رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بعد «قمة جدة».. خبراء: لقاء السيسى وبايدن يمهد لـ«مقاربة جديدة» بين البلدين

السيسى وبايدن
السيسى وبايدن

 

أشاد عدد من الخبراء وأساتذة العلوم السياسية بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى نظيره الأمريكى جو بايدن، خلال أعمال قمة جدة للأمن والتنمية، التى انعقدت بالمملكة العربية السعودية.

وأشار الخبراء، الذين تحدثت إليهم «الدستور»، إلى تأكيدات الرئيس الأمريكى على الدور المحورى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط، وإشادته بسياستها لدعم أشقائها العرب، وتجديده وعوده تجاه مشكلة سد النهضة والقضية الفلسطينية.

خالد عكاشة: يعيد دور البيت الأبيض فى أزمة سد النهضة

قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن لقاء الرئيسين المصرى والأمريكى فى جدة يثبت وجود مساحة تفاهم بين البلدين، مع تناول التعهدات الأمريكية المتعلقة باستقرار المنطقة.

وأوضح أن الرئيس السيسى تطرق، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكى، إلى ملف سد النهضة، ووضع الولايات المتحدة أمام مسئوليتها باستخدام نفوذها فى هذا الملف الذى بذلت جهدًا كبيرًا فيه خلال عهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، ومن المنتظر أن تعود واشنطن مرة أخرى للضغط فيه بعد القمة، خاصة أن الرئيس الأمريكى سيحاول التفاعل بشكل إيجابى مع كل المشكلات التى تواجه الإقليم.

طارق فهمى: يعكس نجاح الرؤية المصرية وينقل الكرة إلى الملعب الأمريكى

أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن لقاء الرئيس السيسى مع الرئيس الأمريكى يمهد لتأسيس مقاربة جديدة بين الدول العربية بشكل عام، ومصر خاصة، والولايات المتحدة على الجانب الآخر.

وأضاف «فهمى» أن تأكيد الرئيس الأمريكى دور مصر المحورى فى إحداث التقارب بين دول المنطقة، وتطلعها إلى حمل هموم الدول الأشقاء، يشير إلى نجاح تطبيق الرؤية المصرية التى تستهدف فى الأساس تعزيز سبل التعاون بين الدول، بما يؤسس فيما بعد لشراكات وصداقات عدة.

وأضاف: «الرئيس بايدن تلقى رسائل القادة العرب من خلال كلماتهم فى قمة جدة، وكلمة الرئيس السيسى خلال القمة تضمنت رؤى وسياسات ورسائل حاسمة، ونقلت الحقائق، وجعلت الكرة فى الملعب الأمريكى، وعلى الإدارة الأمريكية أن تستوعب ما قيل، وأن تبدأ فى ترتيب أوراقها فيما يتعلق بالتعامل مع مصر وكل دول المنطقة». وأوضح أن من بين الرسائل التى تلقتها الولايات المتحدة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لأن الدول العربية وضعتها أمام وعودها المستمرة بالعمل على تقديم حلول وإقامة دولة فلسطينية، ودعم السلطة الفلسطينية.

يحيى الكدوانى: تأكيد على عمق العلاقات.. ويؤكد الريادة المصرية على مستوى الإقليم

رأى اللواء يحيى الكدوانى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن الإشادة التى حصلت عليها الدولة المصرية من قبل الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال لقائه الرئيس السيسى، تؤكد ريادة مصر وأهميتها فى استقرار الإقليم. وقال «الكدوانى» إن اللقاء الثنائى جاء فى إطار العلاقات والصداقات المستمرة بين البلدين، فى ظل توتر الأوضاع العالمية، وأشار إلى عمق العلاقات واستمرار الدعم المتبادل بين البلدين.

وثمّن تأكيد الرئيس السيسى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن عملية ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، بما يحفظ الأمن المائى المصرى، ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث أصحاب القضية، وهى: مصر والسودان وإثيوبيا. وأشار «الكدوانى» إلى جمع قمة جدة دول التعاون الخليجى والعراق والأردن ومصر؛ لوضع رؤية مستقبلية للسياسة الخارجية المطلوب الالتزام بها خلال الفترة الحرجة التى يمر بها العالم، خاصة فى أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية، والموقف المتأزم من جراء تداعيات جائحة «كورونا».

واعتبر أن انعقاد القمة بالشراكة مع الولايات المتحدة يمهد لتأسيس تعاون جديد ومثمر مع الدول العربية فى الفترة المقبلة، بما يصب فى النهاية نحو تقديم حلول للمشكلات والتحديات التى تواجه المنطقة

مختار نوح: الرئيس الأمريكى أدرك قوة مصر ودول الخليج

وصف مختار نوح، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، زيارة الرئيس الأمريكى إلى المنطقة ولقاءه الرئيس السيسى بأنها محاولة منه لإنقاذ نفسه شعبيًا، فى ظل تراجع شعبيته بعد السياسات غير المرتبة التى كان يتعامل بها منذ توليه الحكم.

