رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرقى أحياء القاهرة.. كيف وصلت جاردن سيتي إلى شكلها الحالي؟

جاردن سيتي
جاردن سيتي

تمتلك جاردن سيتي كل شيء، تقع على الجانب الشرقي من نهر النيل وعلى بعد دقائق فقط من وسط المدينة ما يجعلها المحطة النهائية لكل من السياح والسكان المحليين، حتى يومنا هذا لا تزال المنطقة تحمل لقبها كواحدة من أرقى أحياء القاهرة وأكثرها ثراءً.

في البداية وقبل تشييد قصور ومباني جاردن سيتي، كانت المنطقة الواقعة بين قصر دوبارة وكورنيش النيل تتكون من برك ومستنقعات، قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي حكم مصر من عام 1309 إلى 1341 م  بتحويل المنطقة بزرع الأشجار وإنشاء الطرق التي قطعت بين المياه والحدائق.

في عام 1318 أمر السلطان ببناء ساحة تقام فيها عروض الخيول والسباقات، وبعد وفاة السلطان أهملت المنطقة تماما حتى حكم الخديوي إسماعيل البلاد عام 1863، قرر الخديوي إطلاق حركة معمارية واسعة لبناء قصور فخمة على طول كورنيش النيل، وأشهرها قصر دوبارا وقصر الأميرة شويكار، وكلها مزيج من العمارة الإسلامية والباريسية والإيطالية.

كان عام 1906 ظهور حي جاردن سيتي المعاصر، قرر الخديوي عباس حلمي الثاني إنشاء الحي على شكل مدن حدائق ذات شوارع دائرية كانت شائعة في بداية القرن العشرين في أوروبا.

أصبحت جاردن سيتي امتدادًا حضريًا لقاهرة الخديوي، حيث تم بناء المباني بأسلوب معماري فرنسي وإيطالي وإسلامي مشترك، تم تصميم الشوارع بذكاء بحيث تكون قريبة جدًا من بعضها البعض، كان هناك شارع للحراس واسطبلات وخدم، معظم هذه الشوارع تحتفظ بأسمائها حتى الآن مثل شارع النبط وشارع البرجس وشارع الخشاب وشارع الديوان وشارع الحديقة، في هذا العصر أصبحت جاردن سيتي المنطقة السكنية للأرستقراطية للأمراء والسفراء.

معالم جاردن سيتي

وفقا لموقع scoopempire أثناء التجول في شوارع جاردن سيتي  من السهل ملاحظة أن مباني الحي متشابهة جدًا وموحدة من حيث التصميم، معظم المباني لا يزيد ارتفاعها عن خمسة طوابق وهي فسيحة للغاية، وذلك لأن المنطقة بنيت بشكل أساسي للأجانب والملوك والطبقة العليا من المجتمع، ومن أشهر المباني في الحي عمارات سيف الدين الثلاثة التي كانت مملوكة للأمير سيف الدين، بعد وفاته في عام 1938 ورثت المباني من قبل الأميرة شويكار. 

من الرموز المميزة لمنطقة جاردن سيتي كنيسة قصر دوبارا  والتي تتميز بطابع معماري خاص، تم بناء الكنيسة في الأربعينيات من القرن الماضي ولا تزال تدعم كل ركن من أركانها دون ترميم، كما يوجد في قلب جاردن سيتي مبنى يشبه القصور القديمة، حيث يحمل بين أسواره تقاليد العصور القديمة.

يطل على النيل أحد أشهر مباني جاردن سيتي مبنى بلمونت، سميت بهذا الاسم نسبة إلى لوحة إعلانات سجائر بلمونت الموضوعة فوقها، شيد هذا المبنى عام 1958 من قبل المهندس نعوم شبيب ويعتبر أطول مبنى في الحي مكون من 35 طابقا.