رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمى

لقمة القاضى.. قصة الكاتب الفرنسى الشهير موباسان

الأديب الفرنسي الشهير
الأديب الفرنسي الشهير جي دى موباسان

لقمة القاضى . 
هى واحدة من قصصالأديب الفرنسي الشهير جي دى موباسان. التى تتسم بالموعظة المصحوبة بخفة الظل. 
يبدأ موباسان قصته بعبارة.. في الدنيا أناس اوتوا ميلا غريبا إلى إقامة وزن  لكل شىء على الاطلاق والاهتمام بكل أمر . 
وهذا يؤكد ان موباسان كان صريحا فى التعريف بالهدف من قصته . التى سماها لقمة القاضى . وهى أكلة يعرفها أهل المشرق والمغرب. 
ثم يقول لنا موباسان فى صدر قصته سأحكى لكم قصة طريفة .
مما يدل على ان الكاتب قسم قصته إلى قسمين أما القسم الأول فهو التعريف بالشخوص الذين يعيرون كل شىء اهتمام بالغ يجعلهم يحسبون حساب كل شىء  قبل حدوثه . واما القسم الثانى  فيتمثل فى  القصة . التى ختمها دون الرجوع إلى القسم الاول وهذا يحسب للكاتب حتى لا تكون القصة مباشرة . 


تفاصيل القصة . 
تحكى قصة لقمة القاضي عن رجل لم يتخط الخامسة والأربعين من عمره منحني الظهر تبدو على ملامحه الشيخوخة المبكرة ربما أراد موباسان ان يوصفه بهذا الشكل كي يقول أن الذين يمعنون في متابعة التفاصيل الصغيرة يكبرون قبل الأوان وكذلك كانت زوجته النحيلة السمراء التى تطاير شعر رأسها لان تحمل نفس صفات زوجها. 
وتبدا الأحداث من دخول الزوج إلى بيته الريفي المطل على أرض مزروعة بأشجار التفاح. يسأل الزوج زوجته عن حالة والدها المقيم معهما في الدار فتقول له أظنه سيموت الليلة. ولن يطلع عليه صباح. ينظر الزوج إلى حماه فيجده قد أوشك على الهلاك لا يتحرك فيه ساكنا عدا نفسه الذي يعلو بصدره ويهبط. يقول الزوج لو مات اليوم ماذا سنفعل غدا وعندنا عمل كيف سأخبر اهلنا فى القرى البعيدة؟

 

 فقالت له الزوجه:  اذهب إليهم اليوم وأخبرهم أنه مات وأنه سيدفن بعد غد السبت. ذهب الزوج ويفعل ما اقترحته عليه زوجته ولما عاد في الصباح وجد حماه حيا لم يمت، فاصبح فى حيرة من أمره ، جهزت زوجته لقمة القاضى للمعزين ، وانقضى اليوم دون أن يمت الرجل ثم جاء يوم السبت ووصل المعزين فى ثيابهم السوداء ،فاخبرهم الزوج وزوجته أن الرجل مازال على قيد الحياة واعتذروا لهم على هذا الموقف السخيف الذى وضعهم فيه الرجل لأنه لم يمت .  فاغتاظوا لأنهم لن ينعموا بلقمة القاضى إلا أن الزوج وزوجته أتوا لهم بلقمة القاضى من قبيل الواجب  فسعد المعزون . وبينما هم يأكلون سمعوا صرخة ابنته لقد مات أبي. كره المعزون هذا الموقف من الرجل السخيف الذى حرمهم من إكمال لقمة القاضى الشهية. كماغضب الزوج لأنه سيتكلف احضار طعام ٱخر في الغد لكنه قال لزوجته سأخصم سعرها من ماله الذى تركه لك .لتكون النفقة على حسابه.

 
الهدف من القصة 
أراد موباسان من قصته لقمة القاضى ان يقول إن الاشخاص المشغولين بأمور لم تتم، يرهقون أنفسهم في التفكير والتدبير لاشياء لم تحدث بعد، ولو أنهم تركوا الأمور تسير حسب مجراها الطبيعى لكان ذلك أفضل لهم .