رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس اتيلانو كروز الفارادو

كنيسة صورة أرشيف
كنيسة صورة أرشيف

تحيي الكنيسة الكاثوليكية بمصر اليوم ذكرى القديس اتيلانو كروز الفارادو الكاهن الشهيد .

إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني سيرته قائلا: ولد اتيلانو في اهويتيتا دي أباجو بالمكسيك يوم 5 أكتوبر 1901م في عائلة مسيحية فقيرة، رفضت الأسرة تعليمه بسبب الفقر وقلة الإمكانيات.

وتابع: وعندما بلغ الثالثة عشر من عمره وأمام إصراره الشديد للتعليم سمحت له الأسرة بالذهاب إلى مدرسة داخلية لتعلم القراءة والكتابة، وبعد ثلاثة سنوات تمكن من الانضمام إلى مدرسة صغيرة لتعلم المبادئ المسيحية قد افتتحها كاهن القرية، فمكث هناك ثلاثة سنوات ثم انضم إلى المدرسة الثانوية في حوزة غوادالاخارا وبسبب اضطهاد المسيحية في المكسيك تم إغلاق المدارس الدينية وعاد الطلاب الإكليريكيون إلى منازلهم. 

وواصل: وقد استطاع الرؤساء الدينيون أن ينقلوهم إلى مجموعات صغيرة في أماكن آمنة. وكانوا يحاولون الاختفاء عن أنظار السلطة المدنية أن تمنعهم. وانتقلت مجموعة من طلبة الاكليريكية اللاهوتية وبينهم أتيلانو الإختفاء في غابات كثيفة الأشجار. كانوا يعيشون في أكواخ فقيرة في محاولة للمراوغة عن السلطة السياسية.

مستكملا: ثم سيم شماساً في 17 يوليو 1927 وبعدها بسبعة أيام سيم كاهناً، وكان يدرك تماماً خطورة الموقف لأنه إذا عرف بانه كاهن سوف يتم إعدامه. لأن الدستور الجديد الذي تم الموافقة عليه حديثاً يمنع الصلوات بالكنائس وكذلك يمنع ارتداء الملابس الدينية لرجال الدين وكذلك الراهبات وعدم ارتداء أي علامات دينية مثل الصلبان أو الايقونات وعدم دق أجراس الكنائس.

وواصل: قد كتب اتيلانو رسالة إلى أخته يقول فيها أنه إذ أصبح كاهناً فسوف يشترك في آلام المسيح قريباً، فإن آلامه سوف تتحول الى فرح. 

وتابع: وفى 6 أغسطس استطاع بصعوبة أن يزور اسرته التي كانت فى حالة من القلق الشديد عليه فمكث عندهم بضعة أيام للراحة والاستجمام. ثم عين كمساعد للكاهن في مدينة كوكيو ليحل محل الأب توريبيو رومو الذي استشهد بعد ستة أشهر. وكان يقوم بكل واجباته الدينية بدون أي خوف وكان يقول لكاهن الرعية الأخر يجب علينا أن لا نترك أبناء الرعية بدون مرافقتهم الروحية وتناولهم من الأسرار المقدسة وأن نبقى بينهم ومعهم أحياء أو أموات. وكانت الإقامة في السكن الخاص بكاهن الرعية محفوراً بالمخاطر، فكان الكهنة يعيشون في منازل المسيحيين من أبناء رعايتهم وينظمون القداسات ليلاً في مخازن لتخزين الحبوب، وكان يرتدي ملابس الفلاحين الفقراء ليخفى حقيقته وبعيداً عن انظار السلطة السياسية. فكان مع الكاهن الآخر يقوم بكل الخدمات الروحية لجميع الرعايا دون أي خوف أو تقصير بالخدمة على مثال الراعي الصالح الذي يبذل نفسه في سبيل الخراف.

مضيفا: وفى يوم وبعد تلاوتهم صلاة المسبحة الوردية ومناقشة اخبار الرعية، حدث ان جاسوساً قد ابلغ السلطة السياسية عن وجودهم في منزل بمزرعة عائلة خيمينيز. وفى الساعة الثانية صباحاً حاصرت قوات الأمن الفيدرالية ورئيس بلدية كوكيو المنزل وقرعوا الباب بعنف وقسوة وأيضا تم قتل أخاه، وكذلك وبنفس الطريقة قتل الأب اتيلانو الذي كان راكعاً على الأرض رافعاً يديه ومستغرقاً في الصلاة. 

وتابع: تم نقل الجثث الثلاث الى ساحة الكنيسة وسط تهكمات الجنود، فكان هذا بمثابة تحذير لسكان المدينة المسيحيين من أخفاءهم أي كاهن من رجال الدين. ونشات حالة من الشغب لأن أبناء الرعية يريدون أن يدفنوا جثث الكهنة، فتم القبض على البعض منهم والقائهم في السجن. 

واختتم: وفى وقت متأخر من الليل استطاع أبناء الرعية أن يقوموا بدفن الكهنة في قرية رانشو دي لاس كروسيس في إقليم غوادالاخارا في المكسيك وكان في يوم الأول من شهر يوليو عام 1928م. وتم إعلان قداستهم مع 24 شهيداً من المكسيك في 21 مايو عام 2000م على يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني.