رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول لبنانى سابق: كل الخيارات حول «أزمة الغاز» مفتوحة.. والنهج الدبلوماسى «بداية»

ياسين
ياسين

أكد الرئيس السابق للوفد التقني العسكري اللبناني، المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية، مع إسرائيل، العميد الركن المتقاعد بسام ياسين، أن إسرائيل تعرقل مسار التفاوض، وتضع العقبات لتضييع الوقت وفرض الأمر الواقع، مؤكدا أن كل الخيارات مفتوحة للحفاظ على ثروات الشعب اللبناني، وأن النهج الدبلوماسي والقانوني هو البداية وأن الخيار العسكري مطروح أيضا، وهناك جاهزية لبنانية على كل المستويات للدفاع عن الحقوق اللبنانية.

تأكيد الحقوق اللبنانية

وفي تصريحات خاصة، لـ"الدستور"، قال ياسين، إن: "الرسالة التي قدمها لبنان إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قوية جدا؛ لأنها أكدت موقف لبنان باعتبار أن حقل (كاريش) هو حقل متنازع عليه، كما حملت الرسالة تحذيرا للشركات العاملة في هذا الحقل، وطالبت بضرورة استكمال الوساطة، ولم ينقصها إلا التأكيد على المطالبة بالخط 29 بدلا من الخط 23 بما يضمن حقوق لبنان كاملة".

وحول الدور الأمريكي الذي يراه مراقبون منحازا إلى إسرائيل، رغم لعبه دور الوسيط، يرى العميد الركن ضرورة استدعاء واشنطن وفقا لشروط لبنان هذه المرة، وليس بالشروط الإسرائيلية والأمريكية، لافتا إلى أن لبنان اختار أمريكا في هذا الوقت ربما لأن لديها تأثيرا على الجانب الإسرائيلي، مضيفا: "في كل الأحوال، سنمضي في القيام بواجبنا للحفاظ على ثروات شعبنا وفق القانون الدولي"، مشيرا لوجود ضغوط أمريكية واضحة على الشركات العاملة في التنقيب، حيث لم تتقدم أي شركة للعمل في لبنان، بما يثير علامات استفهام كبيرة حول الدور الأمريكي.

وكانت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل قد توقفت جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربع، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربع وتشمل أجزاء من حقل "كاريش".

وتعتبر إسرائيل أن حقل كاريش يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، وليس في المنطقة المتنازع عليها، وأكدت وزارة الطاقة الإسرائيلية أنه تمّ الانتهاء من الحفر الفعلي قبل عدة أشهر، وأن عملية الاستخراج ستكون التالية، معتبرة أن وصول السفينة هو خطوة في هذا الاتجاه.

عراقيل إسرائيلية.. وتضييع للوقت

وتابع ياسين قائلا: "إسرائيل تعرقل مسار التفاوض، وتضع العقبات لتضييع الوقت وفرض الأمر الواقع، ونجحت في إهدار الوقت منذ مايو 2021 وحتى الآن، ما يستوجب سرعة التحرك واتخاذ قرار وطني للحفاظ على مصالح لبنان".

وأشار إلى أنه لا يوجد ترف الوقت حاليا، ومطلوب اجتماع الحكومة بصورة فورية لتحديد الموقف، والتوحد للدفاع عن مصالح لبنان وحقوق شعبه، وأي طرف لبناني سيتخلف عن التموضع في مواجهة أطماع إسرائيل سيظهر على حقيقته، ويتم اعتباره خائنا.

وأكد ياسين، أن كل الخيارات مفتوحة للحفاظ على ثروات الشعب اللبناني، وأن النهج الدبلوماسي والقانوني هو بداية الطريق، مشددا على أن الخيار العسكري مطروح أيضا، وهناك جاهزية لبنانية على كل المستويات للدفاع عن الحقوق اللبنانية.

كما أوضح أن الانقسام السياسي الذي يعيشه لبنان، كان له أثر كبير في الوصول لهذه المرحلة، لافتا إلى أن إسرائيل تستفيد بدون شك، من الانقسام الداخلي والانقسام العربي حتى الانقسام العالمي، ومهما كانت الأوضاع يجب التوحد اليوم خلف هدف واحد، هو الحفاظ على ثرواتنا وحقوق شعبنا.

تحركات لبنانية

وقال مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الإثنين، إن الرئيس اللبناني ميشال عون وافق على دعوة المبعوث الأمريكي أموس هوكشتاين إلى بيروت، لمواصلة المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.

وحذر لبنان إسرائيل، الأحد، من أي عمل عدواني في المياه المتنازع عليها، حيث تأمل الدولتان في تطوير موارد الطاقة البحرية بعد وصول سفينة تديرها شركة إنرجيان ومقرها لندن قبالة الساحل لاستخراج الغاز لإسرائيل.

وأعلن ميقاتي في بيان أنه بعد التشاور مع عون، تقرر دعوة هوكشتاين للحضور إلى بيروت لبحث مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة.

رد إسرائيلي

في السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الإثنين، إن الخلاف مع لبنان بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية مسألة مدنية ستُحل دبلوماسياً بوساطة أمريكية.

وأضاف غانتس في تصريحات لكتلته البرلمانية "كل ما يتعلق بالنزاع سيتم حله في إطار المفاوضات بيننا وبين لبنان بوساطة الولايات المتحدة".