رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مالي.. معارك ضارية للسيطرة على مدينة حدودية تشكل بؤرة للمتشددين

الجيش المالي
الجيش المالي

شنت جماعات مسلحة والقوات المالية هجومًا على جماعات متشددة  تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، لاستعادة مدينة أنديرامبوكاني الواقعة على الحدود مع النيجر، لكن المنطقة بأكملها تعد مسرحًا لأعمال عنف منذ أسابيع يدفع المدنيون بسببها ثمناً باهظاً.

تعتبر معركة الأيام الماضية للسيطرة على أنديرامبوكاني، حيث كان المتشددون ينشطون بحرية، أحد جوانب التدهور الأمني الخطير الذي تحدثت عنه جهات مختلفة حول ميناكا (شمال شرق) وفي المنطقة المضطربة المعروفة باسم المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وأصبح جزء كبير من المنطقة في محيط ميناكا تحت سيطرة الجماعات المبايعة لتنظيم داعش والتي تسعى لفرض قوانينها على السكان، وفقا للمصدر نفسه.

تتزامن هذه الأعمال العدائية مع الانسحاب العسكري الذي تنفذه فرنسا وحلفاؤها الأوروبيون بطلب من المجلس العسكري الحاكم، الذي تحول إلى روسيا.

خلال أيام، دارت معارك بين القوات النظامية والجماعات المسلحة المحلية خاصة الطوارق مع المتشددين للسيطرة على أنديرامبوكاني، حسبما أفادوا على مواقع التواصل الاجتماعي، من الصعب القول حاليا من تغلب على الأرض.

لكن المعلومات الشحيحية الواردة من هذه المنطقة الضخمة النائية التي لا يمكن الوصول اليها جراء انعدام الأمن والمقطوعة عن شبكات الاتصالات، تفيد عن مقتل مئات المدنيين وآلاف النازحين في الأشهر الماضية في منطقتي ميناكا وغاو غربا.

وتتحدث عن اشتباكات بين المقاتلين وأيضًا عن وقوع مذابح. 

والمدنيون في مرمى النيران ويقتلون للاشتباه في انحيازهم للعدو ويتعرضون للخطف أو يحرمون من سبل عيشهم بسبب الدمار. 

أفادت الأمم المتحدة بتصاعد الأعمال الانتقامية من قبل الطوارق ضد الفولاني المتهمين بمساعدة المتشددين.

وضع مأساوي

اعتبر رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي القاسم وأنه أثناء زيارته لميناكا في 31 مايو أن "الوضع مأساوي للغاية".

وقال عبدالوهاب آغ أحمد محمد رئيس سلطات ميناكا الموقتة لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف: إن "جزءا كبيرا من منطقة ميناكا يخضع الآن لسيطرة المتشددين".

وقال موسى أغ أشاراتوماني زعيم حركة إنقاذ أزواد إحدى الجماعات التي تقاتل المتشددين إن "عدة مئات من المدنيين قتلوا ونزح ما بين 20 و30 ألف شخص في الفترة الممتدة بين مارس ومايو".

أفاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في تقريره الأخير بأن القتال في دائرة أنديرامبوكاني "أسفر بحسب بعض التقارير عن مقتل مئات المدنيين ونهب وإحراق محلات تجارية ومركبات وتخريب شبكات الهاتف".

وبحسب تقديراته، تسبب العنف في فرار نحو 32 ألف شخص.

يبدو أن مدينة أنديرامبوكاني المضطربة التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، هي نقطة ساخنة. 

وكان الجيش المالي قد ابتعد عن المدينة نهاية عام 2019 عندما أعاد تموضعه في مواجهة تصاعد الهجمات الإرهابية الدامية.

وأعلن تحالف يضم مجموعات موالية السبت، أنه استعاد "السيطرة الكاملة" على أنديرامبوكاني مع الجيش و "دحر" المتشددين.

 منذ ذلك الحين، يبدو أن أنديرامبوكاني انتقلت من معسكر الى آخر.

 وقائع جديدة 

وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، لا يزال الضباط الكبار في السلطة متكتمين نسبيًا بشأن الوضع في محيط ميناكا وغاو، بينما يتحدثون بانتظام عن «الفرار الجماعي» للمتشددين بسبب تكثيف العمليات، حسب رأيهم.

وأكد مسئول عسكري طلب عدم الكشف عن هويته، أن «الدولة تدرك خطورة الوضع في منطقة ميناكا، ويتم اتخاذ كافة الإجراءات لضمان عدم سقوط المنطقة بأيدي المتشددين».

وتظاهر العشرات من سكان ميناكا الاثنين حاملين لافتات تندد بـ«الصمت امام مذبحة المدنيين في ميناكا وغاو»، وطالبوا «مساعدة». 

كما طالبوا الدولة بإعادة نشر قواتها في القطاع.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن الحدود الثلاثة كانت "منطقة ذات أولوية" لعمليات برخان وحلفائها ضد تنظيم داعش.

وأشار إلى أنه في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى، زاد عدد "الهجمات المحددة الاهداف والعشوائية ضد المدنيين بشكل ملحوظ بعد (الإعلان) عن الانسحاب الوشيك للقوات الدولية".