قصة كفاح 35 سنة.. المعلمة «أم وائل» أشهر تاجرة «خضار» في كفر الشيخ (لايف)
"اتعودت أدي للمحتاج من عيالي وأحفادي لكن مش باخد حاجة من حد حتي لو بموت".. بتلك الكلمات المؤثرة التي صاحبتها الدموع ونظرات التحدي والإصرار، بدأت الحاجة فاطمة الشهيرة بالمعلمة "أم وائل"، أشهر وأقدم بائعة خضروات في سوق سيدي مُبارك، والذي يُعد من أقدم وأعرق أسواق محافظة كفر الشيخ، إذ تعمل مايزيد عن 12 ساعة يوميًا في بيع الخضروات، رُغم تعديها الـ66 عامًا وإصابتها بـ3 أمراض مزمنة.
تقول المعلمة أم وائل، خلال حديثها مع "الدستور": "إن الحياة لم تكن سهلة معها، منذ أن كانت شابة وحتى الأن، ومع ذلك فهي تقف صامدة تُعافر حتي تنتصر إذ لم تستطيع الحياة أن تهزمها أو على الأقل تجعلها تمكث يومًا واحدًا في منزلها، لكي تذوق طعم الراحة رُغم مرضها وتقدمها في السن، إذ تقول: "كنت أعمل قبل زواجي وبعد زواجي عملت مع زوجي في بيع الخضار، وكان الحمل ثقيل؛ لأن زوجي كان دائم المرض، فكنت أنا أعمل أغلب الأوقات بمفردي هنا في السوق، وبعد 15 عامًا من زواجي توفي زوجي، وترك لي 3 شباب وابنتين وبفضل من الله استطعت تجهيز البنات بمفردي وتزويجهن وسترهن في بيوت أزواجهن".
وتابعت: "لم يساعدني أحد مطلقًا في ذلك فكنت أنحت في الصخر، لكي أقوم بتجهيزهن ونجحت بمفردي ليس ذلك فحسب بل قمت أيضا بتزويج الشباب، ولم يتبقي لي سوي ولد واحد فقط أعمل حاليًا علي مساعدته ليتزوج، وليس هذا فحسب بل أقوم بمساعدة أولادي المتزوجين ماديًا، وأنفق علي أحفادي فأنا أقف بجانبهم دائما، لقد تعودت علي العطاء رغم قلة حيلتي ولا أقبل أبدا أن يساعدني أحد أو استدين من أحد".
واضافت أم وائل: "كل ما فعلته من بيع الخضار في السوق، فأنا استيقظ كل صباح، وتحديدًا في تمام الساعة السابعة أذهب إلى عملي حتي ما بعد السابعة مساءًا، رغم أنني لا أستطيع المشي مُطلقًا وأقوم بالجلوس في الشوارع؛ لكي استريح بسبب إصابتي بالغضروف وحالتي متأخرة بسبب تقدمي في السن فأنا حاليًا تجاوزت الـ66 عامًا وأيضا مصابة بالضغط والسكر، ولكنني أقوم بالضغط على نفسي رغم كل ذلك وأكمل السير حتي أصل للسوق وأبدء في البيع، فالحياة لن ولم تهزمني، لازم أجيب لقمتي بعرق جبيني مش عايزة أمد أيدي لحد حتي لو عيالي، وهموت مكاني هنا على فرشة الخضار".
واختتمت أم وائل حديثها والدموع تسبق كلامها قائلة: "الحياة ظلمتني كتير، وعلى طول شقيانة بس دايما ببص للسما وأقول يارب إنت عالم بحالي وإبعدني عن الحرام وناسه".
