رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سفينة الكنوز» تكشف أسرارا جديدة حول العصر البطلمي في مصر

آثار المدينة الغارقة
آثار المدينة الغارقة

قالت صحيفة "زمي ساينس" الرومانية، إن مجموعة من علماء الآثار الذين يعملون في المياه قبالة الإسكندرية عثروا على حطام سفينة مليئة بالكنوز اليونانية التي يعود تاريخها إلى العصر البطلمي في مصر (332-330 قبل الميلاد)، والتي تقع في مدينة هيراكليون المفقودة، ويعد حطام السفينة من وقت كان للحضارة اليونانية تأثير كبير في مصر في الأيام الأخيرة من الفراعنة.

ولفت الصحيفة الرومانية في تقرير لها، إلى التوصل إلى هذا الاكتشاف من قبل المعهد الأوروبي لعلم الآثار تحت الماء (IEASM)، بقيادة الباحث فرانك جوديو، الذي سبق أن اكتشف هيراكليون منذ أكثر من عقدين، وقال جوديو إن السفينة غرقت بعد أن اصطدمت بكتل كبيرة من معبد آمون (أحد الآلهة المصرية الكبرى)، الذي دمر خلال حادث كارثي في ​​القرن الثاني قبل الميلاد.

أسرار المدينة

وأضافت أن حطام السفينة يقع على عمق خمسة أمتار (15 قدمًا) من الطين الصلب مختلطًا ببقايا معبد أمون، وكانت الكتل المتساقطة من المعبد تحمي السفينة من خلال محاصرتها في قاع قناة عميقة، والتي كانت في ذلك الوقت مليئة بالطين، ووجده الفريق باستخدام نموذج أولي متطور للسونار.

وفي بيان، قال جوديو إن اكتشافات هذه الأنواع من السفن من عصر بطوميليك نادرة للغاية، والمثال الوحيد حتى الآن هو سفينة بونيقية مارسالا من عام 235 قبل الميلاد والتي تم العثور عليها في إيطاليا عام 1971، والتي كانت تتضمن أيضًا ميزات البناء المصري القديم.

وتابع "كانت سفينة تجديف مزودة أيضًا بشراع كبير، كما يتضح من درج الصاري، كان هذا القارب الطويل مسطح القاع وله عارضة مسطحة، وهو أمر مفيد للغاية للملاحة في نهر النيل وفي الدلتا، وتشير بعض السمات النموذجية لبناء السفن في مصر القديمة، جنبًا إلى جنب مع الأدلة على إعادة استخدام الخشب، إلى أنها بنيت في مصر".

وأكدت الصحيفة، أنه بالإضافة إلى العثور على حطام السفينة، وجد الباحثون بقايا منطقة جنائزية يونانية كبيرة مغطاة بقرابين جنائزية تعود إلى السنوات الأولى من القرن الرابع، وتُظهر الصور مزهريات يونانية جميلة ومحفوظة جيدًا اكتشفها فريق علماء الآثار المغمورة بالمياه، والتي توضح وجود تجار أخضر عاشوا في هيراكليون.

ونوهت بأن هيراكليون، المعروفة أيضًا باسمها المصري ثونيس، كانت ميناء الدخول الإلزامي إلى مصر لجميع السفن القادمة من العالم اليوناني، وكانت تقع على بعد 32 كيلومترا (20 ميلا) شمال شرق الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط، كما كان للمدينة أهمية دينية بسبب معبد آمون الذي كان له دور كبير في الطقوس المرتبطة باستمرارية السلالة.

ويعتقد الباحثون أن هيراكليون ثونيس غرقت في البحر الأبيض المتوسط ​​في القرن الثامن الميلادي، وتقع بقاياه الآن تحت خليج أبو قير، على بعد 2.5 كيلومتر من الساحل وأقل من عشرة أمتار (30 قدمًا) من المياه، حيث تم اكتشافه في عام 2000 من قبل جوديو وفريق من الباحثين في IEASM، وأوضحوا أنه قبل ذلك، لم يتم العثور على أي أثر للمدينة.