رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حاولت أن أنظر حولي وأمامي».. إبراهيم عبدالمجيد يتأمل الخلاص عن طريق الفن والأدب

إبراهيم عبدالمجيد
إبراهيم عبدالمجيد

عن دار الفكر العربي للنشر والتوزيع، صدر للكاتب الروائي إبراهيم عبدالمجيد الجزء الأول من كتابه الجديد "حاولت أن أنظر حولي وأمامي.. مصر الحياة _ الفن _ الأدب _ الوداع"، المؤلف يقع في مائتين وأربعة وتسعين صفحة من القطع المتوسط. 

متون الكتاب وفصوله محاولة أثيرة يأخذنا فيها الكاتب الكبير في رحلة لاكتشاف عوالم الفن والإبداع من حولنا، من خلال تأمله لفكرة الحرية والتأمل في جدوى الفن والكتابة وما تطرحه من مساحات وأفكار كبرى عن الواقع وما وراءه، وكذلك فضاءات الوجود والعالم الذي يزداد غرابة وتغريب ودقة وقت شروع المؤلف في كتابة عمل جديد.

الكتاب محاولات قنص للأفكار غير المطروحة في كل مسارات الروائي، والذي دائمًا ما تتعلق بالهامش قبل المتن، فيما يخص تلك المساحات التي يكثر فيها التأوييل، مثال فكرة الفنون أو نظرية الفن ما بين الحقيقة والخيال والواقع المنشور في سرديات متعددة، تمتزج في ثنايا القص والرواية والمقالة، والتى تتخلق وتطفو كنتاج طبيعي لرؤية فاحصة تعني بالمتون للأفكار ونظريات الجمال والفن وحتى رؤى الخلاص عن طريق الفن من حيث هو الجدوى والنشوة وتفتييت كل ما هو حيوي وإيجابي يعين الفرد العادي أو المتلقى على التصالح مع الحياة والهروب من السأم والتكرار في الحياتي والمعيشي اليومي.

يكتب عبدالمجيد عن الحقيقة في الفنون، حيث تتحول الحياة في الفضاء الافتراضي إلى مقولات وحكم وأمثال، فقد يحدث خلط عند بعض من ينشرون ذلك، فيجعلونه على لسان كاتب الرواية أو المسرحية، بينما هو من مقولات الشخصيات المختلفة في ظروفها الخاصة في العمل الأدبي، حتى الشعراء لم ينجوا من ذلك، فلقد صار شائعًا أن تجد على لسان شاعر ما لم يقله ويبرهن المؤلف على ذلك في إطارات وفضاءات إبداعية تشمل كلًا من عالم ومنتج الرواية عند نجيب محفوظ ومحمود درويش في الشعر.

ودليل المؤلف إبراهيم عبدالمجيد هنا هو أن غالبية متلقي الآداب وفن الرواية تحديدًا، هو نسب حوارات الشخصيات إلى المؤلف، وهو ما لم يقله مؤلف العمل الذي يحاول قدر المستطاع إلى أن تنطق وتتصرف وتتحدث كل شخصية في العمل الأدبي بما هو متسق مع الصراع الدرامي والفني في الكتابة كفن وليس في واقع مؤلف العمل في حياته، أي الفصل بين حياة المؤلف/ الكاتب وحياة شخوصة الروائية/ الفنية.. في الكتاب ثمة رؤى للتأمل الفلسفي لما وراء الحياة وبعد الموت، كخلاصة الفن ومبتغاة أو ما يسعى إليه المبدع وهو التوسيع من مساحات التأمل حتى فيما بعد الانتهاء من الكتابة وترك الحياة، وكذلك انتهاء الكاتب من نصه سواءً بسعادة، أو يأس في إصلاح ومراوضة البشر.