رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية الشيخ إمام لتطوير الموسيقى العربية ورأيه فى عبد الوهاب وأم كلثوم

الشيخ إمام
الشيخ إمام

تحل اليوم ذكرى ميلاد الشيخ إمام، أو إمام محمد أحمد عيسي الــ 104، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1918، بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة، والذي شكل مع الشاعر أحمد فؤاد نجم ــ الفاجومي ــ ثنائيا فنيا مازالت تتردد أغانيه وأشعاره بين جوانب الوطن العربي من المحيط إلي الخليج.

وخلال مسيرته الفنية الحافلة، سجل الشيخ إمام العديد من اللقاءات الإعلامية سواء داخل مصر أو خارجها، ففي الحوار الذي أجراه معه الإذاعي التونسي “الحبيب بلعيد”، لإذاعة تونس الدولية في العام 1984، وضمنه الكاتب والمؤرخ لمسيرته الكاتب سيد عنبة في كتابه “حكاية الشيخ إمام”، يفصح عن الكثير من رؤى الشيخ إمام وأفكاره.

ففي هذا الحوار يقول الشيخ إمام عن موقفه من إدخال الآلات الموسيقية الغربية في التخت العربي: “الآلات الغربية لها مقامات تقولها خاصة بها، وهي لا تتعدى مقامين اثنين، والآلات الشرقية تقول النغمتين كما تقول باقي النغمات، فإذا إدخال الآلات الغربية لا لزوم له. يعني آلات النفخ الغربية ممكن تقول نغمتين اثنين، وكذلك “الأورج” باعتباره آلة غربية يقول نفس النغمتين، وأيضا ”الساكس" وما إلي ذلك من آلات غربية لا تقول سوى النغمتين، ونحن كشرقيين آلاتنا الوترية الشرقية.

ويوضح “الشيخ إمام”: فحيث إننا عندنا المقدرة لتأدية كل ما يمكن تأديته من الآلات الغربية، فنحن قادرون عليه لأننا أصحاب هذا التراث.

وعن تطوير الموسيقي العربية بدون إدخال الآلات الغربية يضيف الشيخ إمام: من بحرنا نطور أنفسنا، من تراثنا نطور أنفسنا، لو أن معي فرقة موسيقية كاملة تستطيع أن تعمل التوزيعات التي تسمى بالتطور، وأنا لست ضد التطور، ولست متحجرا وإنما مع التطور، شريطة أن يكون تطورنا من داخلنا، أعمل التوزيعات الهارمونية وأعمل التوزيعات الصوتية، آلات وأصوات بحيث تكون مقبولة ومرغوبة لدي كل المستمعين.

ــ أغنيات عبد الوهاب وأم كلثوم خدرت الأمة العربية

وفي نفس الحوار مع الإذاعي التونسي الحبيب بلعيد، يضيف الشيخ إمام عن ما إذا كانت الأغنية العاطفية قد ساهمت في تخدير الأمة العربية؟ نعم هي تخدير بلا شك، عبد الوهاب وأم كلثوم في حقبتهما الأخيرة بدءا يعملان عملا مخدرا للشعب بحيث لا يكون يقظا لما يجب أن يعمله.

وحول قيمة عبد الوهاب الفنية البحتة، يضيف الشيخ إمام: أنا أعترف بـ عبد الوهاب قبل أن يكون “دكتور لواء”، يعني في حقبته الأولى كان فنانا ليس مهجنا لأنه بدأ يهجن أعماله، ووجهة نظري أن هذا التهجين هو إفلاس، لأننا أصحاب حضارة موسيقية كشرقيين، وأقصد بالشرقيين من المحيط إلى الخليج، عندك في المغرب العربي موسيقيون معتد بهم، فنحن إذا ما غصنا في بحر الموسيقى نخرج منه اللآلئ والجواهر شريطة ألا نهجنها بما يسمي بالخلط الغربي.

ــ بيتنا في مصر كان يأتيه الزوار من كل البلاد العربية

وعن إحساسه ومشاعره لأول مرة يسافر فيها خارج مصر ويغني في باريس وبروكسل، والغناء لجمهور لم يعهده الشيخ إمام من قبل أضاف: لقد أحسست بهذا الجمهور قبل أن أخرج من مصر، لأن بيتنا كان يأتيه الزوار من كل البلاد العربية، من تونس الحبيبة والجزائر، ومن لبنان وفلسطين، وغيرها وكانوا دائما يبلغوني التحايا من الشعب الذي هم منه ويتمنون أن تتاح الفرصة للقائي بهم، وكنت أتجاوب معهم وأعبر عن سعادتي لو أتيحت الفرصة لذلك، حتي هيئ الله لي الفرصة على يد أخونا العزيز “صادق بو زيان”.

ــ المال عرض زائل يأتي ويذهب

وحول ما يجعله أسع الناس قال الشيخ إمام: الذي جعلني فعلا من أسعد الناس حبهم ومؤازرتهم لي ومدهم لي بالدعم الأدبي والمادي والكلمة الحلوة الممزوجة بالبسمة هي عندي كنز لا يفنى، المال عرض زائل يأتي ويذهب، إنما الذي يبقي هو حب الناس والتفافهم حولك، ومؤازرتهم لك وكونهم يحملونك علي الأعناق لا لشئ، إلا لأنك معهم، وتغني لهم أو تكتب أو ترسم لهم، فإذا الناس هم الكنز الكبير، الناس هم الباقون.