رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث في الثراث الفني عن ذكرى رشدي أباظة: أحد أهم جانات السينما

الفنان رشدي أباظة
الفنان رشدي أباظة

تحل اليوم الأربعاء، 27 يوليو، ذكرى رحيل الفنان الراحل رشدي أباظة، الذي رحل تاركا تراثا فنيا هائلا.

قال الناقد الفني والباحث في التراث الفني محمد شوقي، لـ “الدستور”: “نتحدث عن الفنان رشدي أباظة الذي استطاع أن يتواصل مع جميع الأجيال هو أحد أهم جانات السينما، وكان والده يريد أن يكون ضابطًا مثله، ولكنه أحب الفن وأصر عليه، وخيره والده، إما أن يترك الفن أو يترك البيت، وبالفعل ترك البيت ودخل مجال الفن”.

2

وأضاف الناقد الفني، إنه بالبحث في سيرة الفنان رشدي أباظة نجد أن مسيرته الفنية كبطل في فيلم “المليونيرة الصغيرة” سنة 1947 مع الفنانة فاتن حمامة، وفشل الفيلم وأودى بحياة رشدي أباظة الفنية، كما أنه من الأفلام المفقودة وساهم فشل الفيلم بتعطيل مسيرة رشدي أباظة الفنية عشر سنوات حتى سنه 1957، وقدم خلال هذه الفترة أدوار ثانوية في عدة أفلام منها فيلم "حياة أو موت" و"جعلوني مجرما" مع الفنان فريد شوقي، وفيلم "أولادي" مع الفنانة مديحه يسري وفيلم “مؤامرة” وفيلم “إزاي انساك” مع الفنان فريد الأطرش، حتى قام بأول بطولاته لفيلم “أمرأة في الطريق” مع الفنانة هدى سلطان، وزكي رستم وشكري سرحان.

3

وتابع: “تحمس له المخرج عز الدين ذو الفقار وأثر بشكل إيجابي على مسيرته الفنية”.

يذكر أن الفنان أحمد رمزي عندما قدم فيلم “أيامنا الحلوة” سنة 1955 قدم في العام التالي فيلم “تمر حنة”، وكتب اسم أحمد رمزي قبل رشدي أباظة، وهنا ندرك مدي تعطل مسيرته حتى ظهر المخرج عز الدين ذو الفقار، قام بعد ذلك ببطولة فيلم "الرجل الثاني" والذي اكد على نجوميته وهو من إخراج عز الدين ذو الفقار الذي قام بإنتاج فيلم “ملاك وشيطان” من أجل رشدي أباظة وإخرج الفيلم كمال الشيخ. بذلك حصل رشدي أباظة على وثيقه تؤكد نجوميته، بدأ اسم رشدي أباظة يسطع في عالم السينما وأمام نجمات السينما كاسم أول ومنهم الفنانة فاتن حمامة وشادية وهند رستم وماجدة وصباح وسعاد حسني ونادية لطفي وغيرهن من نجمات السينما”. 

وأردف أنه "قدم الفنان رشدي أباظة عدة أفلام أثبتت موهبته ومنها فيلم “غروب وشروق”، ويعد من الأدوار المؤثرة في حياته الفنية لما جسده من أداءً خاصاً في مشهد المناظرة بينه وبين الفنان محمود المليجي، وكذلك من خلال لقائه مع سعاد حسني جسد مشاهد تؤكد على نضجه الفني، من احب أفلام رشدي أباظة لقلبه كما صرح من قبل فيلم “شيء في صدري” وهو يعرض قليلاً وهو قصة إحسان عبد القدوس وإخراج كمال الشيخ وإنتاج سنة 1971ـ وهو بطولة هدى سلطان وماجدة الخطيب، كما أنه من أفضل أدواره على الإطلاق ورغم أنه لم يدخل في أفضل 100 فيلم للسينما المصرية الا انه سيظل علامه مميزه في تاريخ رشدي أباظة.

