينتين وهو يصف مشاهدة النيران في منطقته، إنه لأمر مفجع أن نشاهدها تحترق". 

وتابع وهو ينظر إلى قمم الأشجار وما وراءها إلى السماء: "أتساءل ما الذي سيحدث، لا أريد أن أقول إن مستقبلنا يشبه ما نعيشه هذا الصيف، لكن.. كما تعلم."

فرنسا تنتظر حلول السماء لمواجهة الحرائق

وأكدت الإذاعة البريطانية، أنه لم يكن لدى سكان جيروند الوقت الكافي لالتقاط أنفاسهم منذ آخر حريق ضخم، في يوليو، والذي أحرق حوالي 14 ألف هكتار في نفس المنطقة، وبدا أن هذا الحريق تحت السيطرة، لكن الحرارة كانت لا تزال في الأرض - ما يسمى بـ "حريق الزومبي" وهو ما يعني أنه سيعود للظهور في ظروف الجفاف المستمر ويسرع الحرائق الجديدة.

وتابعت أن “ترينتين” عمل مع فريقه على مواجهة حريق يوليو أيضًا، وظل في وسط النيران لمدة 48 ساعة متتالية، وقال "لم أر مثل هذا الحريق الهائل من قبل".

وتابع "أتذكر الحرائق الكبيرة في عامي 91 و97 لكنها لم تنتشر بهذه السرعة، بطريقة ما كان الحريق الجديد أسوأ، كان الغطاء النباتي أكثر جفافاً من أي وقت مضى".

وأضاف "نفذت حلولنا ننتظر فقط حلول الرب وسقوط الأمطار، لم يعد بإمكاننا شئ نعمله". 

بينما قال جان بيير لو كونف، رئيس مكافحة الحرائق التكتيكية في منطقة هوت جارون: "لقد كنت رجل إطفاء لمدة 40 عامًا ولم أشاهد مثل هذا الحريق مطلقًا". 

وأضاف "ننتظر المطر والثلج والشتاء وحلول الرب".

وتابع "لم يكن هناك خلاف على أن المناخ كان يتغير إلى الأسوأ، نحن نتحدث عن الاحتباس الحراري بالطبع، نراه ونشعر به، إنه مدهش هذا العام، لم يعد هناك نهر جليدي في الجبال، كل شيء جاف، والقطعان ليس لديها ما تأكله".