وقال «نوح»: «فى البداية كانت سياسة بايدن تجاه المنطقة قائمة على معارك مفتعلة، وتقدير غير مناسب لقوة مصر ودول الخليج، لكن الأوضاع تغيرت بعدما لمس هذه القوة بنفسه، ووجد نفسه مضطرًا للتعامل معها، وتغيير رأيه وسياساته نحوها، والاستفادة من صداقة هذه الدول».

وأضاف: «السياسة المصرية تقوم على تحقيق مصالحها دون الإضرار بمصالح أى دولة أخرى، فيما تقوم السياسة الأمريكية على النفعية وتحقيق المصالح بغض النظر عن أى شىء آخر، لكن لقاء الرئيسين سيكون له بالتأكيد تأثيرات كبيرة على طريقة التعامل الأمريكى مع مصر فى الفترة المقبلة، فى ظل الجهود المصرية البارزة على الساحتين الإقليمية والدولية».

حسن عمار: دفعة جديدة للتعاون ويؤكد دور القاهرة المحورى

قال النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى نظيره الأمريكى جو بايدن، خلال قمة جدة، يمثل دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

وأضاف «عمار»: «مصر عرضت رؤيتها تجاه كل القضايا فى المنطقة، وفقًا لمواقفها الثابتة والمعروفة، ومن المنتظر أن تؤتى القمة ثمارها الإيجابية فى المستقبل القريب، والتى تعكس أيضًا ما نشهده الآن من توجه أمريكى جديد نحو المنطقة العربية، فى تصحيح لمسار العلاقات الأمريكية- العربية».

وواصل: «تأكيد الرئيس الأمريكى جو بايدن مكانة مصر فى منطقة الشرق الأوسط، ودورها المحورى فى ظل قيادة الرئيس السيسى، يعكس مكانة مصر الكبرى بين دول العالم، والجهود الكبيرة التى بذلها الرئيس السيسى منذ توليه مقاليد الحكم فى محاربة الإرهاب وبناء الجمهورية الجديدة، فضلًا عن استقلالية القرار المصرى أمام الضغوط السياسية الدولية».

وأوضح أنه «منذ ثورة ٣٠ يونيو، شهدت السياسة الخارجية لمصر طفرة كبيرة، واستعادت الدولة المصرية دورها الريادى فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وأثمر ذلك عن حل الكثير من القضايا العالقة فى المنطقة، لتعود القاهرة رمانة الميزان وصمام الأمان للمنطقة بالكامل».

عبدالباسط الشرقاوى: دليل على إمساكنا بزمام الأمور فى ملفات كثيرة سياسيًا واقتصاديًا

وصف المهندس عبدالباسط الشرقاوى، عضو مجلس النواب، القضايا التى تناولها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الأمريكى جو بايدن بالمهمة للغاية، والتى تؤكد أن مصر تمسك بزمام الأمور فى ملفات كثيرة؛ سياسية واقتصادية، فى المنطقة. وقال «الشرقاوى» إن اللقاء يهدف إلى تعزيز علاقات الشراكة التى تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلًا عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها. وأضاف أن الرئيس السيسى يعمل على توحيد المواقف وحل جميع المشكلات والتحديات التى تواجه المنطقة، وفى مقدمتها أزمتا الطاقة والغذاء، معتبرًا أننا أمام قمة مختلفة، فى ظل أنها تشهد أول زيارة للرئيس الأمريكى جو بايدن للمنطقة العربية منذ توليه الحكم فى ٢٠٢١.

ورأى أن هذه القمة تعكس أن هناك زخمًا عربيًا كبيرًا، إضافة إلى إدراك واشنطن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية، ومصر على وجه الخصوص، وما لها من ثقل سياسى واقتصادى، انعكس على حجم تحركات مصر لبلورة موقف عربى مشترك. وتابع: «القمة فرصة مهمة للغاية، لأنها تأتى بمشاركة زعماء كبار، وبوجود الرئيس الأمريكى بايدن، وهو ما يعطيها ثقلًا سياسيًا بالغًا على الساحة العالمية». وشدد على أن لقاء السيسى وبايدن سيعزز دور مصر الإقليمى والدولى، إضافة إلى ريادتها فى المنطقة، وحضورها فى جميع الملفات المطروحة، كما أنه جاء لتعزيز العلاقات بين البلدين فى المجالات السياسية والعسكرية والاستراتيجية.