مذبحة «أبومناع»| هل تقود التفرقة الأسرية إلى الجريمة؟.. أطباء نفس يحللون

أطلق شاب وابلا من الرصاص على أشقائه، في جريمة هزت أرجاء مركز دشنا بمحافظة قنا، والمعروفة إعلاميا بـ«مذبحة أبو مناع»، وبسؤاله أوضح أنه ارتكب الجريمة بدافع الانتقام من والده، كونه يميز أخوته الـ4 عليه.

فتحت الجريمة ملف تفضيل الأهالى لبعض الأبناء عن بعضهم الآخر، وناقشت «الدستور» في التقرير التالي القضية من جوانبها النفسية.

قال أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد صديق، إنه يمكن أن يفقد الشخص قدراته العقلية بسبب ما يتعرض له من ضغوطات تؤدي لاضطرابات ذهنية تحول الشخص للوصول لحالة مرضية يعاني فيها المصاب من فقدان الاتصال بالواقع، ويعجز عن التفرقة بين الإدراك الذاتي والواقع الفعلي.

هلاوس

كما تتخذ تلك الاضطرابات أشكالاً متعددة وتنقسم لعدة أنواع جميعها ذات تأثير سلبي على الأفكار والمشاعر والتفاعل الاجتماعي مع المحيطين نتيجة ما يصاحبها من هلاوس، وحول حادثة مذبحة دشنا بقنا الذي قتل ابن لوالده وأشقائه سيتم تقييمه بشكل نفسي. 

وتابع، ويجب أن يحاسب ذلك الشخص على أفعاله، حيث أنه لا يوجد أمراض نفسية تؤدي لذلك الفعل، وعلق: «مايوصلش أنه يعمل كده، وأهله ماكتشفوش أنه مضطرب لحد دلوقتي، لازم الشخص يكون عنده سيكوبات اضطرابي يخليه يعمل فعل إجرامي، وده بيظهر وبيخلي الأهل تتوخى الحذر».

وأضاف «صديق»، أنه يجب على الدولة أن تهتم بذلك الجانب من خلال التوسع في العيادات النفسية، وتنفيذ زيارات منزلية للأهالي خاصة في المحافظات والقرى المختلفة، وقال: «الناس إللى عندهم اضطرابات نفسية لازم يكون في اهتمام من الدولة تجاههم لتفادي أفعال وحشية تؤدي لمشاكل مجتمعية».

حالة هستيرية

فيما علقت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن من الممكن عند تفريق الآباء والأمهات ما بين الأبناء يتسبب ذلك في غضب شديد وحالة من الأكتئاب لدى الأخوات وينتج ذلك عنه حالة هستيرية داخل نفسية الابن تجعله يفقد أعصابه ويقوم بعملية قتل بشعة.

وأضافت «فايد»، في تصريح لـ«الدستور»: «يؤثر التمييز السلبي على نفسية وشخصية الابن بطريقة جذرية، وتهز ثقته بنفسه وهيئته، وتتشكل لديه تساؤلات حول مدى استحقاقه للحب، ويفقد الثقة في الآخرين، وقد تورثه هذه المعاناة مشكلات نفسية وصحية عدة».

وأكدت أنه من المتوقع أن مذبحة أبو مناع نتيجة لحقد الابن على أسرته بسبب الإهمال المادي والنفسي نتج عن ذلك مذبحة مروعة، بسبب فقدان الابن ثقته بنفسه، وسرعان ما تصرف بسوء.