رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أول القصيدة قبح».. هل خانت «ديوان للنشر» نجيب محفوظ؟

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

طرحت دار ديوان للنشر أغلفة أعمال أديب نوبل والتي من المفترض أن تنشر تباعًا، وهي أغلفة روايات “اللص والكلاب، وثرثرة فوق النيل، وأفراح القبة”، لتبدأ عاصفة الانتقادات والتي تفننت في إبراز عيوب الأغلفة ووصفها بأنها “لا تليق بكاتب جديد فما بالك بأديب نوبل؟”.

وبدأ المصممون يتبارون في تصميم أغلفة من وحي رؤيتهم لأعمال محفوظ، مما أدى إلى هدم توقعات محبي الكاتب الكبير، ومعه تزايدت توقعات إحجام الكثيرين عن شراء الأعمال نفسها.

تعاقد ديوان للنشر على أعمال أديب نوبل

وتعاقدت “ديوان” للنشر على نشر أعمال أديب نوبل نجيب محفوظ، وذلك بعد منافسة شديدة مع عشرة دور نشر، وكان ذلك أواخر عام 2021، ولم يكن التعاقد حصريا وإنما تكفلت الدار بالأعمال الورقية وتكفلت مؤسسة هنداوي بالنشر الالكتروني.

وعقد “ديوان” يمتد لـ15 عامًا يحق لها بموجبه طباعة وتوزيع أعمال أديب نوبل، وكان ذلك وفق قيمة مالية لم يعلن عنها، وحددت الدار شهر مايو الماضي وقتا للبدء في طرح الروايات في ثوبها الجديد، إلا أنها تأخرت لتصدر الأغلفة يوم أمس الموافق 7 يوليو الجاري.

لجنة أعمال نجيب محفوظ

وحرصًا من الدار على تحري الدقة في إصدار أعمال “محفوظ"، خاصة مع ما تناوله النقاد حول الاختلافات في أعمال محفوظ، قررت “ديوان للنشر” الاستعانة بلجنة لمراجعة الاعمال وتدقيقها ليس بالحذف ولا بالإضافة، إنما لتلافي الأخطاء لضمان خروج الروايات في أكمل وأجمل صورة، وتكونت اللجنة من كل من "الدكتور حسين حمودة، والدكتور محمد بدوى، والكاتب الصحفى محمد شعير، والكاتب مصطفى بيومى، والشاعر والمترجم أحمد شافعى".

أغلفة نجيب محفوظ

العديد من التساؤلات طرحها عشاق أديب نوبل حول أغلفة رواياته، تنوعت بين هل ستكون عبارة عن صورة للأديب الكبير تختلف ألوانها وطبيعتها من رواية لأخرى؟، أم ستكون الأغلفة رمزية تشير إلى فحوى العمل؟.

إلا أن الإجابة عن تلك التساؤلات لم تكن أمرًا يسيرًا،  خاصة ان الجميع قرأ أعمال نجيب محفوظ، وبالتالي سيكون الحكم عن علاقة المتن بالغلاف، وهو ما علق عليه أحمد القرملاوي مدير النشر بديوان بقوله:" فكرنا كيف نستحضر روح محفوظ في هذا المشروع، وكيف سيختار وماذا سيفعل لو كان موجودًا بيننا، هل سيعتمد على فنان تشكيلي واحد أم سيفتح الباب للجميع؟".

وفتحت ديوان للنشر الباب أما الشباب الموهوب للتقدم بأفكاره حول أغلفة الروايات، إلا أن الأمر كان به مخاطرتين، أولها أن الشباب لم يقرأوا أدب محفوظ بالشكل الكافي وبالتالي سيكون اعتمادهم على العنوان لصياغة الغلاف، والمخاطرة الثانية تعلقت بقلة الخبرة والقدرة على الدمج بين الرواج والدهشة معا في غلاف يعبر عن الرواية وينال رضا القارئ ويكون سببًا في إعادة إنتاج محفوظ بشكل جديد، وهذا سيكون له تأثير كبير على إقبال محبي أدب محفوظ إذ من الممكن أن يشتروا الروايات بناءً على الغلاف فقط، وبالتالي لم يكن مسموحًا بأي حال من الأحوال أن يترك المصممون لأنفسهم أو لإبداعاتهم، وإنما يتم استخدام أيديهم بعقل وفكر ورؤية ديوان للنشر، أي أن المصمم سيكون هنا فقط منفذًا لرؤية وليس مصممًا يضع الغلاف بالكامل ليقول لطالب الغلاف:" ما رأيك؟".

وقال مدير النشر بديوان الكاتب أحمد القرملاوي عن فكرة اختيار المصممين في تصريح من قبل لـ"الدستور": "نعلم أن محفوظ كان يعيش وسط الناس، وكان متاحًا لكل الناس ويجلس على المقهى، وكان يدفع بالمواهب الجديدة، والتي تملك الموهبة، فقد فكرنا مثله، وفتحنا الباب للمشاركة واخترنا مجموعة من الفنانين المصريين الشباب الموهوب، وعلى مستوى عالمي منهم حاصلين على جوائز عالمية، وقلنا لهم أنتم لستم من عالم محفوظ، أقرءوا الأعمال وناقشونا، ولكن هم من سيرون بعيون العصر ومن سيقدمون هذه الأعمال لقرنائهم، هم من صاغوا الأغلفة من إخراج فني لبراند لشكل لكل التفاصيل:".

بين أغلفة قطب والتوني

كان الفنان جمال قطب هو من تولى رسم أغلفة نجيب محفوظ، وقطب كان يرسم في تلك الفترة للعديد من الكتاب، ومنهم يوسف إدريس وغيرهم، وكان يميل للتعبير بالشخصيات وكأن الغلاف هو لقطة من المتن، ومن هنا فإن الألوان كانت زاعقة وكأنها تشارك الغلاف التعبير عن فحوى العمل، وجاء من بعده الفنان حلمي التوني والذي صمم أغلفة أعمال محفوظ للشروق، وجاءت أغلفته رموز تشير للمتن الداخلي، ففي غلاف “ألف ليلة وليلة” اكتفى “|التوني” بسرير تجلس عليه إحدى الفتيات، وفي الثلاثية كانت هناك فتاة يختلف هندامها وتختلف نظرتها لكنها تشير إلى أن الثلاثة هم في الأصل فتاة واحدة في أدوار مختلفة وغيرها.

ومن هنا فإن  التساؤلات التي كانت تدور في فلك أغلفة ديوان للنشر كانت كلها تتسائل عن ماهية الغلاف وكيف سيكون وهل سيحقق المراد؟

سقطة كبيرة

ربما لم يكن يتخيل أحدا أن تكون السقطة بهذا الشكل، فالأغلفة التي خرجت تكشف عن مبتدئين تماما في فن تصميم الأغلفة، لأن تطور مسيرة الأغلفة والتصميمات وصل إلى حد مذهل في مصر، فمثلا كان عبد الرحمن الصواف يصمم مشروعًا كاملًا لدار نشر واحدة، من يرى الغلاف يعرف أنه ينتمي لهذه الدار بدون قراءة اسم الدار، كما أن هناك أغلفة تشير للمتن وتحقق رواًجا هائلًا وهو ما فعله كريم آدم في بعض أغلفته، والعديد من المصميين الذين كانت لهم يد طولى في هذا الأمر من الجيل الجديد".