رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيدهم.. الأنبا مارتيروس: الرسل أخضعوا الشياطين والملوك والسحرة والفلاسفة

الأنبا مارتيروس
الأنبا مارتيروس

هنأ الأنبا مارتيرو س، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، الشعب المصري، بمناسبة حلول عيد الرسل، قائلًا: «إنه بهؤلاء الرسل البسطاء وصلت كلمة الله لجميع أنحاء العالم، وهو ما أشار إليه القديس بولس الرسول، حينما قال إن الله إختار جهال العالم؛ ليخزي بهم الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم؛ ليخزي بهم الاقوياء.

وأضاف في تصريح له، على خلفية الاحتفال بعيد الرسل: «لنتعجب أكثر من صراحته، فيخبرنا بشجاعة نادرة، واضعاً نفسه تحت نير المتعجرفين، ويقول: «نحن جهال من أجل المسيح، أما انتم فحكماء! نحن ضعفاء، أما أنتم فأقوياء! نحن بلا كرامة أما أنتم مكرمون».

وتابع: «ومن أين أتت قوتهم؟ ومن أين أتت حكمتهم؟، أنظروا، لو أننا رجعنا إلي الوراء؛ لنعرف من أين القوة، فنجد أنه قال السيد المسيح لتلاميذه: «ها انا أعطيكم سلطانًا؛ لتدوسوا الحيات والعقارب، وكل قوة العدو ولا يضركم شيء»، أما الحكمة فقد وعد أن يعطيها لتلاميذه، فقد قال لهم: «لأني أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها».

وأكمل: «يبقى الأمر في كيفة حدوث ذلك؟، وبأية طريقة؟ فيخبرهم السيد المسيح عن كيفية حدوث ذلك، فيقول: «لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم»، إذاً الروح القدس هو الذي سيمنح القوة والحكمة، ثم حدث عندما كان التلاميذ مجتمعين في العلية، لما حضر يوم الخمسين، كان الجميع معا بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت، حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة، كأنها من نار وإستقرت على كل واحد منهم، وإمتلا الجميع من الروح القدس، وإبتدأوا يتكلمون بالسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا».

وواصل: «لقد بدأت هذه المعجزة تسري في حياة التلاميذ، ثم آباء الكنيسة حتي اللحظة، وكان الأمر من الله، فكانت كرازتهم مثار تعجب الجميع، وجعلت رؤساء الكهنة يسألون بطرس ويوحنا: «بأية قوة وبأي اسم تصنعان هذا؟!»، لقد جعل الروح القدس للكرازة، تأثير كبير علي نفوس الناس في بقاع كثيرة في العالم أجمع، فقد كان التأثير أن صاحبتهم حكمة الكلام، ولازمتهم قوة المعجزات، واهتزت لهم فلسفة الإفلاطونيين، وأصغي لهم الملوك، وزالت من أمامهم الوثنية، وخضعت لهم الشياطين، وهرب من أمامهم السحرة، وصار السم بلا منفعة، وأخيراً أقاموا موتى».

واختتم: «كل ذلك ويقول آبائنا الرسل في تواضع: «إن فضل القوة لله لا منا»، ويرجئ معلمنا بولس الرسول أن قوته من المسيح يسوع الذي يقويه، ثم تقبل آبائنا الرسل آلام الكرازة، حتي أنهم رجموا، ونشروا، وجربوا، وماتوا قتلا بالسيف، وطافوا في جلود غنم وجلود معزى، معتازين مكروبين مذلين».