رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلاديمير نابوكوف صاحب رواية «لوليتا» ومكتشف 300 نوع من الفراشات الأوروبية

فلاديمير نابوكوف
فلاديمير نابوكوف

أبدي الكاتب الروسي الأمريكي فلاديمير نابوكوف، والذي تحل اليوم ذكري وفاته الخامسة والأربعين، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1977، سعادته خلال لقاء له في إذاعة BBC عن روايته الأشهر “لوليتا”، وقال إنه سعيد بالصدمة التي أحدثتها الرواية في الأوساط الثقافية وبين القراء.

 

وأوضح فلاديمير نابوكوف: رواية “لوليتا” صادمة جدا، وأنا سعيد لهذه الصدمة التي أحدثتها الرواية، وأعتقد أننا بحاجة إلي الصدمة، ولكن من السخف تسميته “ديزا”، أي شئ سوي الماضي، فالجنس هو مرآة للضعف البشري.

 

وتابع في نفس اللقاء: لا أحب موسيقى الجاز، ولا أنتمي إلي أي ناد أو مجموعة من المدارس التقدمية، لا أصطاد السمك ولا أطبخ، وأكره الأفلام المبتذلة خصوصا أفلام المثليين. لا أسكر ولا أذهب إلي الكنيسة ولا إلي المحللين النفسين، لا أوقع علي الكتب، ولا أحب المفكرين المزيفين والشعراء المغرورين، ولا “فرويد” ولا “ماركس” والمخادعين النصابين.

 

ويعد فلاديمير نابوكوف واحدا من أعظم الكتاب في القرن العشرين، علي الرغم من أنه لم يكن لديه تعليقا ملائما في هذا الصدد. وكان يحتقر من هم فوق النقد في زمانهم، تحمل مؤلفاته بين طياتها مشكلات أخلاقية ومن أوضح كتاباته في هذا الصدد روايته الأشهر “لوليتا”، والتي تعالج وترصد قصة الهوس الشهواني لرجل في منتصف العمر تجاه فتاة مراهقة.

 

 تناول فلاديمير نابوكوف في روايته “لوليتا”، بطريقة ما أعظم المحرمات وحوله إلي شئ يشبه قصة حب. ولكن إلي الآن لا أحد علي يقين تام من دوافعه. وهل كانت “لوليتا” تعالج  قصة أخلاقية، أم هي هلاوس وخيالات لرجل عجوز منحرف مريض الخيال.

 

كتب فلاديمير نابوكوف عدة كتب خلال السنوات الأخيرة من عمره والتي قضاها في مدينة “مونترو”، بعضها مثل “لوليتا” والتي تصف قصة اشتهاء رجل مسن لفتاة صغيرة مراهقة، ورغم هذا لم يفز بجائزة نوبل العالمية في الآداب، ورغم إجادته الكتابة بثلاث لغات.

 

أبرزت رواية “لوليتا” مواضيع مثيرة للجدل، فبطل الرواية “همبرت ــ همبرت”، مريض بالإنجذاب إلي المراهقات، حيث يقع في علاقة حب مع الفتاة “دولوريس”، والتي تبلغ من العمر 12 عام، بعدما تزوج من أمها. ورغم من موضوع الرواية الشائك إلا أن فلاديمير نابوكوف، تسجها بأسلوب السخرية اللاذعة التي تعمق من خلالها في أغوار النفس البشرية وما يمكن أن تصاب به من إنحرافات وخطايا.

 

لا أحد يرتقي لمصاف فلاديمير نابوكوف كأديب أسس مكانة مرموقة ومؤثرة وفعالة في ثلاث آداب عالمية مختلفة وعلي القدر ذاته، سواء بسواء، ــ في الأدب الإنجليزي: لأنه عاش في انجلترا وحصل علي الماجستير من جامعة كامبريدج، وفي الأدب الفرنسي لأنه عاش ردحا من الزمن في باريس، وفي الأدب الروسي لأنه روسي مولدا ونشأة، واعتبر سيد السرد في الأدب الإنجليزي المعاصر بلا منازع وقد فاق بذلك، “جوزيف كونراد” الذي ذاع صيته بالأدب الانجليزي وحده، وبينما أرسى “صمويل بيكيت” مكانته في اللغتين الإنجليزية والفرنسية معا لكن فلاديمير نابوكوف حظي بمقام رفيع بين الأوساط الأدبية في انجلترا وفرنسا وروسيا أيضا وهو المهاجر الذي اختار طوعا ديار المنافي، بعيدا عن وطنه الأم.

 

ــ إطلالة علي نتاج فلاديمير نابوكوف الأدبي

كتب فلاديمير نابوكوف 17 رواية وأكثر من 65 نصا، توزع بين القصة، والقصة القصيرة وثلاث أو أربع مسرحيات، وديوان شعري. كما مارس كتابة السيناريو والبانتومايم وعشرات المقالات النقدية، ولديه كتاب مذكرات وآخر للسيرة الذاتية وأكثر من 500 رسالة لإعلاميين وناشرين ونقاد ومترجمين وأساتذة جامعات وفنانين. وكان لزوجته “فيرا” حصة الأسد من هذه الرسائل حيث كتب لها وحدها ما يقرب من 300 رسالة، وعددا من الأحاجي والألغاز ــ بل كتب المقالات العلمية في مجال لا يخطر علي بال أحد ــ ذلك اهتمامه المنقطع النظير بجمع الفراشات وتصنيفها علميا وتشهد له مجلة عالمية “عالم الفراشات” الدولية تسجيله براءة اكتشاف لأكثر من 300 نوع من الفراشات الأوروبية ــ لم تعرف من قبل.