رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريدة الشوباشى: «الانفجار السكانى» على رأس أولويات الحوار الوطنى

فريدة الشوباشى
فريدة الشوباشى

الدعوة لا بد أن تشمل الجميع وليس المتخصصين فقط والنخبة السياسية مُطالبة بالاصطفاف خلف الرئيس

أطالب رجال الدين بتوجيه عقول الشباب نحو الابتكار ويجب أن تحقق تعديلات "الأحوال الشخصية" مصلحة الطرف الضعيف

قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، عضو مجلس النواب، إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى دليل على أنه لا يخشى المصارحة أو طرح الموضوعات الشائكة على العلن، لافتة إلى أن الخطوة تشحذ همم الشعب المصرى للالتفاف حول قضايا الوطن.

وشددت "فريدة"، فى حوارها مع "الدستور"، على ضرورة أن تكون أولويات الأحزاب خلال الحوار "نشر الوعى الذى فقدناه فى المجتمع، والتوعية بخطورة الانفجار السكانى لأنه يعد كارثة حقيقية تواجهها مصر"، مشيرة إلى أن قانون الأحوال الشخصية بوضعه الحالى ظالم للمرأة، ويحتاج إلى الكثير من التعديلات، منها تأكيد حق المرأة فى الحضانة.

■ بداية.. كيف استقبلتِ دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى؟

- دعوة الرئيس للحوار الوطنى خطوة فى منتهى الحكمة والوطنية، لأن الحوار يعنى مشاركة جميع أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم ورؤاهم وأيديولوجياتهم فى مناقشات واحدة.

ودعوة الجميع للحوار بمختلف الأفكار والأيديولوجيات أمر يثرى المناقشات، كما أن الحوار يعكس أن الرئيس لا يخشى المصارحة، ولا يخشى طرح الموضوعات الشائكة على العلن، فهو دائمًا ما يبحث عن كل ما يمكن أن يستفيد به أبناء الوطن، من خلال إلقاء الضوء على جميع الآراء والأفكار التى ستُطرح خلال المناقشات. 

والرئيس لا ينفرد بالقرار على عكس ما كان يفعل بعض الرؤساء، ويتجنب أن يقع فى أى أخطاء، والحوار يحمى من الوقوع فى الخطأ، ويترجم المشاركة الحقيقية بين الرئيس وأبناء الوطن.

والدعوة لإجراء حوار وطنى جاءت لشحذ الهمم من كل فئات الشعب المصرى؛ للالتفاف حول قضايا هذا الوطن، بهدف الوصول إلى أجندة عمل وطنية كاملة متكاملة تتواكب مع الجمهورية الجديدة، التى يتبنى مكونها الرئيسى الالتفاف حول الدولة الوطنية وإعلاء المصلحة القومية، بشكل يفسح المجال ويفتح الباب واسعًا أمام تطوير حقيقى فى العمل السياسى والحزبى، باعتبار أن الجميع على أرض وطن واحد.

كما أن الحوار ستكون له آثاره الإيجابية الكبرى على الدولة المصرية بأكملها، حيث إن الجميع سيجلس على طاولة الحوار لبناء جبهة داخلية قوية ومتينة، قادرة على التصدى والمواجهة البنّاءة لكل التحديات الداخلية والخارجية التى من الممكن أن تواجهها الدولة.

كما أن هذا الحوار ستكون له دلالات تنعكس على البناء الديمقراطى الذى تسير الدولة نحوه خلال الفترة الحالية، وإجمالًا هو خطوة جادة على طريق المشاركة الفعالة من كل القوى الوطنية للنهوض بالوطن، وعلى الجميع إعلاء مصلحة الوطن، والتركيز على القضايا التى تعلى وتعزز من قيمته وتخدم أبناءه. 

■ ماذا عن توقيت الدعوة؟

- التوقيت مناسب تمامًا لأن الرئيس السيسى نفذ كل ما وعد به، والعالم أجمع يعترف بإنجازات الرئيس السيسى فى كل المجالات، وحان الآن دور النخبة السياسية بأن تصطف خلف هذا الرجل الذى كلما يسير فى طريقه يبنى من أجل الآخرين.

