رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه

محمود درويش عن إدوارد سعيد: كان صوتًا للضحية الفلسطينية

محمود درويش
محمود درويش

تحل اليوم، ذكرى رحيل الشاعر الكبير محمود درويش، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2008.

محمود درويش وإدوارد سعيد

وتحدث «درويش»، عن علاقته بالباحث والكاتب إدوارد سعيد، في حوار أجراه معه شمس الدين العوني، بمجلة «المسار»، قائلًا: «تعرفت على إدوارد سعيد في نوفمبر من عام 1974، عندما ذهبت مع المرحوم ياسر عرفات؛ ليلقي خطابه الشهير في الأمم المتحدة، هناك أعلموني بوجوده، واصفين إياه بـ«النابغة الفلسطيني»، وتعرفت عليه؛ لنصبح منذ هذا الوقت أصدقاء، ولم تنقطع علاقتنا منذ تعرفت عليه في 1974 وحتى وفاته».

صوت الضحية الفلسطينية 

وأضاف: «أن إدوارد سعيد من مفاخر الامتياز الفلسطيني على المستوى العالمي، وهو ليس كما صوره بعض العرب بأنه نتاج ثقافة عربية، استطاعت أن تجد ندية في حوارها مع الثقافة العالمية، لا فإن، إدوارد سعيد هو نتاج الثقافة الغربية، وأحد كبار نقادها في نفس الوقت، وارتباطه بالقضية العربية والفلسطينية، هو ارتباط حر بحكم موقعه، كمثقف يشعر بالمسؤولية تجاه الضحية.. لقد كان صوت الضحية الفلسطينية بهذا المعنى».

وتابع: «لقد كان إدوارد سعيد صوت الضحية الفلسطينية بهذا المعنى؛ ليس لأنه من أصل فلسطيني، فلو لم يكن فلسطينيًا؛ لكان قد اتخذ نفس الموقف بحكم وعيه بدور المثقف النقدي، والمثقف الذي لا يرضى بالمركزية الثقافية، والهيمنة السياسية الدولية».

وأكمل: «إدوارد سعيد ليس معروفًا لدى الكثيرين من العرب بماهيته الحقيقية، وهو مفكر أدبي كبير وليس معروفًا فقط بمقالاته السياسية، ودوره في النقد الثقافي، وفي تطوير النظرية الأدبية الغربية أساسي، ولايمكن أن تنجو أي من هذه الكتابات دون أن يدون فيها اسم إدوارد سعيد، كأحد المراجع في النقد الثقافي، ونحن بدرجة كبيرة نفخر به؛ لأنه يُدافع بشكل انتمائي حر، ولاختياراته الثقافية الحرة، المعبرة عن توتر، وانتباه الضمير المثقف لديه».

واختتم: «وبهذا كان إدوارد سعيد مُحاربًا على جبهة صعبة جدًا، وخصومه كثيرون، ولكنه انتصر بسلاح الفكر؛ لثقافته الموسوعية، والتزامه بقضايا العالم الثالث في التحرر، وعلى رأسها القضية الفلسطينية».