رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نصائح حكيم لأولاده يتركها لهم ولغيرهم

يحاول أحد الحكماء تقديم نصيحة جادة ومخلصة لأولاده وغيرهم ممن يختارون طريق الخير بديلا لطرق الشر الملتوية، فيقول:
- "اسمع يا بني تأديب ابيكم ولا ترفضوا دعاء أمكم ، لا تفرحوا بتملق الاخرين لكم"، ويضيف الحكيم مناشدا أبنائه:
- "يا بني لا تسلكوا في طريق الاشرار مهما واجهتم من مصاعب الدنيا وتقلب الأقربين عليكم.. بل امنعوا أرجلكم عنهم.. وعن مسالكهم.. لأن أرجلهم تجري إلي الشر.. وتسرع إلي سفك الدماء"، ويواصل الحكيم نصائحه:
- " أيضا يا أولادي.. لابد وأن تباعدوا ارجلكم كذلك عن السير في طرق سفك الدماء.. واحذروا دائما وأبدا ألا تنحازوا الي المكسب الحرام.. بل اسعوا إلى المكسب الحلال حتى ترغبوه ويصبح عندكم عادة حسنة تحبونها"، ويستطرد الحكيم حديثه لأولاده:
- " أي بني.. منطق الحكمة يناديكم فتمسكوا به.. ولا تقبلوا بغيره بديلا.. وإياكم يا أبنائي الاقتراب من دعوة الجهلاء والمستهزئين الذين يسرون بالاستهزاء، وانتبهوا لألاعيب الحمقى الذين يعشقون الجهل ويبغضون العلم"، ويؤكد:
- " إن صوت الحق يناديكم.. يعلمكم.. يهبكم.. يوعيكم.. يحكمكم ويذكركم بما تعلمتموه.. لذا أرجو منكم يا أبنائي ألا تدعوا الرحمة تنفر منكم وتترككم.. وتمسكوا بالحق ولا تجهلوه يغيب عنكم.. ولتكن الرحمة والحق والعدل كالقلادة الثمينة في أعناقكم.. فهذه هي أسمى ما يعرف به الحكيم.. وبها يزداد الحكيم علما وفهما"، ويستطرد الحكيم:
- "احفظوا الرأي والتدبير حينئذ تسلكون في طرق سهلة وآمنة ولا تعثر أرجلكم، يا بني لا تمنعوا الخير عن أهله حين يكون في طاقتكم أن تفعلوه.. ولا تقولوا لمحتاج اذهب وسوف نعطيك غدا أو بعد غد.. وقد تكون حاجته ماسة وآنية واطفاله يتألمون من الجوع وحاجتهم الآنية متوفرة لديكم، ولا تخترع شرا علي صاحبك وهو ساكن لديك آمنا.. ولا تخاصم إنسانا بدون سبب.. لإن ذلك لم يكن قد صنع معك شرا ولا تخاصم إنسانا بدون سبب إن لم يكن قد صنع معك شرا"، ويستمر الحكيم في نصح أولاده فيقول لهم:
- "لا تحسدوا الظالم.. ولا تختاروا شيئا من طرقه لأن الملتوي رجس عند الله.. فالحكيم يا أولادي يرث مجدا.. والاحمق يحمل هوانا.. يا أولادي اسمعوا نصيحة أبيكم واصغوا لأجل معرفة الفهم.. فتتعلموا تعليما صالحا، وتقتنوا الحكمة والفهم، تمسكوا بالأدب واحفظوه.. فهو حياتكم.. ولا تدخلوا في طريق الأشرار.. ولا تسيروا في الطريق الأثمة ولا تمرون بها، اقتنوا الحكمة.. واقتنوا الفهم.. فالحكمة هي الرأس التي لابد عليكم أن ترفعوها فتعليكم". ويختتم الحكيم نصيحته لأولاده فيقول:
- إذا سرتم فلا تضيقوا خطواتكم.. وإذا سعيتم فلا تتعثروا.. وتمسكوا – كما قلت لكم -  بالأدب واحفظوه.. فهو حياتكم ولا تدخل في سبيل الأشرار.. ابتعدوا عن طرقهم لأنهم لا ينامون إن لم يفعلوا سوءاً، أما طريق المؤمنين.. فمثلها كنور مشرق.. ويتزايد.. وينير إلى النهار الكامل أما طريق الأشرار فكالظلام. لا يعلمون ما يعثرون به، يا ابني فوق كل ما تحفظوا.. احفظوا قلوبكم.. لأن منها مخارج الحياة وانزع عنك التواء الفم ولتنظر عيناك إلى قدامك وباعد رجلك عن الشر".