رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التغيير السياسى داخل 10 كم².. الشعب وسط بغداد

.. صيف العراق، قيض أشد حرارة من  أغلب دول المنطقة، والخليج العربي. 
بغداد المنطقة الخضراء، تحولت بين ليلة وضحاها إلى بؤرة تشتعل، تموج وتمور في مساحة، جعل منها الاحتلال الأمريكي للعراق ساحة لحكومة الاحتلال وسفاراتها، منطقة ضمت: منطقة كرادة مريم وجزءا من حي الحارثية وجزءا من حي القادسية (بغداد) في بغداد، العراق، أنشأت هذا النطاق قوات الاحتلال الأمريكي التي غزت العراق.

*احتلال ظل الاحتلال! 
خلال 36 ساعة تظاهر الشعب العراقي بين  تداعيات التيار الصدري، وأنصار الإطار التنسيقي. 
التيار الصدري، والإطار، الشيعة الذين اختاروا الوقوف تحت الشمس، على أسوار المنطقة الخضراء في بغداد ردا على اعتصام بعضهم البعض. 
اختار مقتدى الصدر الصدريين أتباعه من الشيعة العرب، تظاهروا، واحتلوا المنطقة الخضراء، ودخلوا أروقة البرلمان العراقي. 
الإطار التنسيقي، اتباع شيعة إيران، الشيعة الفرس، تظاهروا لساعات، يتبعون الاتصال إلى مرجعيات تريد عرض العضلات، وصلوا الأسوار، ثم انسحبوا. 
الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قال إن الفرصة سانحة لتغيير جذري للنظام السياسي، العراقي، في مقابل رؤية إيران من خلال  الإطار التنسيقي، الذي اعتبر تصريحات الصدر طريقا إلى المحاولة الانقلابية  المكتملة، على الشرعية، في غياب الدولة العراقية خلال هذه الساحات. 
*التغيير السياسي داخل  10 كم²  من  وسط بغداد.

..في وثائق العراق، الاحتلال الأمريكي كرس المنطقة الخضراء، قلعة خارج  العراق إداريا، داخل العراق سياسيا وبدأ اسمها بالظهور مع قيام الحكومة العراقية الانتقالية ولها عدة بوابات، منها بوابة القدس [نسبة إلى فندق القدس] وبوابة وزارة التخطيط وبوابة القصر الجمهوري، وجرت محاولات لتغيير اسم المنطقة، بحيث تتحرر من صفتها في ظل الاحتلال.. وعمليا: اختيار الصدر المنطقة الخضراء مساحة لبنية التغيير السياسي في واقع العراق، الذي لم ينج من التبعية، تبعية للولايات المتحدة، الغرب الأوروبي، ثم إيران التي دخلت الأراضي العراقية، في موجة التغيير الحضاري السياسي في تاريخ العراق المعاصر.

. ليست فقط أزمة العام الواحد، أو الأشهر الأخيرة، التي قدم مقتدى الصدر- خلالها- استقالته واتباع النواب الـ 73 الذين صنعوا بداية التغيير، بطريقة أو أخرى. 
التغيير الذي يريده الصدر، مرتبط بما في خيام أتباعه من أطياف الشعب العراقي،، لنعيد حوار:
كيف وصل الأمر إلى الشارع؟ ومن ثم دخولهم البرلمان، وإغلاق أبوابه، ما قد يهدد إغلاق، أو حل هذه المؤسسة التشريعية المثيرة للجدل.

*الجيش، عازل بين أفراد الشعب في الشارع.


