رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطاقة المستدامة والأمن الغذائى العربى

ينتظر العالم بدء استخدام الطاقة المستدامة، وحسب برنامج الأمم المتحدة الذي ابتدأ منذ عام 2017 وطبق هذا البرنامج بشكل تجريبي وبدعم من الأمم المتحدة في بعض الدول، ويتوقع أن يتم تنفيذه في عام 2030 عندها سيتم الاكتفاء باستخدام الطاقة "النظيفة" التي تعتمد بشكل مباشر على الطبيعة مثل الرياح والزراعة والمياه، وسعت بعض الدول العربية على مواكبة هذا الحدث والاستعداد له، وبالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة أو معتمدًا على الموارد الطبيعية المتوفرة لديها لمواكبة هذا البرنامج، إلا أننا الآن نناقش الأمن الغذائي العربي بعد أن يتم تعميم هذا البرنامج وسعي الدول كل حسب مصلحتها لكي تستخدم ما لديها من موارد طبيعية مثل بذور السمسم والذرة أو أي إنتاج زراعي بشكل عام، والذي يشكل المحور الأساسي في استيراد الغذاء في الوطن العربي، عندها سيكون النفط خارج الاستخدام في الطاقة وسترجع دول عربية إلى وضع لا يسمح لها بأن تجد ما يسد حاجتها في سد النقص المادي، وبالتالي فإنها ستكون غير قادرة على توفير الغذاء ناهيك عن كيفية توفيره وأغلب الدول المصدرة للغذاء ستكون في وضع لا يسمح لها بتصدير تلك الكميات إلى الوطن العربي كونها ستكون المادة الأساسية لصناعة الطاقة.


وقبل هذا وذاك علينا أن نناقش أمننا الغذائي الحالي لكي نتمكن من تسجيل بعض مقترحاتنا لتجنب انهيار الأمن الغذائي العربي... أكيد إنتاج واستيراد المواد الغذائية التي يعتمد عليها الأمن الغذائي العربي قد عانت ما عانت من ارتفاع الأسعار وصعوبة في التعامل مع المنتجين لتك المواد الغذائية المهمة خاصة أثناء جائحة كرونا بين عامي (2020-2021) حيث أصبحت المواد الغذائية تتزايد نتيجة للقيود التي وضعت على الحركة نتيجة هذه الجائحة وقد تأثرت الدول العربية بهذه القيود، ومن ثم زيادة الأسعار التي طرأت نتيجة هذه الجائحة، وكذلك فإن زيادة سعر النفط في العالم خلال تلك الفترة وما زال في تصاعد ساعد على زيادة أسعار النقل، مما أدى إلى إضافة تلك الزيادات على الإجمالي لسعر تلك المواد، ناهيك عن الحرب الروسية على أوكرانيا التي تعتبر من الدول المنتجة والمصدرة للقمح، وكذلك العقوبات الاقتصادية على روسيا أدت إلى سعي روسيا إلى حجب تصدير الحبوب ومن ثم السعي لمنع أوكرانيا من تصدير الحبوب أيضًا، وهذا طبيعي فإن روسيا بواسطة تلك الإجراءات تضغط على أوروبا لتحاول تفتيت الضغط عليها، ومن ثم التراجع عن العقوبات الاقتصادية التي فرضت من قبل الغرب وأمريكا على روسيا نتيجة حربها على أوكرانيا التي طالت جميع مرافقها الاقتصادية تقريبًا.


وماذا سيكون حال العالم عندما تزداد الضغوط على روسيا؟ وماذا سيكون وضع الأمة العربية؟ نتيجة هذا فإننا نتوقع مع زيادة الضغوط سيزداد سعر البرميل من النفط وهذا سيؤدي بالنتيجة إلى زيادة المواد الغذائية، ناهيك عن شحت تلك المواد خاصة وأن روسيا وأوكرانيا تعتبران من المصدرين الرئيسيين للعالم.


ومنوهًا بأنه يجب ألا نغض النظر عن الأسباب والمسببات التي جعلت من الوطن العربي بحاجة إلى استيراد المواد الغذائية وخاصة الحبوب نتيجة شح المياه لقلة الأمطار والتصحر الذي أحدثته تلك الظاهرة على أغلب الأراضي الزراعية في الوطن العربي، وهذا سيسبب بكل تأكيد زيادة الفقر في الوطن العربي نتيجة لهجرة الفلاحين إلى المدينة، والذي سيشكل أعباء للحكومات العربية منها توفير عمل بديل للفلاحين المهجرين، وكذلك فإن الناتج الكلي لإنتاج تلك الدول سيقل مما يدفعها إلى استيراد المواد الغذائية بشكل مضاعف... وماذا لو أصبحت الطاقة المستدامة هي الطاقة التي ستحل بدل الطاقة التي تعتمد في محتواها على النفط والذي يعتبر من أهم مصدرنا الرئيسية في العالم وطننا العربي... هنا يجب أن نجد الحلول الجوهرية لإنقاذ الأمن الغذائي العربي من خلال ما أراه مناسبًا في هذه المقترحات التي سأذكر بعضها ولعلي أكون مصيبًا بما أطرحه.
1-  السرعة بدراسة تأسيس الاتحاد الاقتصادي العربي والذي يضم جميع الدول العربية.
2-  إنشاء صندوق الاقتصاد العربي ويكون تسديد مبالغه بشكل خاص من الدول المنتجة والمصدرة للبترول في الدول العربية.
3-  تشكيل لجان اقتصادية عربية مهمتها دراسة كيفية الاستفادة من الموارد البشرية والطبيعية في الدول العربية، ودعم تلك الدول التي لديها القدرة الإنتاجية الزراعية وتطويرها من خلال توفير المعدات الحديثة في الميكنة واستيراد الجيد من البذور والأسمدة التي تدخل في الزراعة.
4-  تطوير زراعة ما يحتاجه الوطن العربي من القمح والأرز والذرة من خلال دراسة واقعية للدول التي لديها القدرة من ناحية وفرة المياه والموارد البشرية ذات الخبرة والموارد الطبيعية.
إن المشكلة التي تواجه الأمن الغذائي العربي قد لا نجد لها حلًا بعد عام 2030 إذا ما تم استخدام الطاقة المستدامة في العالم عندها سوف لا يجد المختصون في الزراعة والاقتصاد على حد سواء أي مقترح ينقذ الأمن الغذائي العربي.