رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حول «علم اللاهوت الأخلاقي»

دراسة لمطران روسي: خطية «التجديف» مهلكة ولا يغفرها الله

المتروبوليتان فيلاريت
المتروبوليتان فيلاريت دروزدوف

أعاد الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران طنطا والغربية، ومتحدث كنيسة الروم في مصر، نشر الجزء الثاني من دراسة حول «علم اللاهوت الأخلاقي»، جاءت تحت شعار «على الخطيئة»، للمتروبوليتان فيلاريت دروزدوف، مُطران «فوسنسينسكي» بموسكو، في القرن التاسع عشر.  

وقال المُطران، في ثاني أجزاء دراسته حول «علم اللاهوت الأخلاقي»: «إن أعلى مرحلة من الخطيئة، أن يُخضع الشخص للخطيئة كل تجاربه وأفعاله وحالاته المزاجية، وحرفيًا بوجود الشيطان في قلبه، وبمجرد أن يكون الشخص في هذه الحالة، لا شيء يمكن أن يساعد سوى صلاة الكنيسة التي تمنح النعمة والفاعلية».

وأضاف: «هناك نوع آخر من الخطيئة خاص، رهيب، ومهلك، هذه خطيئة مميتة، حتى صلاة الكنيسة لن تساعد الإنسان في حالة خطيئة كهذه، ومن الواضح أن الرسول يوحنا الإلهي يدعونا للصلاة من أجل أخينا الخاطئ؛ لكنه يشير إلى عدم جدوى الصلاة من أجل خاطئ لا يُغتفر له، بقوله: «إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت، يطلب، فيعطيه حياة للذين يخطئون ليس للموت. توجد خطية للموت. ليس لأجل هذه أقول أن يُطلب. كل إثم هو خطية، وتوجد خطية ليست للموت».

وتابع: «يوضح ربنا يسوع المسيح أن هذه الخطيئة هي التجديف على الروح القدس وهي لا تغفر للناس في هذا العالم ولا في المستقبل، بقوله: "إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر، والتجاديف التي جدفونها. ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية».

وأكمل: «قال هذه الكلمات الرهيبة ضد الفريسيين، الذين رأوا بوضوح أنه فعل كل شيء وفقًا لإرادة الله وبقوة الله، ومع ذلك، فقد شوهوا الحق بعناد، وأصروا على الافتراء على أنه تصرف بقوة روح شريرة نجسة، مجدفين على الروح القدس، بهذا هلكوا في تجديفهم، وهذا المثال مفيد ومخيف لكل أولئك الذين يرتكبون تلك الخطيئة المميتة، ويعارضون بعناد ووعي الحقيقة التي لا شك فيها، ويجدفون على الروح القدس، روح الله القدوس». 

وأردف: «من الضروري أن نلاحظ أنه حتى التجديف على ربنا يسوع المسيح نفسه يمكن أن يغفر لشخص، حسب كلمات يسوع المسيح: «وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له»؛ لأنه قد يحدث من الجهل التام أو العمى المؤقت».

واختتم: «التجديف على الروح القدس، حسب تعليم القديس أثناسيوس الكبير، يمكن أن يغفر بعد أن يتوب الإنسان ويتوب؛ لكن هذا لا يحدث عادة، لأن نوع هذه الخطيئة ذاتها وطابعها يجعل العودة إلى الحقيقة شبه مستحيلة، قد يمكن أن يرى الأعمى مرة أخرى ويحب الحقيقة التي أنزلت له، ملوثة بالرذائل والشهوة، إن اغتسل منقيًا نفسه بالتوبة ويصبح معترفًا بالحق، ولكن مَن وماذا يمكن أن يُغير المجدف، الذي رغم أنه يرى ويعرف الحقيقة فإنه يرفضها بعناد ويكرهها؟ وهذه الحالة الفظيعة تشبه حالة الشيطان الذي يؤمن بالله ويرتجف ولكنه يكرهه ويفترى عليه ويعارضه».