5

أبرز المواقف الإنسانية

لفت شوقي إلى أنه أثناء تصوير فيلم "أين عقلي" وهو للمخرج عاطف سالم، والذي انفعل على أحد عمال الاستوديو أثناء التصوير وقام بطرده، وتدخل رشدي أباظة وخيره إما أن يعود العامل أو أن يترك هو الفيلم وبالفعل تدخل المنتج وبعض النجوم ووافق المخرج عاطف سالم على رغبة رشدي أباظة وقام العامل بالاعتذار للمخرج واستكملوا التصوير.

وأكمل كانت من أبرز عاداته وقت التصوير تناول وجبه الطعام مع العمال شرط أن يجمعهم الطعام على “الطبلية”، وعلى نفقة رشدي أباظة، وكان يقبل عزيمة العمال له على الطعام في بعض الأحيان جبر خاطر، كان يرفض الطعام الفاخر الذي يقدم له ويفضل عليه وجبة فول وطعمية على "الطبلية" مع العمال، وكان حريص على حضور مناسباتهم الخاصة ويقوم بالواجب تجاههم خاصا لو كان فرح يلبس الجلباب ويرقص معهم بالعصا فرحاً بينهم، وكان دائم المساعدات المادية لمن يحتاج من العمال. 

5

فيلم كلمة شرف

وهو إنتاج سنة 1972 وجسد رشدي أباظة دور بسيط، وهو لواء السجن، وكان منتج الفيلم فريد شوقي وأخبره رشدي أباظة أن الدور صغير ورد عليه فريد، وقال ومين يقدر يخوف فريد شوقي وأحمد مظهر غير رشدي أباظة وبالفعل أمام هذه الكلمة وافق رشدي أباظة وقدم الدور وأثناء التصوير تلقى رشدي أباظة خبر احتضار والده ورغبته في رؤيته وذهب رشدي أباظة لوالده وهو يرتدي بدلة اللواء وهو غير منتبه، وكانت رغبة والده أن يراه ببدلة اللواء ويفارق الحياة بعدها في مشهد إنساني اختلقه القدر لتحقيق رغبة والده قبل النهاية حتى لو كان من خلال مشهد تمثيلي.

فيلم يا رب توبة 

عام 1975 كانت مرشحة للعمل الفنانة نورا إلا أنه اعترض لصغر سنها، بالإضافة إلى التفاوت الدرامي للشخصية الموجودة، وبالفعل أسند الدور للفنانة سهير المرشدي، وأصبحت بطلة الفيلم وعندما علمت نورا بكت وانهارت لضياع فرصتها بالعمل أمام رشدي أباظة وأمام دموعها اسند رشدي أباظة لها دور صغير في العمل وقال عنها انها تشبه ابنته قسمت. 

ظلم الإعلام

ظلم الفنان رشدي أباظة كثيرا بسبب كثرة الكلام عن غرامياته وعلاقاته، كان إذا أحب امرأه تزوجها لذلك تزوج ست مرات، وكانت علاقته مع النساء جيدة جدا كما تحدثت عنه الفنانة صباح وتحيه كاريوكا كأحب أزواجهن ما لشيء إلا لأنه رجل يدرك جيدا كيف يجب التعامل مع المرأة من خلال نظرات عينيها سواء كانت فرحة أو حزينة كان يدرك ما بداخل المرأة، حتى وإن كانت صامته. وقدم رشدي أباظة أدوار مختلفة ومتباينة ورغم ذلك لم يقيم التقييم الذي يستحقه بسبب ما قيل عن علاقاته الغراميات.

ولكن تصل سامية جمال رفيقته طوال 17 سنة، هي الوحيدة التي استطاعت فهمه وقامت بتربية ابنته الوحيدة، قسمت من زوجته الأولى، وظلت معه حتى سنه 1977 وقالت حين وفاته: "كان نفسي تموت في حضني بس انت اللي اخترت تموت بعيد عني".

6