رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: 30 يونيو غيرت الخريطة السياسية و«الحوار الوطني» يعيد الحياة الحزبية في مصر

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

أكد خبراء سياسيون أن الحياة الحزبية في مصر شهدت تغيرات سياسية كثيرة منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، في إطار الحياة الحزبية، حيث ظهرت قوى حزبية جديدة حصدت الأغلبية البرلمانية، بينما تلاشت أحزاب قديمة، وارتفع عدد الأحزاب مع غياب دورها الحقيقي على أرض الواقع.

وتوقع الخبراء أن تكون دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد حوار وطني بمثابة الشرارة التي تعيد إحياء الحياة الحزبية في مصر.

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة الثلاثين من يونيو أحدثت تغييرًا جذريًا في المجتمع المصري على كل الأصعدة سواء اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو ثقافيًا أو سياسيًا، وكل هذه التغييرات انعكست على الحياة الحزبية حيث حدث زيادة  في عدد الأحزاب لتتجاوز الـ105 حزب وهي زيادة كبيرة من حيث الكم، مضيفًا: نتمنى أن يتبعها قوة فعلية لهذه الأحزاب من ناحية الكيف، فمعظم هذه الأحزاب مجهولة بالنسبة للمواطنين حيث لم تصل نسبة الأحزاب الممثلة في البرلمان لـ20% من العدد الفعلي للأحزاب.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ“الدستور” مهمة الأحزاب هو اكتساب ثقة المواطنين والوصول للبرلمان، وهذا يتأتى من خلال العمل على حل المشكلات التي تواجه المواطنين والسعي لتثقيفهم من خلال عقد ندوات ومؤتمرات، مشددًا على أهمية أن يكون هناك خطوات من الأحزاب غير الممثلة في البرلمان والمتقاربة فكريًا للتكتل والاندماج سويًا فلا داعي لوجود 30 حزب يمثلون نفس الرؤى والأفكار، خاصة وأن هناك أحزاب لم تمثل في البرلمان لسنوات طويلة، فقوة أي حزب تقاس بعدد الأعضاء وعدد من يمثله في البرلمان بغرفيته، وتواجده في الشارع.

وتابع “بدر الدين”، نلاحظ أيضًا أنه بعد ثورة يونيو زادت قوة بعض الأحزاب حديثة النشأة مثل مستقبل وطن والشعب الجمهوري، ومثلت في البرلمان بعدد مقاعد أكبر من أحزاب قديمة، وهو ما يشير إلى تغير الخريطة الحزبية في مصر.

وطالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بتعديل "قانون الأحزاب" ووضع ضوابط تضمن استمرارية الأحزاب وقوتها وقدرتها على حصد ثقة المواطنين مما سينعكس بشكل إيجابي على الحياة السياسية في مصر.

من جانبه رأى الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن أهم نتائج ثورة 30 يونيو هو تحقيق الاستقرار السياسي بعدما كانت الدولة مهددة بالتناحر والانقسام، لافتًا إلى أن وجود استقرار سياسي يمثل بيئة خصبة لنشاط الحياة الحزبية بشكلها المتعارف عليه في الديمقراطيات العالمية، إلا أن ما حدث عكس ذلك.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الحياة الحزبية في مصر تمر بمرحلة ركود كبيرة فنشاط الأحزاب حاليًا أقرب لنشاط الجمعيات الأهلية، مؤكدًا أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد حوار وطني ستساهم بشكل كبير في إعادة إحياء الحزبية في مصر، منوهًا إلى أن ضعف الأحزاب القديمة نتيجة لعدم وجود القدرة المالية وكذلك لغياب الوجوه السياسية التى لديها قبول “كاريزما” لدى المواطنين وبالتالي خفت دور هذه الأحزاب، وظهرت قوى حزبية جديدة بوجوه شابه ولديها دعم مالي من رجال الأعمال، وهو ما ظهر في تشكيلة مجلسي الشيوخ والنواب حيث جاءت الأغلبية البرلمانية من نصيب أحزاب حديثة التأسيس وتوارت الأحزاب التاريخية.

ودعا "سلامة" الأحزاب باستغلال دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد حوار سياسي، واعتبارها شرارة تنطلق منها للعمل على أرض الواقع وإيجاد مساحة مشتركة من التفاهم مع الأحزاب ذات الأغلبية في البرلمانية ليتمكنوا من المشاركة في صنع القرار.

وفي السياق ذاته اعتبر الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ألقى حجرًا في المياه الراكدة بدعوته لعقد حوار سياسي وذلك نتيجة لغياب دور الأحزاب على الساحة السياسية فيما عدا المشاركة في تخفيف الأعباء الضرورية على المواطنين مثل توفير السلع والخدمات، مؤكدًا أن هناك غياب للدور الحقيقي للأحزاب وهو الدور التثقيفي والتوعوي السياسي.

وأكد أستاذ علم النفس السياسي، أن القيادة السياسية في البلاد تقوم بإنشاء مشروعات تنموية ضخمة يشعر بها المواطن وتنعكس بالإيجاب على حياة المواطنين، إلا أنه لا يوجد زخم سياسي فدور الأحزاب هو مساعدة صانع القرار في رسم سياساته لكن ذلك غير موجود، فلا توجد فعاليات قوية لتثقيف المواطنين سياسيًا وترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء، والحفاظ على المقدسات وعلى تراب الوطن والدفاع عنه، مشددًا على أن كل المجهودات التي ينفذها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تجميل وجه مصر الحضاري لم يحدث منذ عقود، وهو ما يتطلب وجود أحزاب قوية قادرة على المحافظة على هذه المكتسبات.