«المركزي الأوروبي» ينفق المليارات لحماية سندات دول جنوب القارة

أظهرت بيانات نشرت، اليوم الثلاثاء، أن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي أنفقوا المليارات على لشراء سندات خزانة بهدف حماية إيطاليا وغيرها من دول جنوب أوروبا من ارتفاع العائد على سنداتها بصورة كبيرة، وذلك في إطار خط الدفاع الأول عن الاستقرار المالي لدول منطقة اليورو.

وأشارت البيانات إلى الاستخدام الكبير لأموال البنك المركزي المتاحة نتيجة استرداد قروض حل أجل استردادها، في إطار برنامج الدعم المالي  لدول منطقة اليورو أثناء جائحة فيروس كورونا.

وبحسب الإحصائيات المتاحة لمدة شهرين فقط، فإن صافي محفظة البنك المركزي الأوروبي من السندات الألمانية والفرنسية والهولندية، تراجع خلال شهر يوليو الماضي، بمقدار 18.9 مليار يورو (19.3 مليار دولار)، في حين بلغ صافي مشتريات البنك من سندات إيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان خلال الشهر نفسه، 17.3 مليار يورو.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء، إلى أن هذه البيانات هي أول دليل ملموس على حجم تدخل البنك المركزي الأوروبي في سوق السندات السيادية بعد ارتفاع العائد على السندات بنسب كبيرة في شهر يونيو الماضي، والذي دفع كريستين لاجارد رئيسة البنك إلى عقد اجتماع طارئ؛ حيث قرر المسؤولون ضرورة تحرك البنك لحماية سندات الدول الأعضاء.

وفي 19 يوليو الماضي، قال عضو المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي السلوفاكي بيتر كايمير، إن السبب الرئيس وراء المشاكل الأساسية في أسواق السندات الأوروبية هو المشاحنات السياسية، مشيرًا إلى أن كل المؤسسات لها دور تلعبه في معالجة مشكلة الاختلاف والتجزؤ بالسندات الأوروبية.

وأضاف: "تكمن المشكلة في أن البنك المركزي الأوروبي غالبًا ما يكون الفاعل الوحيد مع عدم التدخل الفعال من قبل البنوك المركزية للدول الأعضاء، ويجب أن يتغير ذلك".

ولفت “كايمير” إلى أن بنية الاتحاد النقدي الأوروبي غير المكتملة والإصلاح البطئ والخلافات السياسية هي الأسباب الأكبر وراء مشاكل الديون الأوروبية.

وتابع: "من المهم ألا يصبح البنك المركزي الأوروبي ضحية لقدرته على الاستجابة والتكيف، تاركا نظرائه برغبة أو دوافع أقل للعمل والتحرك".