.. ما حدث عند رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، العمل بهدوء تنفيذي، استغل اللحظة، ووجه قوات وكتائب "الحشد الشعبي"، لتكون قوة عزل وفصل بين أجزاء من المنطقة الخضراء والأحياء خارجها، مطالبا بمنع الاحتكاك أو ملاحقة  أو ضرب أو تفريق تظاهرات الإطار من حول  الجسر المعلق، والسنك وصولًا إلى أحياء عديدة، قرب المنطقة الخضراء؛ بما في ذلك  القوات الأمنية وقوات مكافحة الشغب، التي يدعمها الكاظمي، فيما لا يتفق معها الصدر او أتباع الإطار التنسيقي. 
*فهم عميق.. العراق الذي سيكون الآتي. 
تحريك القوات الأمنية، والحشد الشعبي، إثبات وجود لقوى ثالثة، ربما ظاهريا  فصلت بشكل  ما (.....) بين تظاهرة الإطار التنسيقي وأنصار التيار الصدري الموجودين داخل البرلمان العراقي، وهنا اجتراح سياسي/ أمني مقصود، لنرى أن أعداد مناصري كل فريق، الصدري، والإطار، في مواقعها، تتزايد مع استمرار الحراك في الشارع، ليس بعيدًا/ أو قريبا من مكان الحرام، فقد تحركت العراق، تأكيدا لطرف مقتدى الصدر، الذي يعلم أن حماية أتباعه في المنطقة الخضراء، وهي من أكثر المواقع العسكرية تحصنا في العراق، وهي مقر الدولة من حكومة وجيش، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية  وأممية، لهذا فقد يقترب قرار البطش ممن احتمي بالبرلمان، لهذا، يعي الصدر أن عليه فتح ساحات ومناطق وخيام في كل العراق، ليضمن  أنه لا يزال يشكل الرقم الشعبي والسياسي الصعب في المعادلة السياسية في العراق الحالية، التي تحاول تهميش الواقع الحقيقي الذي يكتسب رضا الجماهير،  أنصاره أغلقوا أبواب البرلمان وحولوا قيمته إلى سيرك سياسي اجتماعي، فضاعت هيبة مبنى البرلمان العراقي، وحتى أعضاء البرلمان. 
*ترشيحات قاتلة. 
لم يكن ترشيح السياسي محمد شياع  السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، تلك الشعرة التي قصمت ظهر البعير(....)، فهو سياسي مخضرم، من مواليد (بغداد 1970) كان وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي السابق (2014 - إلى 2017) ووزير الصناعة بالوكالة منذ عام 2016، وشغل لفترة منصب وزير التجارة بالوكالة بعد إنهاء مهام الوزير السابق ملاس محمد عبد الكريم الكسنزاني، كما شغل منصب وزير حقوق الإنسان العراقي في الحكومة السابقة للفترة من 2010 إلى 2014.
السوداني تقلد منصب محافظ ميسان للفترة من 2009 إلى 2010.
لكنه استقال من ائتلاف دولة القانون (حزب الدعوة)، في كانون الأول سنة 2019، وهنا اللحظة التي أعلنها مقتدى الصدر، رفض ترشيحه حاليا لرئاسة الوزراء، لأن هذا الترشيح جاء من من قبل الإطار التنسيقي، بدلالة الوجود الإيراني، ما اعتبر، من أخطاء من يقود السياسة العراقية، وتشاركها مع دول الجوار في المنطقة والإقليم، ولأن العالم ينظر إلى غياب القرار العراقي أو العربي، أو الإقليم في أزمات الحروب والاقتتال الداخلي، في غير بلد يجاور العراق.

*بغداد يا بغداد


.. ما يرى من انهيار تدريجي للدولة العراقية، في ظل ما تشهد العاصمة العراقية بغداد من تظاهرات واعتصامات في المنطقة الخضراء الحكومية وسط مخاوف من توتر بين قوى التظاهر، التي تتمترس، فأتباع التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر يعتصمون منذ ثلاثة أيام داخل البرلمان، وبالمقابل احتشد الآلاف من اتباع الإطار التنسيقي الذي يتزعمه نوري المالكي، في محيط المنطقة الخضراء.
.. بين جناحي بغداد، النهر، دجلة الخير حزين، فكل مواطن، في الشارع يحاول الانتماء إلى من يفرض شروطه على الآخر بما يتعلق بتشكيل الحكومة التي مضى عليها 10 شهور منذ انتخابات البرلمان في تشرين الأول 2021.
وكان التيار الصدري أعلن انسحاب نوابه (73) نائبا من البرلمان في 12 حزيران الماضي احتجاجا على عدم التوافق بين القوى السياسية على اختيار حكومة.
ويتخوف العراقيون من حصول احتكاك وصدام بين المتظاهرين من أتباع الطرفين (التيار الصدري والإطار التنسيقي) ودعا رئيس الجمهورية برهم صالح الطرفين المتنازعين إلى اللجوء لمنطق الحكمة والحوار بعيدا عن التصعيد وتأزيم الموقف. 
.. ولعل، الإعلام، يترك الصورة التالية، الخبرة، غائبة عن التحليل:
.. "طائرة مسيرة تستهدف مركبة مدنية بشمال العراق" 
استهدفت طائرة مسيرة اليوم الاثنين مركبة مدنية في محافظة السليمانية بحسب ما أعلنت الشرطة العراقية في المحافظة.
وقالت الشرطة إن طائرة مسيرة استهدفت بصاروخ عجلة مدنية ضمن مدينة رانيا بالقرب من السليمانية شمال العراق أسفر عن احتراق المركبة"، دون الإشارة الى ما إذا أسفر الهجوم عن قتلى أو جرحى.
الخبر- الصورة رصدتها وكالة الأنباء الاردنية في بغداد، وهي دلالة على خطورة الموقف، بالذات بدء استخدام السلاح والسلاح المختلف شكلا، وفي المصدر، وبالتالي النتيجة. 
الطائرات المسيرة، السلاح المنفلت، مقاتل للعراقيين، إذا لم تتدخل قوى الشعب العراقي، والعالم، والأمم المتحدة، لحماية العراق.