رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى 222 لدخول بونابرت القاهرة.. روبير سوليه: «عقدة نفسية سبب احتلاله لمصر»

روبير سوليه
روبير سوليه

تحل اليوم الذكرى الـ 222 على دخول نابليون بونابرت القاهرة، والتي توافق 24 يوليو في العام 1798.

“الدستور” تستعرض في تقريرها بمناسبة هذه الذكرى رأي الكاتب الصحفي الفرنسي ذو جذور مصرية روبير سوليه حول الحملة الفرنسية من خلال كتابه “مصر ولع فرنسي”.

وقال سوليه إن الحملة الفرنسية تمثل لحظة زمنية هامة تمخضت عن نتائج جسيمة، ولكي نحاول فهم هذا الحدث يجب العودة إلى الوراء قليلا، وليس من الضروري العودة إلى عهد قديم للغاية، بل إلى القرن السادس عشر حينما استقرت جالية فرنسية على ضفاف النيل الأول مرة.

وأشار روبير سوليه إلى الفيلسوف والعالم الألماني لايبينز الذي ذهب في عام 1672 م، وهو في ال25 من عمره إلى باريس لتسليم مذكرة إلى الملك لويس الرابع عشر، يقترح فيها بوضوح إرسال جيش لغزو بلاد الفراعنة، وكتب يقول: "هذا هو أضخم مشروع يمكن تصوره والأكثر سهولة في تنفيذه، وأن مصر من بين جميع بقاع العالم هي الأفضل موقعا من أجل السيطرة على الدنيا وعلى البحار، والحال أنها خالية من أي دفاع ولا تنتظر سوى وصول جيش تحرير لكي تنهض".

بونابرت معقدا نفسيا  

ولفت إلى أن نابليون بونابرت كان معقد نفسيا من أخيه الأكبر جوزيف، وكان في حاجة إلى الثأر بغزو مصر أرض يوسف الذي ورد ذكره في التوراة. "حين نكون يوسف الذي يريد أن يبدو كبيرا في اعين أشقائه فأين يمكن الذهاب إن لم يكن إلى مصر؟ فإذا ما بحثنا عن كثب الدوافع السياسية لمشروع هذا الشاب ، سنجد أنها بلاشك لم تكن شيئا آخر غير عقلنة شاطحة لفكرة تخيلية".

احتلال مصر قرار سري 

وتابع سوليه: “في سرية اتخذ بونابرت قرارا باحتلال مصر، لم يكن الجنود الذين ركبوا السفن بميناء طولون يوم 19 مايو 1798 يعرفون الجهة التي يقصدونها، فقد كان مخططا انضمام أساطيل أخرى إليهم في البحر المتوسط. وكان عدد القوات الكلي 54 ألف رجل بما فيهم مختلف العاملين، ومع ذلك تم الإعداد للجملة خلال بضعة أسابيع. حيث إن الأسطول الذي يتحرك مهيب وضخم ويضم 13 سفينة حربية وست فرقاطات، لكن لم يكن القائد العام ذاته مخدوعا في قدرة البحرية الفرنسية التي أصيبت بضعف شديد منذ الثورة".

ولفت إلى أنه بونابرت يقوم بمخاطرة كبيرة حين ينطلق هكذا في البحر المتوسط حيث يوجد الأميرال نيلسون الأميرال الإنجليزي، الذي منعه سوء الحظ وحده من العثور عليه.

وأكد روبير أن "لم ينقص حملة مصر الغرابة والشذوذ عن المألوف. بالبداهة أن تفردها يعود إلى وجود حوالي 167 مدنيا اسمهم "العلماء" الذين أحصاهم أمين عام خزانة الجيش أثناء عبور البحر المتوسط 21 عالما في الرياضيات، و3 في الفلك، و15 في العلوم الطبيعية وهندسة المناجم، و17 مهندسا مدنيا، و15 جغرافيا، و4 مهندسين معماريين، و3 مهندسين إنشائيين، وثمانية رسامين، ونحات واحد، و10 ميكانيكيين فنانين، و3 في البارود والمتفجرات، و10 أدباء وسكرتيري، و15 قنصلا ومترجما، و9 شئون صحية، و9 حجر صحي، 22 فني طباع ، و2 موسيقيين، ومن بين هؤلاء بعض المشاهير: جاسيار مونج، المعتبر أفضل عالم في الرياضيات في عصره، وكلودي لوي بيرتوليه عالم الكمياء، جيوفروي سان هيلير  أستاذ كرسي في علم الحيوان بالمتحف.

كما أكد أن “نابليون كان حريصا على إضفاء البعد العلمي والفني على حملة مصر وذلك بعد أن خاض من ذات النوع ، لكن على نطاق ضيق للغاية، أثناء غزواته العسكرية في الراين وايطاليا”.