رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وائل لطفي يكتب عن رجاء النقاش

كان الأستاذ رجاء النقاش «١٩٣٤- ٢٠٠٨» واحدًا من كبار صحفيينا وكتّابنا، ولكنه كان إلى جوار هذا يجمع العديد من المزايا التى يندر أن تتكرر، فهو مثقف عصامى ولد فى الدقهلية لأب يعمل مدرسًا ولأسرة تتكون من سبعة أبناء.. فحمل عبء رعاية إخوته وتثقيفهم وتعليمهم وأهدى للثقافة المصرية مجموعة من أبرز الكتّاب من جيل الستينيات والسبعينيات ينتمون جميعًا لآل النقاش.. عمل فى الصحافة وهو ما زال طالبًا فى آداب القاهرة وصنع نفسه كناقد أدبى نادر المثيل.. قدم للثقافة العربية عددًا من كبار الموهوبين منهم «الطيب صالح» الذى كان أول من كتب عن روايته «موسم الهجرة إلى الشمال»، وأحمد عبدالمعطى حجازى الذى قدم له ديوانه الأول، ومحمود درويش الذى اكتشفه ودعاه للقاهرة وأصدر عنه كتابه «محمود درويش شاعر الأرض المحتلة».. ترأس النقاش مجلات مهمة مثل «الإذاعة والتليفزيون» و«الهلال» و«الكواكب» و«الدوحة»، لكنها كانت تزداد أهمية بعد أن يتولى رئاستها وتفقد معظم قيمتها بعد تركه لها إلى جانب دراساته النقدية عن كبار مبدعينا وعلى رأسهم نجيب محفوظ.. تميز رجاء النقاش بنوع من الأدب الإنسانى يجمع فيه بين المعرفة العميقة والتأمل ويصوغ كل هذا بأسلوب رائق سلس دون تقعر ولا تكلف ودون أن يجد غضاضة فى تقديم تحقيق فى شكل مقال وهو من هو فى عالم الكتابة.. فى العدد الأول من «واحة الصحافة» نعيد نشر مقال للكاتب الكبير رجاء النقاش، نشره لأول مرة فى كتابه «تأملات فى الإنسان» عام ١٩٦٢.. وهو عن ظاهرة انتحار الكتاب فى أربعينيات القرن الماضى نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية الضاغطة.. أما «واحة الصحافة» نفسها فهى صفحة نفر فيها إلى تاريخ الجمال فى الصحافة المصرية من خلال إعادة نشر مقالات قديمة لكبار صحفيينا وكتابنا لنذكر أنفسنا وإياكم بأن الصحافة المصرية ذات تاريخ طويل وممتد ومستقبل لا يقل أهمية بإذن الله.