رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى عيد ميلاده.. «التطرف الدينى» و«سياسات الانفتاح» قضايا ناقشها بشير الديك سينمائيا

بشير الديك
بشير الديك

يُعد السيناريست بشير الديك، المولود في مثل هذا اليوم الموافق 27 يوليو ولكن من عام 1944، من أشهر كتاب السيناريو في مصر، نظرا لقدومه من مجال الكتاب الأدبية، التي تثري العمل السينمائى، سواء علي مستوي الفكر، أو الخيال، وفي عيد ميلاده نرصد بعض القضايا التي ناقشها.

 

بدأ بشير الديك حياته كاتبا للقصة القصيرة، حيث كتب ونشر في العديد من الدوريات والمجلات الأدبية في مصر والعالم العربي. 

 

وفي مسيرة الكاتب السينمائي بشير الديك، سجل حافل بالأعمال الفنية التي حفرت اسم بشير الديك بحروف من نور، حيث قدم العديد من الأعمال السينمائية التي حفرت في وجدان الجمهور المصري، ولا تزال تحقق أعلي المشاهدات حين عرضها. ومنها أفلام: “ضد الحكومة، حلق حوش، الشطار، ضربة معلم، الحريف، سواق الأتوبيس، موعد على العشاء، وغيرها”.

 

ــ بشير الديك وقضايا الإرهاب والتطرف الديني

يُعد الكاتب السينمائي بشير الديك من أوائل كتاب السيناريو الذين تناولوا قضايا التطرف الديني والإرهاب الفكري في العديد من أفلامه السينمائية.

 ولعل أبرز أفلامه في هذا الصدد فيلم “ضربة معلم”، والذي قدمه مع المخرج عاطف الطيب في عام 1987، وقام ببطولته النجم نور الشريف، ليلي علوي، كمال الشناوي، صلاح قابيل، وشريف منير.

وفي هذا الفيلم تناول بشير الديك بدايات اجتياح الأفكار المتطرفة للمجتمع المصري، أو ما سمي بـ “الصحوة الإسلامية”، والتي بدأت مع عصر السادات نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن المنصرم. حيث نجد أن “نجوي”، زوجة الضابط "رفعت حسن"، تتجه إلي ارتداء الحجاب، بعد ضغوط من زميلاتهاو ونصيحة الحاج “عبد الحميد”، صاحب العمارة الذي يشترط أن يكون سكان عمارته “متدينين”، ونظرا لأزمة السكن الطاحنة في تلك الفترة، تضطر “نجوي” إلي الرضوخ لشروط الحاج عبد الحميد، والذي يمارس الأعمال المشبوهه والإجرامية، ويتخذ من التدين الشكلاني المظهري ستارا يتخفي وراءه، بل ويملي علي الناس شروطه، ومن بينها الحجاب كما في حالة نجوي.

 

ــ “الإرهاب” يدق ناقوس الخطر من الجماعات المتطرفة

وفي عام 1989 يقدم السيناريست بشير الديك، مع المخرج نادر جلال فيلمه "الإرهاب"، من بطولة نادية الجندي، فاروق الفيشاوي، أحمد بدير، صلاح قابيل، وأنور إسماعيل. وتناول الفيلم أيضا قضية الأفكار المتطرفة وكيف تصنع إرهابيا، من خلال “عمر الصناديلي”، الذي يتزعم جماعة لتنفيذ العمليات الإرهابية، وعندما يلقي القبض عليهو ينجح في الفرار ليختبأ في منزل الصحفية “عصمت”، والتي كانت تربطه بها قصة حب قديمة، إلا أن الأيام تباعد بينهما، ويتحول الصناديلي من إنسان مسالم ورجل عاشق إلي متطرف يريق دماء الأبرياء.

 

ــ سياسات الانفتاح وظهور الطبقات الطفيلية

كما عالج الكاتب بشير الديك، قضية من أهم قضايا المجتمع المصري، ألا وهي قضايا سياسات الانفتاح الاقتصادي، وما ترتب عليها من ظهور لطبقات طفيفية ذات ثروات فاحشة مجهولة المصدر، جمعها أصحابها من السمسرة والمشروعات المشبوههه الغير قانونية.

 

ومن هذه الأفلام التي قدمها بشير الديك للشاشة الزرقاء فيلم “الشطار” ومن إنتاج عام 1993، وإخراج نادر جلال، وبطولة نادية الجندي، كمال الشناوي، فاروق الفيشاوي،  سعيد عبد الغني، محمود الجندي، عن رواية الكاتب الكبير خيري شلبي. 

 

وفي هذا الفيلم رصد بشير الديك الظواهر المجتمعية التي ظهرت في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، من خلال “الباتعة” وكيف تحولت من بائعة خضورات بسيطة إلي سيدة أعمال فاحشة الثراء، وكيف كونت هذه الثروة المشبوهه، هي ومن حولها من لصوص جمعوا ثرواتهم بطرق غير مشروعة.

 

ــ عصر القوة 

وفي عام 1991 قدم الكاتب بشير الديك مع المخرج نادر جلال، فيلم “عصر القوة”، والذي قامت ببطولته أيضا نادية الجندي، محمود حميدة، عبد الله غيث، يوسف فوزي، وخليل مرسي. وفيه رصد بشير الديك العائلات التي ظهرت بلا مقدمات وتصدرت المجتمع المصري، لا مقومات لها إلا المال الذي جمعته بطرق غير مشروعة، تحديدا من تجارة المخدرات والسلاح وغيرها من الأعمال المشبوهة، والصراعات التي تدور بين هذه العائلات ومصادر ثرواتها الفاحشة.