رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 5 أشهر.. خريطة الصراع فى أوكرانيا وتصورات المواجهة بين روسيا والناتو

 اوكرانيا
اوكرانيا

بعد وصول العملية العسكرية في أوكرانيا شهرها الخامس، واصل الجيش الروسي ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، واستمرار الصراع الإقليمي بين موسكو وكييف الذي تسبب في حرب تشكل أكبر خطر على السلام والأمن الدوليين منذ عقود.

وكان قد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تدشين عملية عسكرية خاصة على الأراضي الأوكرانية في فبراير الماضي. 

وترصد “الدستور” في التقرير التالي خريطة الصراعات في روسيا وأوكرانيا وتصورات المواجهة بين روسيا والناتو.

 

خريطة الصراع 

نفذت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا عن طريق مخطط ومراحل قامت بتنفيذه عبر عدة مراحل،  وهو الأمر الذي أدى إلى زعزعة الأمن الأوروبي بشدة، ومن المرجح أن يكون له تداعيات عميقة على الاتحاد الأوروبي نفسه.  

حيث سعي الجيش الروسي منذ البداية إلي تحقيق نتائج أسرع في كافة الجبهات في أوكرانيا، مع تكثيف الإنزالات الجوية قرب كييف في محاولة لإحداث مفاجأة وإسقاط المدينة بشكل سريع. 

كما يواصل الدفاع الأوكراني المواجهة عقب تدفق الأسلحة بشكل كبير على الجيش من قبل المساعدات الغربية والتي من بينها الدبابات والصواريخ. 

كما تسيطر موسكو في أوكرانيا على العديد من المدن، والتي من بينها دونباس وماريوبول الساحلية وبلدة ليمان وغيرها، كما تواصل روسيا حالياً الحصار على آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، المدينتين الصناعيتين الاستراتيجيتين الواقعتين في منطقة لوهانسك، التي دمرها تبادل القصف المدفعي.

وحسب وكالة نوفوستي الروسية، فقد أكدت مفوضة حقوق الإنسان في جمهورية دونيتسك الشعبية داريا موروزوفا، أن سلطات كييف حاولت بالخداع والضغط النفسي إجبار أسرى الجمهورية المدنيين لديها على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها.

وقالت إنه "خلال تبادل الأسرى الأخير بين روسيا وأوكرانيا، تم إطلاق سراح 47 مواطنا من أبناء جمهورية دونيتسك الشعبية".

وأضافت: "عمليا تم إقناع الجميع بالاعتراف بالذنب من أجل إدانتهم لاحقا، وأخبروهم بأنه إذا اعترفت بالذنب، فسيتم تبادلك، وإذا لم يحدث هذا، فلن يدرج اسمك على قائمة المسموح لهم بالتبادل".

روسيا والناتو 

في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، تحولت العلاقة بين الغرب وحلف شمال الناتو وروسيا من شريك استراتيجي إلى تهديد مباشر، فقد تتزايد نذر توسع المواجهة بين روسيا والغرب في البلطيق وشرق أوروبا، بحيث لا تبقى محصورة في إطارها التقليدي وغير المباشر على الساحة الأوكرانية. 

وأحدث المؤشرات على ذلك، هو الخلاف المتصاعد بين روسيا وليتوانيا على خلفية فرض الأخيرة قيودا على مرور البضائع إلى إقليم كالينينغراد الروسي، وهو ما اعتبره الرئيس البيلاروسي خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتن، السبت، عزلا من قبل ليتوانيا، واصفا إياه إعلان حرب.

فيما أعلن بوتين من جانبه أن بلاده ستسلم بيلاروسيا صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وذلك في ذروة تصاعد الصراع بين البلدين من جهة والغرب من جهة أخرى، على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا.

وكشف بوتين أن "الأمريكيين لديهم 200 رأس نووي تكتيكي مخزن في 6 دول أوروبية أعضاء في حلف الناتو، وتم تجهيز 257 طائرة لاستخدامها المحتمل، وليس طائرات أمريكية فقط".

ويرى مراقبون أن هذه المواقف والقرارات التي تمخض عنها اللقاء الرئاسي الروسي البيلاروسي، تشير لارتفاع منسوب التوتر في منطقتي البلطيق وشرق أوروبا بشكل غير مسبوق، وبما قد يقود لوقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين الروس وحلفائهم في بيلاروسيا وبين حلف الناتو، مشيرين خاصة إلى أن حديث بوتين عن نشر واشنطن 200 رأس نووي تكتيكي في أوروبا، مع تجهيز طائرات مخصصة لحملها واستخدامها، هو تطور مخيف وفقهم يمهد لتغيير قواعد الاشتباك بين الروس والناتو.

الخارجية الروسية - والصين والناتو 

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، إن حلف الناتو بإعلانه أن تصرفات الصين تتعارض مع مصالحه، قام بتغيير جذري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وشكك بحق بكين بالتنمية المستقلة.

كما أضاف أن "انتشار الناتو في منطقة المحيط الهادئ، متجاوزا التفويض الأصلي، ذلك أن الحلف يفترض أنه منخرط في الحفاظ على الأمن في منطقة شمال الأطلسي". 

ووفقا لجروشكو، فإن الناتو "يشكك بشكل أساسي" في حق الصين في التطور كدولة مستقلة.

واعتبر حلف الناتو يوم الأربعاء، أن الصين تشكل تحديا لمصالح وأمن دول الناتو في المفهوم الاستراتيجي طويل الأمد الجديد لحلف شمال الأطلسي الذي أقرته قمة الحلف في مدريد.

وأوضح الحلف أن "طموحات الصين المعلنة وسياساتها القسرية تتحديان مصالحنا وأمننا وقيمنا"، كما أدان "الشراكة الاستراتيجية" بين بكين وموسكو "ضد النظام الدولي".

وقال الناتو في ختام قمته المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد إن "روسيا هي التهديد الأكثر أهمية والمباشر لأمن الحلفاء"، معتبرا أن "تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين يشكل تحديا لقيم ومصالح الحلف".

وفي وقت سابق، اعتمدت قمة الناتو في مدريد المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو، والذي وصفت فيه روسيا بأنها أكبر تهديد لأمن المنظمة. ووفقا لنائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الناتو هو الذي يشكل تهديدا لروسيا.