رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس وزراء إسبانيا: مأساة مليلية اعتداء على وحدة أراضى إسبانيا

رئيس الوزراء الإسباني
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

تشير آخر حصيلة للسلطات المغربية لمقتل 18 مهاجرًا بسبب التدافع والسقوط من السياج الحديدي الفاصل، عندما حاولت حشود من المهاجرين اقتحام السياج بين الجيب الإسباني والأراضي المغربية.

أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن حادثة مليلية، حينما حاول مهاجرون غالبيتهم أفارقة اقتحام جيب مليلية الإسباني الواقع في الأراضي المغربية، تمثل اعتداءً على أراض إسبانية.

وبحسب آخر حصيلة للسلطات المغربية، لقي 18 مهاجرًا على الأقل مصرعهم بسبب التدافع ونتيجة سقوطهم من السياج الحديدي، عندما حاول حوالى ألفي مهاجر صباح الجمعة اقتحام السياج الشائك الذي يفصل الجيب الإسباني عن الأراضي المغربية في محاولة اقتحام شهدت "استخدام وسائل عنيفة من المهاجرين"، كما أصيب في الحادث 140 شرطيًا، إصابة خمسة منهم خطرة.

ونسب سانشيز، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدريد، ما حصل إلى مافيات الاتجار بالبشر، فقد ندد بما اعتبره "اعتداء عنيفًا ومنظمًا من جانب مافيات الاتجار بالبشر على أرض إسبانية"، وأوضح أن الدرك المغربي عمل بالتنسيق مع قوات الأمن الإسبانية لصد الهجوم العنيف.

ويُشكّل جيبا مليلية وسبتة الحدود البرّية الوحيدة للاتّحاد الأوروبي مع القارة الإفريقيّة ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.

وقال عمر ناجي من الجمعيّة المغربيّة لحقوق الإنسان لوكالة "فرانس برس"، إن الجمعية دعت لفتح تحقيق جاد لتحديد ملابسات سقوط أعداد كبيرة، وانضمّت منظمة العمل الديمقراطية إلى هذه الدعوة، وحثّت الأخيرة الحكومة على "فتح تحقيق في هذه المأساة والقيام بما هو ضروري لصالح الضحايا والشرطة".

من جهتها، عبّرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئي بشكل مشترك عن “مخاوفهما العميقة”، وذكّرتا "بالحاجة في جميع الظروف إلى إعطاء الأولوية لسلامة المهاجرين واللاجئين وأهمية إيجاد حلول دائمة للأشخاص المتنقلين".

وهذه المحاولة هي الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها في منتصف مارس بين مدريد والرباط، إثر خلاف دبلوماسي استمرّ نحو سنة، وقد نجمت الأزمة بين البلدين عن استقبال إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في أبريل 2021 لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد- 19، وبلغت أوجها في مايو 2021 مع دخول أكثر من عشرة آلاف مهاجر في غضون 24 ساعة إلى جيب سبتة مستفيدين من تساهل في عمليات التدقيق الحدودية في الجانب المغربي.

وأنهى رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الأزمة بإعلانه دعم إسبانيا لخطة المغرب بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية.

العاهل المغربي الملك محمد السادس استقبل رئيس الوزراء الإسباني في بداية أبريل لتكريس المصالحة. بالنسبة لمدريد، الهدف الأساسي لهذا التطبيع هو ضمان "تعاون" الرباط في السيطرة على الهجرة غير الشرعية.

وكان المغرب الذي ينطلق منه معظم المهاجرين إلى إسبانيا، يُتهم باستمرار في الماضي باستخدامهم وسيلة للضغط على إسبانيا.