والرئيس السيسى لم يبخل بأى مكسب يستطيع أن يحققه للشعب المصرى، كما أن أذنه وقلبه مع الشعب المصرى، فهو يسير على الإيقاع المصرى، وظهر ذلك جليًا من خلال دعمه ذوى الاحتياجات الخاصة والمرأة المعيلة، والقضاء على أمراض مزمنة طالما عانى منها المصريون.

■ من وجهة نظرك.. هل يجب أن تقتصر الدعوة على مجموعة متخصصة بعينها أم تشمل الجميع؟

- من وجهة نظرى يجب أن تشمل الدعوة الجميع، لأنه حوار وطنى وليس سياسيًا أو اقتصاديًا أو شبابيًا أو فنيًا، بل هو حوار يشمل جميع أوجه الحياة.

وقصر الأمر على مجموعة بعينها يعد تضليلًا، لأن دعوة الرئيس للحوار الوطنى واضحة، فهو لم يخص حزبًا معينًا أو شريحة معينة، فالحوار يعنى جميع المصريين.

■ ما الملفات التى يجب أن توضع ضمن أولوياته؟

- من الضرورى أن يكون لدى الأحزاب أولويات لهذا الحوار، منها نشر الوعى الذى فقدناه فى المجتمع، وبالنسبة لى أهم قضية فى هذه المرحلة هى التوعية بخطورة الانفجار السكانى، لأنه يعد كارثة حقيقية تواجهها مصر، وهناك حالة سباق مجنونة، فالأمر يحتاج إلى حملة توعية مكثفة بخطورة هذه القضية.

فى السبعينيات كان تعداد مصر ٣٠ مليونًا، أما اليوم فتخطينا الـ١٠٠ مليون بكثير، رغم أن الموارد كما هى، لكن الأعداد فى تزايد كارثى، وما زالت الخرافات حول عدم تحديد النسل موجودة ومتفشية فى المجتمع المصرى، بحجة أن كل طفل يأتى برزقه، وأكبر دليل على فساد الدعوة للإنجاب دون ضوابط أن هناك ١٢ مليون طفل شوارع، وهذا يمهد للهجرة غير الشرعية وانتشار الإرهابيين، فما يحدث وبال على مصر.

■ كيف تقيّمين المبادرات التى نفذها الرئيس؟ 

- أهم المبادرات والإنجازات التى نفذها الرئيس السيسى هى التأمين الصحى الشامل، وأنا عشت فى فرنسا نحو ٣٠ سنة، وهناك عانيت وعائلتى من أمراض أنفقنا أموالًا طائلة على علاجها، وإطلاق التأمين الصحى أمر هائل، لأن الرئيس ينفذ تأمينًا صحيًا لكل المصريين لحماية صحتهم وصحة أبنائهم.

وفى الستينيات عشت مرحلة عظيمة، لكن حدث تدهور حاد فى المكتسبات التى تحققت، سواء فى الأحوال الاجتماعية أو المادية أو الوطنية، وأيضًا حدث تراجع فى الثقافة، وكل شىء تعرض للتدهور، أما اليوم فالرئيس السيسى يعيد مصر مرة أخرى لمكانها ومكانتها.

■ ماذا عن دور رجال الدين فى المجتمع؟

- أرى أن البعض منهم، وليس جميعهم، يعطون ظهورهم للقضايا الأساسية، لم أجد شيخًا يدعو إلى تقويم السلوك، هم لا يرون ولا يتحدثون إلا عن شعر المرأة ويديها ورجليها، هو أمر محزن ومخزٍ. 

وهذه الدعوات تقلل من شأن الرجل المصرى، لأن معناها أنه إذا رأى الرجل امرأة «بشعرها» سينقض عليها دون تفكير، وهذا لا يليق بمصر، لأنها فجر الضمير ولا يليق بها هذا التوجه، فنحن بحاجة للرجوع إلى الثقافة المحترمة، وعلينا أن نرى كيف استُقبل مسلسل «الاختيار» من المصريين، فالجمهور يسعى لرؤية مصر بشكل محترم ومهذب.

■ هل لديكِ رسالة توجهينها لهؤلاء المشايخ؟

- أنتم أساس التسطيح الذى حدث بمصر.. فكل ما يعنيهم أن تغطى المرأة شعرها ثم تفعل بعد ذلك ما تشاء، هل هذا يعقل؟ 

والأساس أن تكون هناك استقامة وتكافل، وأن يوجه الشيوخ والدعاة عقول الشباب نحو الابتكار والإضافات العلمية، بدلًا من أن يحصروهم فى جسد المرأة.

