رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التصعيد مستمر.. هل بدأت حرب الغاز بين لبنان وإسرائيل؟

الغاز
الغاز

تصاعدت حدة الأزمة بين لبنان وإسرائيل حول حقل كاريش للغاز وعد انتظار الجانب الإسرائيلي انتهاء المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية وشروعها في استخراج الغاز الطبيعي، ما اعتبره محللون لبنانيون تحدثوا لـ"الدستور"، اعتداءً على ثروات وحقوق الشعب اللبناني.

وكانت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل قد توقفت جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها، وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومتراً مربع، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربعا وتشمل أجزاء من حقل "كاريش".

وتعتبر إسرائيل أن حقل كاريش يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، وليس في المنطقة المتنازع عليها، وأكدت وزارة الطاقة الإسرائيلية أنه تمّ الانتهاء من الحفر الفعلي قبل عدة أشهر، وأن عملية الاستخراج ستكون التالية، معتبرة أن وصول السفينة  خطوة في هذا الاتجاه.

استفزاز إسرائيلي

وقال المحلل السياسي اللبناني أحمد يونس، إن: الواقع الحالي يمثل تحديا كبيرا يتعرض له لبنان إثر أنباء وردت عن دخول سفينة  وحدة إنتاج الغاز الطبيعي Energean power إلى المنطقة المتنازع عليها في الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وتجاوز الأخيرة خط ٢٩، والوصول إلى منطقة تبعد ٥ كلم عن خط ٢٣ في حقل كاريش، ما اعتبره لبنان استفزازا واعتداءً على سيادته وحقوقه وثروته البحرية، بعدما أمعن في الاستمرار باحتلال أرضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومنطقة الغجر، وهذا ما جعل السلطة اللبنانية تستنفر كل جهودها.

وأضاف يونس في تصريحات لـ"الدستور"، أن السلطات اللبنانية طلبت من قيادة الجيش تزويدها بالمعطيات الدقيقة والرسمية ليبنى على الشيء مقتضاه، والمفاوضات لترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فإن أي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدائيا.

وأشار إلى أن المنطقة المعتدى عليها من قبل إسرائيل هي منطقة اقتصادية غنية بالحقول خالصة لمصلحة لبنان، تبلغ مساحتها بالحد الأدنى 863 كلم2 والحد الأقصى 2200 كلم2. لافتا إلى أن التقديرات من قبل مركز المسح الجيولوجي الأمريكي تقول إن هذه المنطقة في سواحل شرق المتوسط تحتوي على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز، وهناك 70 تريليون مكعب موجودة  في لبنان وسوريا، ووفق المسح الثلاثي الذي قامت به شركة "بي جي إس" النرويجية، أكدت أن الكمية الأكبر توجد  في لبنان، ما يعني أننا نتحدث عن 97 مليار دولار، بحسب تقديرات إسرائيل.

النار والبارود

من ناحيته، قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن: إسرائيل بهذا التصرف تضع النار على البارود، لا الدولة اللبنانية ستسمح لها باستخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها، ولا حزب الله سيسمح، محذرا من أن هذا العمل يمكن أن يشعل المنطقة بالكامل، بداية من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى إيران، للحرب مع إسرائيل، ما ينذر بالتصعيد إلى حرب عالمية ثالثة تصل شرارتها إلى كل مكان في العالم.

وأضاف أن رئيس حزب الله اللبناني حسن نصر الله صرح قبل نحو أسبوع بأن المنطقة يمكن أن تشتعل، وحذر من خطورة هذا الأمر، وأنه يتوقف على حماقة إسرائيل. وهذا الكلام يعني أن هناك قرارا بالرد على إسرائيل.

وتابع بقوله، إن: الدولة اللبنانية تترقب التطورات على هذا الصعيد بجدية كبيرة، وحذرت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن هذا لو حصل سيكون هناك تصعيد خطير، والشعب اللبناني يترقب الأوضاع وكأن الحرب ستقع، أما بالنسبة لإسرائيل فهي جاهزة ومستعدة وأجرت مناورات عديدة، للتدريب على هكذا حرب.

وأشار إلى أنه من حق الدولة اللبنانية واللبنانيين أن يدافعوا عن حقوقهم وثرواتهم، وهذا اعتداء رسمي على لبنان.

استدعاء الوسيط

وقال مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الإثنين، إن الرئيس اللبناني ميشال عون وافق على دعوة المبعوث الأمريكي أموس هوكشتاين إلى بيروت، لمواصلة المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.

وحذر لبنان إسرائيل، الأحد، من أي عمل عدواني في المياه المتنازع عليها، حيث تأمل الدولتان في تطوير موارد الطاقة البحرية بعد وصول سفينة تديرها شركة إنرجيان ومقرها لندن قبالة الساحل لاستخراج الغاز لإسرائيل.

وأعلن ميقاتي في بيان أنه بعد التشاور مع عون، تقرر دعوة هوكشتاين للحضور إلى بيروت لبحث مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة.

في السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الإثنين إن الخلاف مع لبنان بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية مسألة مدنية ستُحل دبلوماسياً بوساطة أمريكية.

وأضاف جانتس في تصريحات لكتلته البرلمانية "كل ما يتعلق بالنزاع سيتم حله في إطار المفاوضات بيننا وبين لبنان بوساطة الولايات المتحدة".