رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة هزت مصر.. حكاية نانيس التي جعلت الإعدام علنيًا

لحظة إعدام قتلة المهندسة
لحظة إعدام قتلة المهندسة نانيس وطفليها

لم يكُن ذِكر كلمتي «الإعدام العلني» في حيثيات إعدام قاتل نيرة أشرف هو الأول في مصر، فالواقعة التي جرت في أمام جامعة المنصورة ووثقتها كاميرات المراقبة، سبقتها أخرى في أحد شوارع مدينة نصر بالقاهرة راحت ضحيتها مهندسة وطفليها على يد 3 مجرمين، وأمر الرئيس الأسبق حسني مبارك حينها بأن يكون الإعدام علنيًا على الهواء مباشرةً.

قبل 25 عامًا، وفي المنطقة الهادئة شرق القاهرة، قررت المهندسة نانيس أحمد فؤاد وزوجها عمل بعض التجديدات في شقتهما بمدينة نصر، ومن هُنا اتفق الزوج مع نقاش للقيام بتلك المهمة يبدو أن الزوج تعرف عليه في أحد المناطق المخصصة لتجمع العمالة.

حان الوقت ووصل النقاش محمد زكريا، وبصحبته اثنين (شقيقه سيد وابن خالته محمد خورشيد) صباحًا لبدء المهمة.. كان الزوج حينها قد ذهب إلى عمله، وتولت نانيس تقديم واجب الضيافة لهما.. كانت أعينهم تُراقب حُليّ ذهبية تُزين أيدي الزوجة.. جذبهم شئ آخر حينما استأذنت الزوجة بالذهاب لإحضار أجرتهما من المال.. غابت الزوجة في غرفة النوم وعادت بالنقود.. كانت الأفكار تُراود الشياطين الثلاثة حول أمر اتفقا عليه قبل أن يتفقا.

غادر «الصنايعية» المنزل وتبادلوا الحديث معًا حول ما ترتديه الزوجة من حُلي ذهبية، والأموال التي يدخرونها في منزلهم.. لحظات وضع الخطة الماكرة كانت تتزامن مع تفرغ الزوجة أخيرًا لطفليها أنس وهديل بعد يوم طويل انشغلت في بعض أوقاته بطلبات «النقاش ورفاقه».

المهندسة نانيس وطفليها أنس وهديل

في اليوم التالي؛ حضر الثلاثة بأهداف أخرى وشرور يخبئونها بداخلهم، وخطة شيطانية لسرقة المنزل وإنهاء حياة الزوجة.. دخل رفاق السوء معًا، وذهبت الزوجة لتقديم الشاي كواجب ضيافة لهم، لكن محمد زكريا لحق بها ليُحاول كتم أنفاسها من خلفها، بينما كانت نانيس تستغيث بأن يتركوهم ويأخذوا ما يُريدون، لكن ابن خالته محمد خورشيد حضر سريعًا ليُسدد لها الطعنات في بطنها فتسقط غارقة في الدماء.

حضر المجرم الثالث ليُشاركهما الجريمة، وقتلوا الطفلة هديل، ثم بعدها الطفل أنس، وأخذوها يبحثون عن الذهب والأموال في شقة امتزجت بدماء الضحايا الأبرياء.. حصلا على كل شئ ثمين وجدوه وفرّوا هاربين.

عاد الزوج من عمله ليعيش صدمة عمره بعد أن شاهد أفراد أسرته جثث ملقاة داخل الشقة.. بكاء وأحزان وصرخات هيستيرية قبل أن تحضر الشرطة وتبدأ مهمة البحث عن الجُناة.. كانت دائرة الاشتباه تطال كل من له علاقة بالأسرة؛ بحثًا عن خيط يقود للقتلة.. أخيرًا توصلت المباحث لشاهد أخبر برؤيته لأحد الصنايعية يدخل المنزل يوم الواقعة.

تمكنت رجال الأمن من ضبط الجُناة الذين اعترفوا بارتكاب الواقعة، وجرى إحالتهم للنيابة العامة التي أصدرت قرارًا بإحالتهم للمحكمة الجنائية، والتي قضت بإعدامهم بعد أخذ الرأي الشرعي من مفتي الجمهورية، وحينها طلب الزوج المكلوم من الرئيس مبارك (آنذاك) أن يكون الإعدام علنيًا، وسرعان ما وافق الرئيس، وجرى إذاعة الإعدام على الهواء مباشرةً عبر التلفزيون المصري، ونقلته قنوات عربية، ليُصبح أول إعدام علني يُذاع على الهواء في مصر.