تاريخ الأغنية الوطنية.. كيف دعم الفن ثورة 23 يوليو؟
يحتفل المصريون اليوم، بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة التي ستظل واحدة من أهم الثورات في التاريخ الحديث بما خلفته من آثارٍ سياسية واقتصادية واجتماعية غيرت وجه الحياة في مصر، وفي الوطن العربي كله.
وكان للأغنية الوطنية دورٌ كبير في حماس الشعب وتشجيعه، حيث تُعد الأغنية الوطنية مكونًا أصيلًا وموروثًا ثقافيًا حاضرًا مع كل الأحداث التي مرت بها مصر وكانت ثورة 23 يوليو 1952، التي حولت مصر من الحكم الملكي إلى الحكم الجمهوري عن طريق تنظيم الضباط الأحرار الذي كان يتزعمه اللواء محمد نجيب، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من أهم المحطات لانطلاق الأغاني الوطنية.
ومن المطربين الذين تولوا هذه المهمة والغناء للوطن وأثروا في الناس وألهبوا مشاعرهم العندليب عبدالحليم حافظ، حيث تعتبر حقبة الستينيات هي الانطلاقة الحقيقة له في الأغنية الوطنية، حيث أطلق عليه العديد من الألقاب منها: جبرتي الأغنية الوطنية، ومؤرخ الثورة، وابن الثورة، حيث قدم 36 أغنية وطنية، منها 17 أغنية لثورة 23 يوليو على مدار عدة سنوات أثناء الاحتفال بها.
ومن الأغنيات التي حركت مشاعر الشعب: "حكاية شعب" و"بالأحضان" و"مطالب شعب" و"المسؤلية" و"الفوازير" و"بستان الاشتراكية" و"بلدي يا بلدي" و"عبدالناصر يا حبيب الملايين" وغيرها من الأغنيات التي ظلت عالقة في ذهن الجماهير.
كما كانت أم كلثوم هي القاسم المشترك في أغلب المناسبات والحفلات الرسمية، التي كان يحضرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومنحها قلادة الجمهورية في عيد العلم، ووجه إليها الشكر عدة مرات بسبب مساعدتها في تسليح الجيش، حيث تبرعت بمبلغ 10 آلاف جنيه، وهو رقم كبير وقتها.
وفي عام 1967، كانت أم كلثوم من أوائل المطربين الذين سارعوا بإقامة الكثير من الحفلات داخل مصر وخارجها، للتبرع بأرباحها للمجهود الحربي، وقدمت وقتها أغنيتها الشهيرة "أصبح عندي الآن بندقية"، قبل أن تقدم أغنية "يا حبيب الشعب" بعد قرار الزعيم بالتنحي وعودته مرة أخرى إلى الحكم، وحمل عبدالوهاب على عاتقه تأليف الأوبريتات والأناشيد الوطنية، ومن أهمها الوطن الأكبر.
وقدم عدد كبير من المطربين هذا الأوبريت الغنائي الكبير عام 1960، احتفاءً بالمدّ القومي، والاتجاه إلى الوحدة الذي كان يقوده الزعيم جمال عبدالناصر، من كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل.
ولم ننس موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فقد أدى أوبريت "ناصر كلنا بنحبك" لتهنئة الزعيم جمال عبدالناصر بالحكم، وبطلب من الرئيس عبدالناصر، تعاون لأول مرة مع أم كلثوم ليخرج لقاء السحاب بأغنية أنت عمري، ويصفها البعض بأنها الثورة ذات نفسها".