■ ماذا عن وجهة نظرك فى ملف "الأحوال الشخصية"؟

- الرئيس السيسى يهتم مؤخرًا بقانون الأحوال الشخصية، لأن هذا القانون فى مجمله يشمل بنودًا ومواد من شأنها حماية الأسرة المصرية بكل مكوناتها من الأبناء والأمهات والآباء، فهو يشمل جميع الأسرة، ويعالج المشكلات التى تقع بين الآباء والأمهات بعد الانفصال، التى يتحمل نتائجها الأطفال، وهذا كان يحدث بسبب عدم وجود تشريع جيد ينظم العلاقة فى حالات الانفصال.

■ كيف تقيّمين قانون الأحوال الشخصية بوضعه الحالى؟

- قانون الأحوال الشخصية ظالم للمرأة، ويحتاج إلى الكثير من التعديلات، ويحتاج إلى تأكيد حق المرأة فى الحضانة، والضيافة بالنسبة للأب، نحن بحاجة إلى قانون إنسانى، فلا يُعقل أنه بعد الانفصال يطرد الزوج زوجته من مسكنها وكأنها لم تكن يومًا زوجته.

كما أننى أوكد أهمية دعوة الرئيس السيسى لتعديل القانون، بعد إجراء حوار مجتمعى، بحيث تصدر تعديلات تضمن التوازن بين كل الأطراف، خاصة أن محاكم الأسرة مليئة بالدعوات القضائية الناتجة عن الانفصال بين الزوجين.

كما أنه يجب أن تنصب التعديلات على مصلحة الطرف الضعيف فى هذه الإشكالية، وهم الأبناء والمرأة، فكلاهما يقع عليه العبء الأكبر والضرر الأكثر، نتيجة الانفصال وما تترتب عليه من مشكلات.

■ ماذا عن الملف الاقتصادى؟

- أرى أن أهم ما يجب أن يتناوله الحوار الوطنى هو الارتقاء بالصناعة، فالرئيس السيسى لديه بصيرة واعية ومدركة، حيث إنه توسع فى الزراعة وبناء الصوامع حتى لا نتعرض لأى طوارئ وظروف خارجة عن إرادتنا، فالعالم أجمع يعانى الآن.

والدور الآن على الصناعة، فهى الأمان لمصر، وآمل أن يتوسع انتشار المنتجات المكتوب عليها "صنع فى مصر".. واليوم لدينا فائض يتطلب العمل بجد واجتهاد، ونحن نملك المواد الخام، فالرئيس أنشأ بنية تحتية عظيمة للصناعة من كبارى وطرق ووسائل مواصلات حديثة وغيرها.

■ .. والملف الأمنى؟

- علينا جميعًا أن نكون منتبهين ومتيقظين، فهناك أشخاص يسعون لتفكيك وتفتيت مصر، فأعداء الداخل أشرس من أعداء الخارج، لأن أعداء الداخل يتقاسمون معى كسرة الخبز، كما يتقاسمون معى الملامح واللهجة والكلام، وفى النهاية عدو الداخل شخص خائن ممسك بقنبلة يريد أن يفجرها فى أى شخص.

ما رؤيتك لفكرة "الجمهورية الجديدة"؟

- إطلاق الرئيس السيسى دعوة الحوار ترسيخ للجمهورية الجديدة التى قامت من أجلها ثورة ٣٠ يونيو، كما أن الحوار يقوى ويعمق جذور هذه الجمهورية. وتلك الجمهورية جديدة فى كل شىء، فى التعامل، وفى الآفاق، وفى لمّ الشمل العربى، والنهوض بالمجتمع المصرى، وحماية المواطن من الأمراض والحاجة، وحمايته من الإهانة. وعندما أتذكر العشوائيات التى كانت موجودة قديمًا كنت أشعر بالخجل ليس لكونى مصرية، بل لأنى إنسانة، فهؤلاء الناس كانوا يعيشون فى ظروف لا إنسانية، وكنا نرى العشوائيات قديمًا، ونحمد ربنا ولا نستطيع أن نتكلم، ونغمض أعيننا. 

وجميعنا ينتظر الجمهورية الجديدة، ونحن خرجنا للشارع بعشرات الملايين كى نطالب بإقرارها.